من المستفيد من انهيار العملة الأوروبية الموحدة؟.. اليورو يساوي الدولار
في تعاملات الأربعاء تم تبادل اليورو والدولار الأمريكي بمعدل 1 إلى 1 لأول مرة منذ عقدين، عندما كانت العملة الأوروبية في مهدها.
وفي التعاملات المسائية الأربعاء، ولفترة وجيزة ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي أمام اليورو الأوروبي قبل أن يتراجع قليلا، في مؤشر على أن اليورو أمام تراجع أكبر في حال كانت قرارات المركزي الأوروبي هذا الشهر دون توقعات الأسواق.
وكان اليورو يفقد قوته مقابل الدولار منذ بداية العام، عندما كان يحوم بالقرب من 1.13 دولار، وسط حملة قوية لمكافحة التضخم من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إلى جانب الاضطرابات العالمية الأوسع التي أطلقها الغزو الروسي لأوكرانيا.
يعتبر الدولار القوي خبرا جيدا للأمريكيين الذين يفكرون في قضاء إجازة في أوروبا، أو شراء البضائع في الخارج، لأنهم سيحصلون على يورو أكثر مقابل الدولار الواحد.
كذلك، من الممكن أن تنخفض أسعار السلع، مثل الحبوب، ويحتمل أن يخفف من التضخم الذي لا هوادة فيه الذي أدى إلى ارتفاع نفقات الأسر والأعمال في السوق الأمريكية.
لكن الخبراء قالوا في تصريحات لصحيفة واشنطن بوست، إن تراجع اليورو يشير أيضا إلى تباطؤ وتيرة التجارة العالمية، مما يزيد من مخاوف الركود خصوصا في دول الاتحاد الأوروبي.
كذلك، سيدفع انخفاض اليورو إلى ارتفاع التضخم في دول منطقة اليورو، لأنهم سيكونون بحاجة إلى يورو أكثر لشراء السلع المستوردة.
يشير تقرير لوكالة بلومبرج، أن قرابة 60% من واردات منطقة اليورو تتم بعملة الدولار الأمريكي، ما يعني أن الغلاء سيسجل قفزات جديدة في حال استمرار تراجع العملة الأوروبية الموحدة.
وسيكون تراجع اليورو أمرا في غاية الإيجابية لقطاع التصنيع في منطقة اليورو، خاصة الصناعات التحويلية مثل السيارات والطائرات والمعدات الثقيلة، لأن صادراتهم تتم معظمها بالدولار، بالتالي يحصلون على يورو أكثر من كل دولار.
لماذا انخفض اليورو مقابل الدولار؟
- أدى الصراع إلى تقلب الإمدادات الغذائية ودفع أسعار الطاقة إلى الارتفاع في جميع أنحاء العالم، مما أثر بشكل خاص على الاتحاد الأوروبي، حيث اعتمدت العديد من الدول بشكل كبير على واردات الوقود الأحفوري الروسي.
كجزء من حملة الضغط على جارتها الشرقية، تحرك الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة لفطم نفسه عن النفط الروسي، في حين خفضت موسكو تدفقات الغاز بشكل حاد.
وقد أدى ذلك إلى رفع التكاليف بالنسبة للأوروبيين الذين ما زالوا يعانون بالفعل من وباء كورونا، ليضاف إليها الحرب الروسية الأوكرانية.
- في الولايات المتحدة، رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بقوة، ودفع عائدات سندات الخزانة إلى الأعلى، وجعل الدولار أكثر جاذبية للمستثمرين من اليورو.
- رفع البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة ثلاث مرات في عام 2022، وأشار إلى أن لديه أربع زيادات أخرى مخططة كجزء من استراتيجيته للسيطرة على التضخم.
من المتوقع أيضًا أن يرفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة لإعادة التضخم إلى هدف 2%، ولكن بوتيرة أبطأ من الولايات المتحدة، رد قرر المركزي الأوروبي رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة مئوية لشهر يوليو.
بينما من المتوقع على نطاق واسع أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائة هذا الشهر بنسبة 0.75 نقطة مئوية، تماما كما حدث في يونيو.
- يعتبر الدولار ملاذا آمنا، وقد اكتسب قوة مع قيام المستثمرين بالمناورة في مجال اقتصادي غير مؤكد في أوروبا وأماكن أخرى.
على الرغم من المخاوف وصف بعض المحللين التكافؤ بين اليورو والدولار بأنه معلم "نفسي" لن يكون بالضرورة نقطة تحول للعملة، والتي كانت بالفعل بعيدة عن ذروتها لعام 2008 بالقرب من 1.60 دولار.
aXA6IDMuMTQ1LjExMC45OSA= جزيرة ام اند امز