فيينا ومدريد وكولونيا.. من يقف وراء التهديد الإرهابي بأوروبا؟
استهلت 3 مدن أوروبية رئيسية ليلة عيد الميلاد بتهديد أمني خطير، وتشديدات أمنية، واعتقالات في صفوف مشتبه بهم، ما رفع منسوب "الخوف".
ورغم التشديدات الأمنية المتزايدة التي وصلت حد غلق محطات قطارات أنفاق في فيينا، لا يزال الخوف من وقوع هجمات كبيرا، فمن يقف وراء تهديد 3 مدن أوروبية في يوم واحد؟
وفي وقت سابق اليوم، أحبطت السلطات النمساوية والألمانية والإسبانية هجمات على كنيسة في فيينا وكاتدرائية في كولونيا بألمانيا، وكنيسة ثالثة في مدريد، قبل ساعات من ليلة عيد الميلاد.
وقالت وزارة الداخلية النمساوية إن الاستخبارات الداخلية اعتقلت 4 أشخاص ضمن تحقيق حول شبكة إرهابية، بعد رصد دلالات على احتمالية شن هجوم على كنيسة في فيينا وكاتدرائية في مدينة كولونيا الألمانية.
ونظرا للمخاطر العالية تقوم الشرطة الألمانية بفحص وتفتيش جميع زوار قداس عيد الميلاد في كاتدرائية كولونيا في ألمانيا.
فيما شددت السلطات النمساوية إجراءات تأمين كاتدرائية "شتيفن بلاتس" في وسط فيينا، ونشرت قواتها بكثافة في الموقع، وأغلقت محطة قطارات الأنفاق المؤدية للكنيسة.
ووفقا لمعلومات صحيفة "بيلد" الألمانية فإن المعتقلين هم إرهابيون من فرع "داعش" في أفغانستان، المعروف بـ"داعش خراسان ISPK".
وحذر الخبير الألماني البارز في الجماعات الإرهابية بيتر نيومان، في سلسلة تغريدات على موقع "إكس" للتواصل الاجتماعي (تويتر سابقا) تابعتها "العين الإخبارية"، من خطر "داعش خراسان"، ووصفها بأنها فرع داعش "الأكثر نشاطًا حاليًا" في العالم.
وهذه المجموعة تطلق على نفسها "الدولة الإسلامية في ولاية خراسان"، وخراسان منطقة في آسيا الوسطى تضم، بالإضافة إلى أفغانستان، أوزبكستان وقيرغيزستان وطاجيكستان.
ووفق صحيفة "بيلد"، فإن عددا من الإرهابيين الناشطين تحت لواء المجموعة في أوروبا، هم من مواطني طاجيكستان.
ووفق نويمان، فإن المجموعة تزدهر بشكل خاص في أفغانستان، في ظل تساهل حركة طالبان التي تقود البلاد، في مكافحة نشاطها وتمددها.
وأوضح الخبير الألماني أن المجموعة هاجمت أيضًا في السنوات الأخيرة أهدافًا خارج أفغانستان، خاصة في باكستان وأوزبكستان وطاجيكستان.
بالإضافة إلى ذلك، ينشط إرهابيو داعش خراسان أيضا خارج منطقة خراسان، وقال نيومان: "في غضون فترة قصيرة من الزمن، استثمرت المجموعة في الدعاية وقامت ببناء شبكات خارج المنطقة كنوع من “البديل” للشبكات العربية لتنظيم داعش التي جرى تفكيكها في سوريا والعراق".
وأضاف نيومان أن هذا هو السبب وراء تركيز الاعتقالات في أوروبا في السنوات الأخيرة، وبشكل متزايد، على الأفراد المرتبطين بداعش خراسان.
وتابع قائلا إنه "في ألمانيا كان الأمر يتعلق دائما بالشبكات الطاجيكية أو المنحدرة من آسيا الوسطى بشكل عام".
وحذر نيومان مجددا "ربما يكون داعش خراسان هو الفرع الوحيد لتنظيم "داعش"، الذي سيكون قادرًا حاليًا على تنفيذ هجوم كبير ومنسق في الغرب".
وخلص نيومان إلى القول "بغض النظر عن وضع التهديد الحالي، هناك درسان رئيسيان: الأول أن داعش لم يمت، والثاني أن أفغانستان وآسيا الوسطى لا يزالان مصدر تهديد أمني في أوروبا".
إلى ذلك، قالت وزارة الداخلية في فيينا إن الوضع الأمني في النمسا وفي أنحاء أوروبا متوتر، وهو ما تسبب في إجراءات احترازية خلال عطلات عيد الميلاد يتضمن تعزيز مراقبة الأماكن العامة.
وتبدأ اليوم الكنائس التي تتبع التقويم الغربي في الاحتفال بأعياد الميلاد المجيد.
ويتسم الوضع الأمني في أوروبا عامة بالتوتر منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خوفا من تداعيات عنيفة للحرب الإسرائيلية على غزة.
aXA6IDE4LjE4OC43Ni4yMDkg جزيرة ام اند امز