أوروبا تتجه شرقاً.. تقارب مأمول مع بكين

يبدو أن أوروبا قررت الاتجاه شرقاً، رغم تداعيات الأزمة الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من عام.
فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية سيبدآن زيارة غدا الأربعاء إلى الصين تستغرق 3 أيام، هي الأولى من نوعها منذ 3 سنوات، بعد أن أزالت بكين القيود التي فرضتها بسبب جائحة فيروس كورونا.
وتعكس هذه الزيارة تصميم الاتحاد الأوروبي على إعادة الاتصال مع العملاق الآسيوي، الذي يدعم روسيا في الأزمة الأوكرانية، على أمل التأثير في القضايا الرئيسية مثل الأزمة الأوكرانية والميزان التجاري بين الجانبين.
وستركز مباحثات ماكرون وفون دير لاين في بكين بصورة رئيسية على التجارة بين الجانبين، وسبل إعادتها لما كانت عليه قبل أزمة كورونا.
وسياسيا، يرى قصر الإليزيه أنه بسبب علاقتها القوية بروسيا فإن الصين ربما تكون هي الدولة الوحيدة في العالم القادرة على إحداث تأثير فوري وجذري على الصراع، في اتجاه أو آخر.
الموضوع الثاني على جدول مناقشات ماكرون في بكين سيكون اختلال التوازن التجاري مع بلاده خصوصا، وأوروبا عموما.
وكانت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، التي ترافق ماكرون في زيارته للصين، قد دعت قبل أيام إلى إعادة التوازن إلى العلاقات الأوروبية الصينية.
ويقول يورج ووتكي، رئيس غرفة تجارة الاتحاد الأوروبي في الصين، إن صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الصين "تافهة" مقارنة بصادرات الصين إلى أوروبا.
وأضاف: "في العام الماضي، قمنا بشحن 1.6 مليون حاوية فقط إلى الصين، وانخفضت الصادرات بشكل كبير، وكانت الصين ناجحة بشكل لا يصدق، حيث قامت بشحن 6.4 مليون حاوية إلى أوروبا".
وأشار إلى أنه باستثناء أنشطة شركة "BMW" للسيارات، فقد انخفضت الاستثمارات الأوروبية في الصين بنسبة 50%، مضيفا: "علينا اللحاق بالركب".
وبسبب القيود الصارمة التي فرضتها بكين بسبب كورونا طيلة 3 سنوات، فقد تم تأجيل أنشطة وزيارات العديد من المستثمرين الأجانب للصين، في حين تم إغلاق مصانع وتعطيل خطوط الإنتاج.
وعانى الاقتصاد الصيني أيضًا في عام 2022، إذ بلغ معدل نموه 3% فقط، وهو أحد أضعف المعدلات منذ 40 عامًا.
ويقول يورج ووتكي إن "الشركات الصينية مهتمة جدًا بالاستثمار في أوروبا، وهذا هو سبب إصرار الصين مرة أخرى على التصديق على اتفاقية الاستثمار (CAI) مع الاتحاد الأوروبي".