أوروبا تخشى خطرا صينيا.. فيروس "يوم القيامة" يثير المخاوف
في ظلّ غياب قرار أوروبي، حذت إسبانيا حذو إيطاليا لتصبح ثاني دولة تفرض ضوابط صحيّة على المسافرين من الصين التي تشهد تفشيا لكورونا.
وقالت وزيرة الصّحة الإسبانية كارولينا دارياس في مؤتمر صحفي إنه سيُطلب من الوافدين من الصين تقديم "الدليل على أن فحوصهم سلبية (...) أو شهادة تطعيم بالكامل" بلقاح معتمد من منظمة الصحة العالمية.
وكانت وزارة الصّحة الإسبانية قد أفادت وكالة الأنباء الفرسنية، يوم الإعلان عن القرار الإيطالي، بأن مدريد "(ستتبع) القرارات المشتركة المتخذة داخل المفوضية الأوروبية ومع بقية دول الاتحاد الأوروبي".
لذلك يبدو الإجراء مدفوعا بعدم صدور قرار موحّد خلال الاجتماع غير الرسمي الذي عقدته المفوضية الأوروبية في بروكسل لإيجاد "نهج منسّق" بين الدول الأعضاء.
وكانت وكالة الصحة التابعة للاتحاد الأوروبي قد أعربت عن اعتقادها بأن فرض فحوص كورونا إلزامية على المسافرين الآتين من الصين "غير مبرر".
وعلّقت دارياس "نحن نعلم أهمية التحرك بطريقة منسّقة، لكن أيضًا أهمية التحرك بسرعة"، مشددة أن مدريد ستدعو الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الى اشتراط تقديم شهادة كوفيد رقميّة على الوافدين من الصين.
لم يكشف بعد عن موعد بدء سريان الإجراء الإسباني وما إذا كان يهمّ فقط القادمين في رحلات مباشرة من الصين، كما هو الحال بالنسبة لإيطاليا، أو يطاول أيضا الوافدين عبر بلد ثالث.
وفي لشبونة، أعلنت وزارة الصحة في بيان أن البرتغال تستعد احترازيا لوضع "إجراءات مراقبة في المطارات للمسافرين القادمين من الصين، على أن يتم تنفيذها إذا اقتضت الضرورة".
ولم تقدم الوزارة أي تفاصيل عن الطبيعة الدقيقة لهذه "الإجراءات الرقابيّة" أو ما قد يؤدي إلى تطبيقها، علما أن هناك رحلة مباشرة واحدة فقط في الأسبوع بين الصين والبرتغال.
كما كان الحال في عام 2020، يبدو أن الدول الأوروبية تتفاعل بشكل فردي مع الرفع المفاجئ للقيود الصحيّة الصّارمة في الصين والذي سبّب تفشيا واسع النطاق للفيروس.
في هذا الصدد، يمكن تفسير رد فعل إسبانيا وإيطاليا بالصدمة التي خلّفها وباء كوفيد في البلدين وما رافقها من إجراءات حجر وتباعد صارمة خصوصا في إسبانيا بين مارس/ أذار، يونيو/ حزيران 2020.
وسلّطت وزيرة الصّحة الضوء على حقيقة أن إسبانيا الآن في وضع "قوي للغاية" من حيث التطعيم، فقد تلقّى 85,9% من إجمالي السكان جرعتي لقاح، وتلقّى نحو 56% جرعة معزّزة واحدة على الأقل، وهي أرقام من الأعلى في أوروبا.
ولا يزال وضع الكمامة إلزاميًا في جميع وسائل النقل العام في إسبانيا، ويتقيّد السواد الأعظم من السكان بهذا الإجراء.
متحوّرات جديدة خارجة عن السيطرة
لكن كارولينا دارياس شددت على أن مدريد قلقة بشأن "احتمال ظهور متحوّرات جديدة خارجة عن السيطرة في الصين".
وأعلنت وزارة الصّحة الإسبانية في 28 ديسمبر/ كانون الأول عن تسجيل 14221 إصابة جديدة فقط في الأيام السبعة السابقة و88 وفاة خلال نفس الفترة، ليرتفع المجموع إلى أكثر من 117 ألف وفاة.
وقد يكون فرض إجراء صحيّ على الوافدين من الصين خطوة من الحكومة الإسبانية اليسارية ردا على ضغوط سلطات منطقة مدريد التي يديرها الحزب الشعبي اليميني المعارض.
فاعتبارا من الخميس، بدأت رئيسة إقليم مدريد إيزابيل دياز أيوسو حضّ رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز على اتخاذ تدابير دون تأخير في مطار مدريد باراخاس وفرض رقابة على الوافدين من الصين.
كما أعلنت تفعيل بروتوكولات مكافحة كوفيد في دور المسنّين التي تضررت بشدة من الوباء عام 2020.
لكن مستشار الصحة في إقليم مدريد إنريكي رويز إسكوديرو اعتبر بعد تصريحات وزيرة الصّحة أن الإجراء المتخذ "غير كاف".
وقال إسكوديرو إنه يجب فحص جميع المسافرين القادمين من الصين "بغضّ النّظر عن شهادة التطعيم الخاصة بهم"، مشددًا على أن فعاليّة اللقاحات الصينية ضد كوفيد "نسبيّة للغاية".
في السياق، قالت وزارة الصحة الفرنسية، إن فرنسا ستلزم المسافرين القادمين من الصين بتقديم نتيجة سلبية لاختبار كوفيد-19 قبل أقل من 48 ساعة من السفر.
وسيكون الاختبار إلزاميا للرحلات الجوية المباشرة وغير المباشرة من الصين، كما سيتعين على المسافرين على متن الطائرات القادمة من الصين وضع الكمامات أيضا.
وقالت الوزارة إنه لم يتم تحديد موعد لتطبيق الإجراءات لكن سيتم نشر مرسوم حكومي وإبلاغ الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
كما قررت بريطانيا إلزام المسافرين من الصين إليها بتقديم فحوصات سلبية لفيروس كورونا.
aXA6IDE4LjIyMC4yNDIuMTYwIA==
جزيرة ام اند امز