6 صداقات تاريخية في مجموعات كأس الأمم الأوروبية
تحفل مجموعات كأس أمم أوروبا على مر تاريخها مثل بقية البطولات الكبرى بالعديد من المصادفات التي تصل إلى حد تشابه نتائج منتخبين في كل شيء.
وشهدت كأس الأمم الأوروبية في نسخها السابقة وقوع بعض المنتخبات معا بمجموعة واحدة في أحيان كثيرة، والغريب أن بعض هذه المنتخبات إما كانت تتأهل معاً للدور الثاني أو تودع معاً من نفس المجموعة، مما جعل البعض يصفها بلقب "أصدقاء اليورو".
وقد حدث هذا أكثر من مرة على مر النسخ المنقضية من البطولة، منذ تطبيق دور المجموعات في نسخة 1980، بمشاركة 8 منتخبات لأول مرة في تاريخ المسابقة الأوروبية.
فرنسا وإنجلترا
إنجلترا وفرنسا هما الصديقان الأفضل في كأس أمم أوروبا، فهما المنتخبان الوحيدان اللذان وقعا معاً 3 مرات وحققا نفس النتيجة، إما التأهل معاً أو الخروج معاً.
المرة الأولى لم تكن سعيدة على الطرفين حين التقيا في يورو 1992 ضمن المجموعة الأولى مع السويد والدنمارك، حيث تشابه المنتخبان كثيراً في نتائجهما خلال تلك البطولة، وتعادلا سلبياً في مواجهتهما بالجولة الثانية، بعدما كانا تعادلا في الجولة الأولى (فرنسا 1-1 مع السويد وإنجلترا مع الدنمارك 0-0).
وفي الجولة الأخيرة خسر المنتخبان 1-2، إنجلترا من السويد، وفرنسا من الدنمارك، ليخرجا معاً ولهما نفس الرصيد من النقاط ونفس فارق الأهداف.
المرة الثانية كانت في نسخة 2004 بالبرتغال، حيث التقيا بالجولة الأولى ونجحت فرنسا أن تحول تأخرها بهدف لفرانك لامبارد إلى فوز قاتل 2-1 بثنائية زين الدين زيدان، وتأهلت متصدرة بعدما تعادلت 2-2 مع كرواتيا وفازت 3-1 على سويسرا، فيما حلت إنجلترا ثانية بجمع 6 نقاط من فوزين 3-0 على سويسرا و4-2 على كرواتيا.
وخرج الاثنان معاً من ربع النهائي فرنسا بخسارة 1-0 من اليونان، وإنجلترا بخسارة بركلات الترجيح من المنظم البرتغالي بعد تعادل إيجابي 2-2.
بينما كانت آخر مرة في 2012، عندما لعبا معا بالمجموعة الرابعة، حيث تأهلت إنجلترا متصدرة بـ7 نقاط مقابل 4 لفرنسا ثاني الترتيب، وتعادل المنتخبان معاً 1-1 في الجولة الأولى، وسجل جولين ليسكوت للإنجليز وتعادل سمير نصري للفرنسيين، لكن المنتخبين خرجا معاً من ربع النهائي، بخسارة فرنسا 0-2 من إسبانيا وإنجلترا بركلات الترجيح من إيطاليا بعد تعادل سلبي.
الدنمارك والسويد
الجاران السويد والدنمارك وقعا معاً مرتين في دور المجموعات لكأس أمم أوروبا، ونجحا في التأهل معاً في المرتين رغم تواجدهما مع منتخبات من العيار الثقيل كفرنسا وإنجلترا وإيطاليا.
المرة الأولى كانت في نسخة "السويد 92" وفاز أصحاب الأرض 1-0 على الدنمارك بالجولة الثانية بهدف توماس برولين، وتأهلا المنتخبان معاً (السويد متصدرة والدنمارك وصيفة) إلى الدور الثاني على حساب إنجلترا وفرنسا.
وفي نصف النهائي خرجت السويد من ألمانيا بطلة العالم بالخسارة 2-3، بينما شقت الدنمارك طريقها للنهائي بالفوز بركلات الترجيح على هولندا بعد تعادل إيجابي 2-2، قبل أن تفوز 2-0 على ألمانيا وتتوج باللقب.
المرة الثانية في 2004 وتأهلا معاً أيضاً، حيث تساوت السويد والدنمارك وإيطاليا برصيد 5 نقاط، من تعادلها معاً، والفوز على بلغاريا (5-0 للسويد و2-0 للدنمارك و2-1 لإيطاليا)، لكن التعادل 2-2 بين الجارين الإسكندنافيين في الجولة الأخيرة منحهما فرصة التأهل للدور الثاني بفارق الأهداف عن الآزوري.
لكن هذه المرة خرج المنتخبان معاً من ربع النهائي، حيث خسرت الدنمارك 0-3 من التشيك والسويد بركلات الترجيح من هولندا بعد تعادل سلبي.
ألمانيا وتشيكوسلوفاكيا
يعتبر المنتخبان الألماني والتشيكوسلوفاكي من المنتخبات الأكثر وقوعاً معاً في نفس المجموعة في اليورو بـ3 مرات، لكنهما على عكس ثنائيتي الدنمارك والسويد، وفرنسا وإنجلترا فهما، لم يتأهلا معاً إلا مرة واحدة.
في النسخة الأولى التي تقام بنظام المجموعات عام 1980 في إيطاليا لعبت ألمانيا وتشيكوسلوفاكيا لقاء الافتتاح الذي كان تكراراً لنهائي النسخة السابقة 1976 الذي انتهى للتشيكيين بركلات الترجيح، وثأرت الماكينات بالفوز 1-0 بهدف أفضل لاعبي أوروبا في تلك السنة كارل هاينز رومينيجه.
وتأهلت ألمانيا للنهائي كمتصدرة للمجموعة بينما لعبت تشيكوسلوفاكيا على المركز الثالث.
وفي المرة الثانية التي وقعت فيها ألمانيا والتشيك معا في نسخة 1996 بإنجلترا تأهلا معا للدور الثاني، حيث فازت ألمانيا 2-0 على التشيك في الجولة الأولى، لكنهما بلغا ربع النهائي على حساب إيطاليا وروسيا، قبل أن يلتقيا مجدداً في النهائي وتفوز الماكينات 2-1 بفضل الهدف الذهبي الشهير لأوليفر بيرهوف.
المرة الثالثة والأخيرة كانت في نسخة 2004 في البرتغال لكن حدث العكس هذه المرة، حيث فازت التشيك 2-1 على ألمانيا، وتأهلت للدور الثاني فيما حلت ألمانيا ثالثة وودعت البطولة.
بلجيكا وإيطاليا
تتشابه قصة بلجيكا وإيطاليا مع ألمانيا والتشيك، حيث وقع المنتخبان معاً 3 مرات، تأهلت بلجيكا منفردة مرة وإيطاليا مرة وتأهلا معاً مرة.
المرة الأولى كانت في نسخة 80 الإيطالية، حيث تصدرت بلجيكا المجموعة الثانية لتلعب النهائي ضد ألمانيا، فيما حلت إيطاليا ثانية لتلعب على المركز الثالث ضد تشيكوسلوفاكيا، وكانت مواجهة المنتخبين معاً انتهت بالتعادل السلبي في الجولة الأخيرة، وكان يتوجب على الطليان حينها تحقيق الفوز لبلوغ النهائي.
عام 2000 حدث العكس، كانت إيطاليا الضيف وبلجيكا المنظم، والتقى المنتخبان في الجولة الثانية وفاز الضيوف بثنائية فرانشيسكو توتي وستيفانو فيوري، وودع أصحاب الأرض من المجموعات فيما تأههلت إيطاليا في الصدارة وقت طريقها للنهائي الذي خسرته وقتها 1-2 من فرنسا.
المرة الثالثة كانت في نسخة 2016، وتأهلا معاً عن المجموعة الخامسة، إيطاليا في الصدارة بـ6 نقاط بفارق الأهداف أمام بلجيكا، وفاز الآزوري وقتها 2-0 في الجولة الأولى بثنائية إيمانويلي جياتشيريني وجراتسيانو بيلي.
وخرج المنتخبان من ربع النهائي معاً، حيث خسرت بلجيكا 1-3 من ويلز، وإيطاليا بركلات الترجيح من ألمانيا.
إيطاليا وإسبانيا
وقعت إيطاليا مع إسبانيا 3 مرات في دور المجموعات في نسخ 80 و88 و2012، حيث تأهل الآزوري للدور الثاني في المرات الثلاث، بينما تأهل الماتادور مرة واحدة لكنه حقق اللقب حينها على حساب الطليان.
عام 80 تعادل المنتخبان سلبياً في الجولة الأولى، ثم تأهلت إيطاليا ثانية لتلعب على الميدالية البرونزية، وتذيلت إسبانيا المجموعة وودعت البطولة مبكراً قبل عامين من استضافتها كأس العالم التي توج بها الطليان.
نسخة ألمانيا 1988 شهدت وقوع إيطاليا وإسبانيا في المجموعة الأولى مع المنظم ألمانيا والدنمارك، والتقى المنتخبان في الجولة الثانية وحسم الطليان المواجهة بهدف جيان لوكا فيالي ليصعدوا في الوصافة خلف ألمانيا، وتودع إسبانيا من الدور الأول.
نسخة 2012 شهدت تعادلا مثيرا بين المنتخبين في الجولة الأولى للمجموعة الثالثة بهدف لكل فريق، حيث تقدم أنطونيو دي ناتالي للطليان بعد 61 دقيقة، لكن سيسك فابريجاس عادل النتيجة بعدها بـ3 دقائق للإسبان.
وبعدما تأهلت إسبانيا في الصدارة وإيطاليا في الوصافة التقى المنتخبان في النهائي ليحقق الماتادور أكبر فوز في تاريخ المباريات النهائية برباعية دون رد تكفل بها ديفيد سيلفا وجوردي ألبا وفرناندو توريس وخوان ماتا.
إيطاليا والسويد
يعتبر المنتخب الإيطالي من المنتخبات النادرة التي لها أصدقاء كثيرون في مجموعات اليورو، فبعد بلجيكا وإسبانيا تظهر السويد كثالث صديق إيطالي، حيث وقعا معاً في المجموعة نفسها بنسخ 2000 و2004 و2016.
إيطاليا تأهلت مرتين بمفردها في 2000 و2016، بينما صعدت السويد للدور الثاني وحدها في 2004، أي أنهما لم يتأهلا معاً مطلقاً.
عام 2000 التقى المنتخبان ضمن المجموعة الثانية التي ضمت تركيا وبلجيكا، وجاءت مواجهتهما في الجولة الثالثة وحسمتها إيطاليا 2-1 بهدف قاتل عبر أليساندرو ديل بيرو في الدقيقة 88 لتتأهل للدور الثاني متصدرة بـ9 نقاط، فيما ودعت السويد البطولة بنقطة يتيمة، وشق الآزوري طريقه للنهائي وقتها قبل الخسارة 1-2 من فرنسا.
وفي عام 2004، تأهلت السويد صحبة صديقتها الدنمارك وخرجت إيطاليا وانتهت مواجهة المنتخبين في تلك البطولة بالتعادل 1-1، حيث سجل أنطونيو كاسانو لإيطاليا وزلاتان إبراهيموفيتش بالكعب هدف التعادل القاتل للسويد قبل 5 دقائق من النهاية في أحد أشهر أهداف البطولة.
المرة الأخيرة كانت في 2016، وتأهلت إيطاليا بصحبة بلجيكا بينما خرجت السويد من الدور الأول، وانتهى لقاء المنتخبين معاً في الجولة الثانية بفوز إيطاليا بهدف قاتل لإيدر قبل النهاية بدقيقتين، حيث باتت الأهداف القاتلة هي شعار لقاءات المنتخبين في البطولة.