قوة متعددة الجنسيات في أوكرانيا ما بعد الحرب.. أوروبا منقسمة

تتصاعد الضغوط على العواصم الأوروبية لتقديم التزامات ملموسة بشأن تشكيل قوة متعددة الجنسيات يُخطط لنشرها في أوكرانيا بعد الحرب.
وبحسب صحيفة "فاينانشيال تابمز"، فإن هذه القوة تمثل حجر الزاوية في منظومة ضمانات الأمن الجاري بحثها ضمن إطار "تحالف الراغبين"، الذي تقوده فرنسا والمملكة المتحدة، مع دعم سياسي وعسكري من الولايات المتحدة.
ومنذ قليل، أعلن قصر الإليزيه أن الاتصال عبر الفيديو بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقادة تحالف دول داعمة لأوكرانيا، بدأ بعيد الساعة 12,00 بتوقيت غرينيتش الخميس، عقب اجتماع لهذا التحالف عقد في باريس.
تباين المواقف الأوروبية
لا يزال الغموض يكتنف مواقف الدول الأوروبية بشأن طبيعة مساهماتها، سواء عبر نشر قوات على الأرض أو الالتزام باتفاقيات دفاع مشترك قد تفرض عليهم خوض الحرب إلى جانب أوكرانيا في مواجهة أي اعتداء مستقبلي.
وبحسب مصادر مطلعة على التحضيرات، ينقسم التحالف إلى ثلاث كتل رئيسية: الأولى مستعدة لنشر قوات وتشمل بريطانيا، والثانية رافضة مثل إيطاليا، بينما تمثل ألمانيا وعدد من الدول الأخرى الكتلة الأكبر المترددة حتى الآن.
تحضيرات فرنسية وضغوط أمريكية
عقدت الخميس المحادثات التي يستضيفها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحضور بعض القادة في باريس ومشاركة آخرين افتراضيا، بعد اجتماع تمهيدي لمسؤولي الدفاع يوم الأربعاء.
وقال مسؤول في قصر الإليزيه إن الدول المستعدة لتقديم ضمانات أمنية أنجزت عملها الفني، مضيفا: "لدينا مساهمات كافية لنقول للأمريكيين إننا جاهزون لتحمل مسؤولياتنا، بشرط أن يلتزموا هم أيضا بدورهم".
من جهته، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن واشنطن ستوفر دعما استخباراتيا، وقدرات للقيادة والسيطرة، إلى جانب المساهمة في درع دفاع جوي، لكنه شدد على أن على الأوروبيين قيادة المبادرة ميدانيًا.
لندن وواشنطن تضغطان
شارك وزير الدفاع البريطاني جون هيلي في رئاسة اجتماع الدفاع، وأكد أن بلاده تراجع جاهزية قواتها وتسرّع التمويل استعدادا لأي انتشار محتمل في أوكرانيا.
أما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، فأوضح أنه يتوقع تقديم مقترحات ملموسة بشأن الضمانات الأمنية "اليوم أو في وقت قريب"، مؤكدا أن ذلك سيفتح الباب لتعاون أوثق مع الولايات المتحدة بشأن مساهمتها المباشرة.
لكن الجدل الأوروبي لم يهدأ، إذ أثارت تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي تحدثت عن "خطط دقيقة للغاية" لنشر عسكري محتمل في أوكرانيا، ردود فعل سلبية في برلين التي ما زالت متحفظة.
من جانبه، شارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في التحضيرات، حيث التقى ماكرون في باريس لمناقشة الضمانات الأمنية والدعم الدفاعي، بما في ذلك تعزيز العقوبات على روسيا وإمكانية استخدام الأصول الروسية المجمّدة.
كما عقد زيلينسكي اجتماعا في كوبنهاغن مع قادة دول شمالية وأوروبية شرقية، ناقش خلاله تفاصيل المساهمات المحتملة لكل دولة. قائلا: "سنحدد الآن التفاصيل: من يفعل ماذا على الأرض، في الجو، في البحر، وفي الفضاء الإلكتروني.
وأضاف: "جيشنا سيبقى العمود الفقري لهذا النظام؛ قويا وكبيرا بما يكفي لمواجهة روسيا. وهذا يتطلب السلاح والتمويل، ونحن نعمل على تحقيق ذلك".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTg2IA== جزيرة ام اند امز