أوروبا.. انعدام للاستقرار بسبب التقلبات السياسية
وزير الخارجية الألماني السابق يوشكا فيشر أكد أن أوروبا مثل شخص يقف على حافة الهاوية.
تشهد أوروبا هذه الأيام انعداما للاستقرار جراء تقدم النزعات الشعبوية والحكومات غير المستقرة وأجواء البلادة في المشهد السياسي وتقلبات أسواق المال، لكن عودة التوتر مع الحليف التاريخي الأمريكي قد يدفع بالقارة العجوز إلى التعاضد.
وإن كانت الأزمة اليونانية ألقت بظلالها وهددت بتشتت مالي أوروبي، باتت المشكلة اليوم سياسية بحتة مع نخب غير مستقرة نتيجة الاستياء المتنامي للشعوب الأوروبية التي باتت مخدرة ومشلولة.
ففي إسبانيا سقطت الحكومة المحافظة بزعامة ماريانو راخوي، الجمعة، بعد أن تخلى عنها شريك أساسي، في بريطانيا بالكاد تصمد حكومة تيريزا ماي التي تعد لبريكست بفضل تحالف ما تماما، كما في ألمانيا التي تقودها المستشارة أنجيلا ميركل.
وأعلن وزير الخارجية الألماني السابق يوشكا فيشر في برلين أن "أوروبا توحي لي بشخص يقف على حافة الهاوية وحتى أبعد من ذلك.. لم تعد قدماه ثابتتين على الأرض".
من جهته، كتب المؤرخ البريطاني تيموثي جارتون آش في صحيفة "الجارديان" البريطانية ساخرا، إن "إيطاليا مصابة بانهيار عصبي وإسبانيا تواجه مشاكل داخلية وبريطانيا على وشك الخروج من الاتحاد وألمانيا قابعة دون حراك، تتحدثون عن أسرة لا تعمل بشكل سليم".
وقالت إيمانويل رونجوت، الأستاذة المحاضرة في العلوم السياسية في جامعة مونبولييه جنوب فرنسا: "يواجه الاتحاد الأوروبي أزمة تاريخية في عملية البناء".
في الوقت نفسه، قال سيباستيان مايار من معهد "جاك دولور": "مع هذا المشهد القاتم لم ينطلق المحرك الفرنسي الألماني". وأضاف "ليس هناك دينامية ولا شراكة ظاهرة" بين إيمانويل ماكرون الذي يظهر طموحات كبرى وأنجيلا ميركل التي تبدأ ولايتها الرابعة مع غالبية ائتلافية وتتردد لاتخاذ خطوات لتكامل أوروبي أكبر إذا كان ذلك على حساب أموال ألمانية.
وأكدت باسكال جوانين المديرة العامة لمؤسسة "روبرت شومان": "ميركل باتت ضعيفة وماكرون بات وحيدا" لإعطاء دفع لمشروعه.
وأوضحت أنه "مع وصول ائتلاف بين حزب من اليمين القومي وآخر مناهض للمؤسسات إلى السلطة في روما قد يزيد من خطط الرئيس الفرنسي تعقيدا ويحرمه من حليف محتمل في المفاوضات الأوروبية".
إلا أن جوانين ترى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يسهم من خلال تغيير كل القواعد المطبقة ومن خلال إعلانه حربا تجارية على أوروبا، في إنعاشها.
وقالت "سينجح ترامب ربما فيما عجز عنه آخرون: توحيد الأوروبيين، حيث أدانت ميركل "بقوة" الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن".
لكن سياسات ترامب الحمائية ربما لن تكون وحدها كافية، فحتى وإن نجحت الحكومات في التعبئة ضد ترامب لن تكون قد عالجت جوهر المشكلة كما قالت جوانين، وهي "تفاقم عدم التناسق بين مطلب المواطنين والعرض السياسي".
وفي ضوء هذا المنطق ستكون الانتخابات الأوروبية المقبلة في 2019 مهمة جدا، حيث يرتسم في الأفق وجهان لأوروبا: أوروبا ماكرون.. وأوروبا فيكتور أوربان" الرئيس المجري رأس حربة هذه التيارات السياسية المعارضة للبناء الأوروبي.
aXA6IDE4LjExOS4xMTEuOSA=
جزيرة ام اند امز