دراسة أوروبية: تصاعد خطر الإخوان ببريطانيا رغم المواجهة
حذر المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ومقره ألمانيا، من تصاعد خطر تنظيم الإخوان في بريطانيا.
وقال الدكتور جاسم محمد رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، إن خطر تنظيم الإخوان قائم في بريطانيا وأوروبا؛ وهو ما يستدعي اليقظة والانتباه الدائم من الأجهزة الأمنية والاستخباراتية.
وأكد في تصريحات من ألمانيا لـ"العين الإخبارية" أن هناك تحديا أمام الحكومة والأجهزة الأمنية البريطانية للحد من خطر ونشاط تنظيم الإخوان في البلاد، وتحديد ورصد لعناصره الخطيرة، خاصة بعد أن شهدت البلاد ارتفاعا ملحوظا في عدد المشتبه بتطرفهم.
لكن جاسم أشار إلى أن الإجراءات والتشريعات والسياسات الأمنية المتبعة في محاربة التطرف والإرهاب ساهمت في الحد نسبيا من نشاط الإخوان في البلاد.
كما أبرز رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات الهاجس الكبير من الإرهاب لدى الأوروبيين، قائلا: جميع العمليات الإرهابية التي شهدتها دول أوروبا خلال الفترة الأخيرة من الداخل.
وأردف: "أغلب الخبراء والمسؤولين صرحوا مؤخرا بأن الإرهاب أصبح محليا من الداخل من مواطني دول أوروبية، أو من أشخاص إقامتهم شرعية وقانونية".
وأشار إلى أن الإجراءات والقوانين التي اتخذتها بريطانيا في مكافحة الإرهاب ومحاربة التطرف، تعتبر تعزيزا لما اتخذته من إجراءات خلال عام 2017، والتي منحت خلالها إجراءات واسعة إلى الشرطة وإلى الاستخبارات البريطانية، ساهمت في تنفيذ عمليات استباقية، وتفكيك لخلايا إرهابية.
تصاعد خطر الإخوان
وقالت دراسة للمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، أعدها الدكتور جاسم محمد ونشرها المركز مؤخرا، إن بريطانيا شهدت تصاعد مخاطر جماعة الإخوان بشكل أكبر من "السلفية الجهادية".
وتكمن هذه المخاطر في نشاط تلك الجماعات خلف واجهات متعددة منها المساجد والجمعيات والمراكز الثقافية من اجل خلق مجتمعات موازية وانعزالية تتعارض مع النظام الديمقراطي، بحسب الدراسة.
واستعرضت دراسة المركز الأوربي التي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها، الإجراءات والقوانين التي اتخذتها بريطانيا في مكافحة الإرهاب التطرف.
وقالت: إن التهديدات الأمنية تزايدت مع عودة العناصر المتطرفة من مناطق النزاع والصراعات من دول بالشرق الأوسط إلى داخل بريطانيا، مشيرة إلى أن بعض التقديرات تشير الى وجود اكثر من 25 ألف متطرف خلال عام 2018.
كما كشفت أرقام وبيانات وزارة الداخلية البريطانية، أن برنامج "بريفينت ـ المنع"، راجع خلال الفترة بين مارس 2019 ومارس 2020 ملفات قرابة 1500 شخص، بسبب مخاوف متعلقة بالتشدد الإسلامي، وهو ما يتجاوز بـ (6% ) رقم عام 2019.
وبسبب المخاطر والتهديدات الأرهابية، شرعت بريطانيا بمراجعة سياساتها الامنية، وإستحداث قوانين وإجراءات جديدة، أبرزها قانون منع التطرف بهدف الحد من تورط الافراد والمجموعات في الإرهاب.
ومن القوانين الأخرى، قانون الطواريء من خلال تشديد العقوبات على مرتكبي الجرائم الإرهابية ومنع إطلاق سراحهم مبكرا، حيث يُلزم القانون الجديد الإرهابيين بقضاء عقوبتهم كاملة في سجون بريطانيا، تصل الى حُكماً 14 عاماً .
كما عملت الحكومة البريطانية على توسيع صلاحيات الأجهزة الاستخباراتية، بعد منح وزارة الداخلية صلاحيات وسلطات جديدة لمحاربة التطرف والارهاب في المملكة المتحدة.
وفي سياق الحرب على الإرهاب والتطرف عبر الإنترنت، تم تشكيل "قوة الكترونية" – وفقا للدراسة - هدفها شن حرب إلكترونية ضد التنظيمات الإرهابية التي تشكل تهديدا على البلاد، علاوة على العمل بقانون جديد يتضمن عقوبات ضد من يقومون بكتابة تعابير تدعو الى الكراهية بهدف دعم جماعات محظورة، أو نشر صور أو مقاطع فيديو تشمل محتوى يحرض على الكراهية، والدخول الكثيف على مواقع الإنترنت المحظورة التابعة للجماعات المتطرفة.
وأوضحت دراسة المركز الأوربي أن بريطانيا اتجهت أيضا نحو تعزيز الأمن المجتمعي، عبر إشراك الأفراد في الإبلاغ عن اي حالات تطرف، أو تحركات مشبوهة الى عناصر ارهابية، تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية،
وبينت الدراسة إلى أنه رغم ماتبذله الحكومة البريطانية من جهود، فإن الإجراءات والاستراتيجيات الأمنية الحالية غير قادرة بشكل كبير على محاربة ومنع الهجرة غير الشرعية وتسرب الجماعات المتطرفة الى بريطانيا، مما يلحق بالضرر الكبير في أمن واقتصاد البلاد.
كان رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات قد أكد في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية" إن تنظيم الإخوان يتغلغل في المجتمعات الأوروبية، ويسعى لأحداث خروقات داخل الجاليات العربية والمسلمة عبر عدة أساليب ووسائل ناعمة.
وأبرز استغلال الإخوان لموجات هجرة الشباب العربي لأوروبا وألمانيا منذ عام 2015، من خلال عرض المساعدة على اللاجئين، عبر طلب تعبئة بعض الأوراق بزعم تقديم المساعدة والمشورة لهم، لكن حقيقة الأمر تتمثل في التعرف على القادمين الجدد من أجل استقطابهم لفكر الإخوان.