6 قضايا ينبغي على كير ستارمر التعامل معها في شهره الأول
في أول خطاب له بعد الفوز الكبير في انتخابات بريطانيا كانت رسالة الزعيم العمالي المنتصر كير ستارمر واضحة "حان الوقت للوفاء بالعهود".
من بين القضايا الكبرى التي تواجه الحكومة الجديدة تعزيز النمو الاقتصادي، وإصلاح نظام الرعاية الاجتماعية، وإيجاد تمويل جديد للسلطات المحلية، بيد أنه بعد أيام قليلة من توليه المنصب ظهرت 6 قضايا كأولويات ملحة ينبغي على رئيس الوزراء التعامل معها.
الهجرة
أكد ستارمر بالفعل أنه سيتخلى على الفور عن سياسة الهجرة التي اتبعها سلفه المحافظ ريشي سوناك، التي تتمثل في ترحيل طالبي اللجوء إلى دولة رواندا الأفريقية، والتي كلفت دافعي الضرائب البريطانيين مئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية، دون ترحيل أي شخص.
لكن هذه القضية اكتسبت أهمية جديدة بسبب العدد الهائل من البريطانيين الذين صوتوا لصالح حزب الإصلاح البريطاني الذي يتزعمه نايجل فاراج والمناهض للهجرة، والذي جاء في المركز الثالث في انتخابات الخميس الماضي.
وتعهد حزب العمال بالفعل بالحد من عبور القوارب الصغيرة للقناة عبر تشكيل قيادة جديدة لأمن الحدود، وإقرار قانون يمنح السلطات صلاحيات جديدة لمكافحة الإرهاب والتصدي للجريمة المنظمة وتهريب البشر.
إضراب موظفي هيئة الخدمات الصحية الوطنية:
أعلنت الجمعية الطبية البريطانية (BMA)، التي تمثل آلاف الأطباء في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، في أعقاب فوز حزب العمال في الانتخابات مباشرة، عن رغبتها في استئناف المحادثات في محاولة لإنهاء نزاع طويل الأمد حول الأجور مع الأطباء المبتدئين، وقادت الجمعية سلسلة من الإضرابات احتجاجا على مطالبتها بزيادة في الأجور بنسبة 35 في المئة لتعويض ما تقول إنه 15 عاما من ارتفاع معدلات التضخم.
وقد صرح ستارمر بالفعل بأن حكومته ليست مستعدة للوفاء بشروط الجمعية الطبية البريطانية، لكنه تعهد "بوضع سياسات ناضجة لحل المشكلات وإعادة خدمة الصحة الوطنية إلى العمل".
وقال ستارمر إن العمل على تحقيق تعهد حزب العمال بإجراء 40 ألف تعيين إضافي في هيئة الخدمات الصحية الوطنية أسبوعيا "يبدأ على الفور"، مضيفًا أن الوزراء يبحثون في كيفية قيام مستشفى سانت توماس في وسط لندن والمستشفيات الأخرى في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك ليدز، بزيادة المواعيد بالفعل بمحض إرادتهم من خلال وضع مخططات يتم بموجبها منح الموظفين حوافز للعمل في وقت لاحق من المساء وفي عطلات نهاية الأسبوع.
أزمة السجون
يقترب نظام السجون في إنجلترا وويلز من نقطة الانهيار، حيث تظهر أحدث الأرقام الرسمية أن السجون البريطانية تضم 87453 نزيلا من إجمالي عدد النزلاء التي يمكن أن تستوعبها السجون والتي تبلغ 88864 نزيلا، ما دفع ستارمر إلى القول إن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراء عاجل.
وأضاف "لدينا عدد كبير جدًا من السجناء، وليس لدينا ما يكفي من السجون. هذا فشل ذريع للحكومة الأخيرة بغض النظر عن انتمائك السياسي، فهذا فشل للحكومة".
وأشار إلى أن حكومته ستنظر في كيفية تخفيف قواعد التخطيط حتى يمكن بناء المزيد من السجون بشكل أسرع، وكذلك في التدخلات المبكرة للتأكد من عدم تورط الصبية الصغار على وجه الخصوص في جرائم مثل جرائم السكاكين.
وقال مصدر في وزارة العدل مساء السبت: "كما قال رئيس الوزراء أمس، سجوننا بها مشكلة، وبعد 14 عاماً من الإهمال أصبحت هذه المؤسسات غير آمنة، وعلى وشك الانفجار بشكل كارثي، هذه ليست أزمة غير متوقعة ولكنها أزمة ناجمة عن الإدارة غير المسؤولة، ولم يبق أمامنا أي خيار سوى النظر في قرارات صعبة على المدى القصير والطويل لنزع فتيل هذه القنبلة الموقوتة".
وفي وقت متأخر من يوم الجمعة، عين ستارمر رجل الأعمال والناشط في إصلاح السجون جيمس تيمبسون وزيرا جديدا للسجون.
إصلاح التخطيط
سيكون الإصلاح الشامل لنظام التخطيط بمثابة الركيزة الأساسية لخطاب الملك بعد أن تعهد ستارمر بإعادة بناء بريطانيا.
وقد وعد حزب العمال بدفع مشاريع البنية التحتية الكبرى بشكل أسرع بكثير وإعادة كتابة ما يسمى ببيانات السياسة الوطنية لمنع السلطات المحلية من عرقلة التنمية.
كما التزم بيان ستارمر عقب الفوز ببناء 1.5 مليون منزل جديد خلال فترة البرلمان المقبل، مع التركيز على استخدام "المواقع البينية" بالإضافة إلى "الحزام الرمادي"، الأراضي الشجيرات على مشارف البلدات البريطانية أو محطات البنزين المهجورة التي تم تصنيفها رسميًا على أنها حزام أخضر.
العلاقات مع الدول والمناطق
شرع رئيس الوزراء الجديد على الفور في جولة في الدول المفوضة في بريطانيا، سعياً إلى "إعادة ضبط" العلاقات مع رؤساء وزراء اسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية.
وفي معرض مناقشة الجولة التي تشمل أربع دول في مؤتمره الصحفي يوم السبت، قال ستارمر إنه لا يريد فقط مقابلة روساء الوزراء لمناقشة التحديات التي يواجهونها، ولكن "إيجاد طريقة للعمل في جميع أنحاء المملكة المتحدة ستكون مختلفة وأفضل بالنسبة إلى البلاد".
العلاقات مع الاتحاد الأوروبي:
بعد سنوات من التوتر والحدة بين المملكة المتحدة وجيرانها الأوروبيين بشأن شروط وإرث خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أشار ستارمر إلى اعتزامه فتح فصل جديد من العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
وأخبر رئيس الوزراء الجديد المستشار الألماني أولاف شولتس في مكالمة هاتفية بعد وقت قصير من توليه منصبه أنه يريد "تعاونا اقتصاديا أكبر"، في حين غطت مكالمة منفصلة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "الأولويات المشتركة، بما في ذلك الهجرة والاقتصاد".
وقام وزير خارجية المملكة المتحدة ديفيد لامي بأول زيارة خارجية له إلى برلين بعد مرور 24 ساعة فقط على أدائه اليمين الدستورية، معلناً أن "الوقت قد حان لإعادة ضبط علاقتنا مع أصدقائنا وحلفائنا الأوروبيين".
وقد رددت تعليقاته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي أخبرت ستارمر أنها تتطلع إلى الاجتماع به شخصيا لمناقشة سبل "تعزيز التعاون وإعادة ضبط العلاقة" بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjIzMyA= جزيرة ام اند امز