مواجهة في بروكسل تختبر متانة اتفاق التجارة الأمريكي-الأوروبي
يرتقب اليوم الإثنين إجراء محادثات تجارية رفيعة المستوى بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في بروكسل.
وقال تقرير نشره موقع "سي إن بي سي" إن الاجتماع يتوقع أن يكون شديد التعقيد مع مطالبة وزراء الاتحاد الأوروبي كبار المسؤولين التجاريين الأمريكيين بتطبيق المزيد من بنود اتفاق التجارة الذي أبرم في يوليو/تموز الماضي. ويشمل ذلك خفض الرسوم الجمركية الأمريكية على الصلب الأوروبي وإزالتها عن سلع مثل النبيذ والمشروبات الروحية.
ومن المتوقع أن يلتقي وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك وممثل التجارة الأمريكي جيميسون جرير مع وزراء الاتحاد الأوروبي المسؤولين عن التجارة في أول زيارة رسمية لهم إلى بروكسل منذ توليهم مناصبهم.
ووفقا للتقرير، فإن المحادثات المرتقبة تبدو صعبة للغاية، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي للحصول على استثناءات من الرسوم الأمريكية بنسبة 15% على صادراته، بما يشمل النبيذ والمشروبات الروحية والمعكرونة، بينما تضغط الولايات المتحدة لتسريع تطبيق الاتفاقية وإلغاء تشريعات أوروبية تراها غير عادلة تجاه الشركات الأمريكية.
كما تثير الولايات المتحدة قلق الاتحاد الأوروبي بشأن رسوم الصلب والألمنيوم، والتي وصلت بالفعل إلى 50% وتمتد إلى المئات من المنتجات المشتقة، وسط تهديدات بفرض رسوم إضافية على الشاحنات والمعادن الحيوية والطائرات وتوربينات الرياح، ما يعقد المحادثات أكثر.
ومنذ منتصف أغسطس/آب طُبّقت هذه الرسوم أيضاً على محتوى المعادن في 407 منتجات مشتقة مثل الدراجات النارية والثلاجات، مع احتمال إضافة مزيد من المنتجات المشتقة الشهر المقبل.
ويحذر دبلوماسيون أوروبيون من أن هذه الإجراءات، إلى جانب احتمال فرض رسوم جديدة على الشاحنات والمعادن الحيوية والطائرات وتوربينات الرياح، قد تُضعف فعلياً الاتفاق المبرم في يوليو/تموز.
كما ينوي وزراء الاتحاد الأوروبي مناقشة قضايا تجارية عاجلة، بما في ذلك قيود الصين على صادرات المعادن النادرة والرقائق الإلكترونية.
وبموجب الاتفاقية التي أُبرمت في نهاية يوليو/تموز، فرضت الولايات المتحدة رسوماً بنسبة 15% على معظم السلع الأوروبية، بينما وافق الاتحاد الأوروبي على إزالة العديد من الرسوم على واردات أمريكية. إلا أن تنفيذ هذه التعديلات قد لا يتم قبل مارس/أذار أو أبريل/نيسان المقبل، نظراً إلى حاجة الموافقة من البرلمان الأوروبي وحكومات الدول الأعضاء، وهو ما يقول دبلوماسيون أوروبيون إنه أثار استياء واشنطن.
موقف حازم
ورغم هذه الضغوط، يظهر الاتحاد الأوروبي موقفاً حازماً، مستمراً في تطبيق تشريعاته الرقمية، بما في ذلك إجراءات مكافحة الاحتكار ضد شركات كبرى مثل أمازون ومايكروسوفت، وفرض غرامة ضخمة على جوجل.
ومع هذه الخلافات العميقة، تبدو المحادثات المقبلة اختباراً حقيقياً لقدرة الجانبين على التوصل إلى تفاهمات عملية، وسط مخاوف من أن أي تصعيد أمريكي قد يقوض بشكل كبير اتفاق يوليو ويثير توترات تجارية جديدة.
وقال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين: "نحن في لحظة دقيقة. الولايات المتحدة تبحث عن أسباب لانتقاد الاتحاد الأوروبي بينما نحاول دفعها للعمل على قضايا الصلب وغيرها من الملفات العالقة."