الصين تسمح للشركات الأوروبية بالنفاذ الآمن.. خطوة على اتفاق تاريخي
تتجه الصين، والاتحاد الأوروبي، لتوقيع اتفاق للاستثمار سيعطي الشركات الأوروبية، نفاذا أفضل إلى السوق الصيني وحماية لأصولها هناك.
وفتحت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الطريق، الإثنين، للتوصل إلى اتفاق حول الحماية المتبادلة للاستثمارات بين الاتحاد والصين إثر إحراز "تقدم" في المفاوضات بشأن التزامات بكين بمكافحة العمل القسري، وفق عدة مصادر دبلوماسية.
وحسب وريترز، قال مسؤول بارز بالاتحاد الأوروبي، الإثنين، إن من المرجح أن تبرم الصين والاتحاد اتفاقا للاستثمار هذا الأسبوع سيعطي شركات الاتحاد الأوروبي نفاذا أفضل إلى السوق الصيني وحماية لأصولها هناك.
سنوات من المفاوضات
وبدأت المحادثات بشأن الاتفاق في 2014، لكنها تعثرت لسنوات مع شكوى الاتحاد الأوروبي من أن الصين لا تنفذ وعودا لرفع القيود على الاستثمارات الأوروبية على الرغم من تعهد بانفتاح ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ويريد الأوروبيون الذين يرون أنّهم فتحوا أسواقهم على نطاق واسع أمام بكين، أن تلاقي شركاتهم نفس المعاملة في الصين.
لكن المسؤول قال إن التوتر في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ربما ساعد في تغيير الموقف الصيني وتعزيز فرص اتفاق بين بكين وبروكسل.
وقال المسؤول "الاتفاق ربما يجري التوصل إليه بالفعل هذا الأسبوع".
وأضاف: أن الاتفاق، الذي قد يجري إبرامه أثناء مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مغلقة يوم الأربعاء، سيجري ترجمته إلى نصوص قانونية على مدار بضعة أشهر.
ويقوم بإجراء المفاوضات.. المفوضية الأوروبية التي تتعامل مع كل قضايا التجارة الخارجية تقريبا للتكتل المؤلف من 27 دولة.
وقال المسؤول "المفوضية أوشكت على إتمام المفاوضات التي حققت نجاحا كبيرا، خصوصا فيما يتعلق ببعض القضايا الصعبة مثل حقوق العمالة".
مناقشة الاتفاق
وناقش سفراء حكومات الاتحاد الأوروبي في بروكسل اتفاق الاستثمار اليوم الإثنين، ولم يكن لدى أي دولة أي مشاكل كبيرة معه.
وقال مسؤولون إن بولندا اقترحت أنه ينبغي للاتحاد الأوروبي أن ينتظر ليناقش الاتفاق مع الإدارة الجديدة للرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، لكن دولا أخرى لم تشاركها هذا الرأي.
ويتوقع أن يضمن الاتفاق احترام الملكية الفكرية للشركات الأوروبية وأن يحظر عمليات النقل القسري للتكنولوجيا ويفرض قواعد شفافية على المساعدات التي تتلقاها الشركات العامة الصينية.
انتقادات فرنسية وأمريكية
بيد أنّ إمكانية التقارب بين الصين والاتحاد الأوروبي لاقت انتقادات في الأيام الأخيرة، لا سيما من قبل فرنسا وفريق الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن.
وأشارت باريس في 23 ديسمبر/كانون الأول الجاري، إلى أنها ستكون عاجزة عن دعم اتفاق مماثل إلا في حال تعهد النظام الشيوعي بتبني مواثيق منظمة العمل الدولية التي تحظر بشكل خاص العمل القسري.
رغم ذلك، فقد أبلَغَت المفوضية الأوروبية المسؤولة عن المفاوضات، الدول الأعضاء الإثنين "بتعزيز شروط الوصول إلى السوق الصينية" في ظل "الحصول من الصين على اللغة التي يطالب بها الأوروبيون لناحية احترام بكين نصين لمنظمة العمل الدولية حول العمل القسري"، وفق مصدر دبلوماسي.
ولفت المصدر إلى أنّ هذه "اللغة يطالب بها الاتحاد الأوروبي من جميع البلدان التي يبرم معها اتفاقات تجارية".
ولم يتضح على الفور ما إذا كان التزام الصين يعني التصديق على النصوص في المدى المنظور أو أنّه يقتصر على التعهد بتسريع جهودها للقيام بذلك.
aXA6IDUyLjE1LjEzNi4yMjMg جزيرة ام اند امز