بطل مغمور يُحبط رونالدو.. أغرب نسخة في تاريخ كأس أمم أوروبا (فيديو)
تُصنف بطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2004" التي أقيمت في البرتغال، على أنها الأغرب والأكثر دراما في تاريخ المسابقة على الإطلاق.
وظن كثيرون أن منتخب الدنمارك بفوزه بلقب كأس أمم أوروبا 1992 في السويد، فجّر المعجزة الأكبر في تاريخ البطولة، كونه لم يكن متأهلا من الأساس وشارك بشكل طارىء بدلاً من يوغسلافيا.
تشكيلة الدنمارك في 1992 كانت تضم لاعبين يدافعون عن ألوان فرق كبرى في أوروبا، مثل بيتر شمايكل من مانشستر يونايتد الإنجليزي، وبرايان لاودروب الذي مثّل برشلونة وريال مدريد الإسبانيين، وغيرهما.
ولكن كتيبة اليونان في يورو 2004 بقيادة المدير الفني الألماني أوتو ريهاغيل فجرت المفاجأة في تاريخ البطولة على الإطلاق.
قصة تتويج اليونان بلقب يورو 2004
بدأت قصة تتويج منتخب اليونان بلقب كأس أمم أوروبا 2004، في عام 2001 عندما واجه أحفاد الإغريق منتخب إنجلترا في ملعب أولد ترافورد.
تلك المباراة شهدت الهدف الشهير للأسطورة ديفيد بيكهام من ركلة حرة قادت بلاده للتأهل لمونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002.
ولكن بالنسبة للمنتخب اليوناني فإن الذهاب لملعب أولد ترافورد والتعادل 2-2 في مباراة حاسمة، كان يعني أن هناك جيل واعد يستعد ليقول كلمته في كرة القدم الأوروبية.
قبلها كانت زيارة اليونان الأخيرة لليورو في نسخة 1980 بإيطاليا، ثم سجلوا حضورا مخيبا في كأس العالم بأمريكا 1994 حين خرجوا من الدور الأول بـ3 هزائم دون تسجيل أي هدف.
وفي العام 2001، تولى الألماني أوتو ريهاغيل مدرب بايرن ميونخ الأسبق، قيادة المنتخب اليوناني آنذاك.
ويكشف تاكيس فيساس لاعب اليونان المتوج بلقب يورو 2004، تفاصيل العمل مع ريهاغيل في تصريحات نشرتها شبكة "إي إس بي إن" العالمية بقوله: "أول شيء علمه لنا ريهاغيل أن المنتخب الوطني يجب أن يأتي أولاً، المنتخب ثم أي شيء آخر بعده"، في إشارة لاهتمام اللاعبين الأكبر بالأندية المحلية الكبرى مثل أولمبياكوس وباناثينايكوس وأيك أثينا.
رحلة التصفيات
خلال حملة تصفيات يورو 2004، كانت المعجزة اليونانية تطبخ على نار هادئة، وخاضوا 15 مباراة بدون خسارة، وفازوا في إسبانيا وصنعوا أجواء استثنائية.
ويشير تاكيس إلى أن المنتخب اليوناني تحول في تلك الفترة إلى عائلة بقوله: "لم نكن منتخباً يضم 50 أو 60 لاعباً، بل فقط 20 لاعباً أو أكثر بقليل، كنا قريبين للغاية من بعضنا البعض، وكنا نضحي من أجل المصلحة العامة".
ومن جانبه كشف فاسيليس تسيارتاس، وهو لاعب آخر في كتيبة أحفاد الإغريق في 2004 قائلا: "كنا جميعاً متساوو، لقد كان الأمر فريداً".
رحلة اليونان نحو اللقب
يوضح تسيارتاس أن الهدف الأول لليونان في اليورو كان الفوز في مباراة واحدة، ثم جاء الانتصار المفاجىء 2-1 على البرتغال في الافتتاح.
وأضاف بقوله إن: "هذا الفوز حررنا، لقد شعرنا بحرية تامة، بعدها تعادلنا مع إسبانيا".
وتأهلت اليونان لربع النهائي في إنجاز تاريخي رغم الخسارة 1-2 أمام روسيا في الجولة الثالثة برصيد 4 نقاط فقط.
تحطيم الأساطير
اصطدم حلم اليونان مبكرا بمنتخب فرنسا حامل اللقب، بقيادة أساطيره زين الدين زيدان وتيري هنري وروبرت بيريس وليليان تورام وبكسنت ليزارازو وغيرهم، في مواجهة توقع العالم كله فوز "الديوك" بها بسهولة.
ويوضح تاكيس بقوه: "لقد كان لديهم مجموعة كبيرة من اللاعبين الرائعين، لكن المدرب غيّر طريقته".
ووضع المدرب لاعبه جيوركان سيتاريديس لمراقبة تييري هنري هداف الدوري الإنجليزي الممتاز وقتها، بشكل لصيق، مع بقية اللاعبين في أسلوب دفاع المنطقة، وفازت اليونان 1-0.
وأضاف تاكيس بقوله: "هنا آمنت أنه بإمكاننا أن صنع شيئاً استثنائياً في كأس أمم أوروبا".
أما المواجهة الأصعب فكانت ضد التشيك بقيادة بافيل نيدفيد ويان كولر وميلان باروش هداف البطولة وقتها، وقد كانوا جميعا في أفضل حالاتهم.
تفوقت التشيك في تلك النسخة على كل من هولندا 3-2 وألمانيا 2-1 ورشحها الكثيرون لنيل لقب البطولة.
ورشح الأسطورة الفرنسية ميشيل بلاتيني مسؤول اليويفا آنذاك، منتخب التشيك للتتويج باللقب، لكن اليونان فازت عليه بالهدف الفضي الوحيد في تاريخ اليورو قبل إلغاؤه.
يضيف تاكيس بقوله: "لم يكن لدينا زيدان أو كريستيانو رونالدو، لكن كان معنا العمل الجاد والتضحية والإصرار وروح العائلة، لقد فعلنا ما يقوم به أتلتيكو مدريد الآن".
انتقادات لليونان
ووصفت صحيفة "غارديان" البريطانية منتخب اليونان في تلك النسخة بأنه "الفريق غير المرشح الوحيد في التاريخ الذي يريد العالم كله مشاهدته يخسر".
واتهمت اليونان بأنه "منتخب ممل وسلبي ويقتل البطولة ومتعتها ولا يقدم كرة قدم جميلة، ويقصي الفرق الأفضل منه".
وأضاف تاكيس بقوله "لقد اعترفنا جميعاً أنه لو أحد أخبرنا قبل بداية البطولة أننا سنلعب النهائي لم نكن سنصدق، أو نجرؤ على التفكير في الفوز أو الخسارة، ولكن الآن قررنا أنه يجب أن نحقق اللقب".
وفي واقعة نادرة التقت البرتغال واليونان في تكرار للمباراة الافتتاحية وحقق أحفاد الإغريق فوزا أبقاهم في ذاكرة تاريخ اليورو إلى الأبد بهدف دون رد، قبل أن تنفجر دموع النجم الصاعدة وقتها؛ كريستيانو رونالدو.
ورغم أن كثيرون اعتبروا يورو 2004 هي النسخة الأسوأ في تاريخ البطولة القارية، لأن البطل حقق اللقب بأسلوب لعب ضد جماليات اللعبة، ولكن هذا لم يحرم اليونانيين من الاحتفال.
aXA6IDE4LjExOC4xOTMuMjIzIA==
جزيرة ام اند امز