«بازار» الجماعة السياسية الأوروبية.. ستارمر يقف على أطراف أصابعه
يريد رئيس الحكومة البريطانية، كير ستارمر، إعادة ضبط علاقة بريطانيا بأوروبا، وبات لديه فرصة مثالية لذلك، بفضل جهود أسلافه المحافظين.
واليوم الخميس، بعد أقل من أسبوعين من توليه منصبه الجديد. يستضيف رئيس الوزراء البريطاني الجديد أكثر من 40 من قادة القارة في قمة المجموعة السياسية الأوروبية في قصر بلينهايم في أوكسفوردشاير.
هذا التوقيت، بعد فترة وجيزة من الانتخابات البريطانية، هو أمر لا يمكن لمعظم القادة الجدد أن يحلموا به - لكن القمة ليست جزءًا من خطة ستارمر الرئيسية لتملق النخبة الأوروبية، وفق مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
ويضم اجتماع الجماعة السياسية الأوروبية (EPC)، زعماء الاتحاد الأوروبي الـ27، بالإضافة إلى 17 قائدا لدول القارة خارج التكتل مثل بريطانيا وتركيا والنرويج وأوكرانيا.
وكانت ليز تراس من حزب المحافظين هي التي تطوعت لاستضافة الاجتماع الأوروبي في عام 2022.
ثم اختار ريشي سوناك التاريخ والمكان. ثم ضغط على زر الانتخابات الأوروبية قبل أسابيع قليلة، ليمهد طريق ستارمر للحكم.
فرصة مهمة
بالنسبة إلى ستارمر، الذي يحل الآن محل سوناك كرئيس للوزراء والحريص على تقريب المملكة المتحدة من أوروبا بعد سنوات من الاضطرابات التي شهدتها عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن القمة توفر فرصة لإعادة ضبط العلاقة.
وقال ستارمر مساء الأربعاء: "ستطلق القمة الأوروبية الأوروبية مسدس البداية لنهج هذه الحكومة الجديد تجاه أوروبا"، مضيفا "لا يمكننا أن ندع تحديات الماضي القريب تحدد علاقاتنا في المستقبل."
حسن الجوار
بالنسبة إلى ستارمر، توُصف القمة بـ"المواعدة السياسية السريعة"، وهي فرصة للقاء وتحية عشرات القادة الأوروبيين في يوم واحد.
وقال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين، الذي مُنح عدم الكشف عن هويته للتحدث بصراحة عن هذا الحدث، إن صيغة الجماعة السياسية الأوروبية، أوسع نطاقًا من اجتماعات مجلس الاتحاد الأوروبي، وتترك "الوقت والمساحة للمناورات والصفقات".
وتابع "دائمًا ما تكون اجتماعات الجماعة السياسية الأوروبية هذه خفيفة من حيث الجوهر عندما يتعلق الأمر بجدول الأعمال العام. معظم القادة يكونون أكثر سعادة عندما يكون هناك متسع من الوقت لعقد اجتماعات ثنائية مع الآخرين".
الأمر أشبه ما يكون بـ"البازار" حيث يأتي جميع القادة بقوائم صغيرة من المشكلات التي يريدون حلها مع واحد أو أكثر من القادة الآخرين، وفق "بوليتيكو".
وقال الدبلوماسي ذاته "هذا قد يناسب ذلك ستارمر تمامًا".
ولدى رئيس وزراء المملكة المتحدة الجديد قائمة مهام طويلة خاصة به: فهو يريد إحراز تقدم في مكافحة الهجرة عبر القنوات المائية ومراجعات لصفقة رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون التجارية "الفاشلة" لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبحث اتفاقية أمنية جديدة واسعة النطاق مع الاتحاد الأوروبي تغطي كل شيء من سلاسل التوريد إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية.
مؤشرات
واستغل ستارمر بالفعل اجتماع حلف شمال الأطلسي "الناتو" الأسبوع الماضي في واشنطن لطرح الاتفاقية الأمنية مع زملائه في الاتحاد الأوروبي وبدء مناقشات مع المستشار الألماني أولاف شولتز حول اتفاقية دفاع ثنائية "عميقة".
وقال ستارمر للصحفيين في رحلته إلى واشنطن: "هذه اجتماعات ربما كانت ستستغرق شهورًا حتى نتمكن من عقدها، إذا لم نستغل هذه القمة لأغراض تلك العلاقات والاتفاقية الأمنية الأوروبية".
ومن اللافت للنظر أن ستارمر قد أعطى الأولوية لمحادثاته هذا الأسبوع مع أقرب جارتين له. إذ استضاف رئيس الوزراء الإيرلندي سيمون هاريس لتناول العشاء في مقر إقامته الريفي في تشيكرز مساء الأربعاء. كما سيوجه مساء الخميس الدعوة نفسها إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، القوة الدافعة وراء مفهوم الجماعة السياسية الأوروبية.
وقال مسؤول في الإليزيه يوم الثلاثاء: "سيكون اللقاء فرصة لرئيس الوزراء العمالي لتقديم رؤيته لإعادة ضبط العلاقة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي".
الخبر غير الجيد بالنسبة لـ"ستارمر"، هو أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، لن تحضر القمة شخصيًا، لانشغالها بالتصويت على توليها ولاية ثانية في البرلمان الأوروبي.
لكن رئيس الوزراء البريطاني لديه فرصة لا تعوض لعقد مباحثات ثنائية عديدة مع قادة دول التكتل، ورسم خط علاقات بلاده مع بروكسل، خلال قمة الجماعة السياسية الأوروبية.
aXA6IDMuMTM4LjE4MS45MCA=
جزيرة ام اند امز