«درع السماء».. قفزة أوروبية في فراغ أمريكا بأوكرانيا

حلول بديلة تبحث عنها أوروبا لتعزيز دفاعات أوكرانيا ضد روسيا في ظل تصاعد التوترات وتراجع الدعم الأمريكي.
وتبرز عملية «درع السماء» كمبادرة جريئة تهدف إلى نشر 120 مقاتلة لحماية المجال الجوي الأوكراني، ما قد يشكل تحولًا استراتيجيًا في مسار الحرب، وفقا لصحيفة «صن» البريطانية.
ومن المقرر أن تشهد الخطة الدفاعية إنشاء القوات الجوية الأوروبية وسلاح الجو الملكي البريطاني ما يُسمى «منطقة الحماية الجوية المتكاملة»، حيث سيقود العملية طيارون بارزون من القارة الأوروبية، وستعمل بشكل مستقل عن حلف شمال الأطلسي (الناتو).
فراغ أمريكا
تأتي هذه المبادرة كرد فعل على تراجع الدعم العسكري الأمريكي، وتهدف إلى إنشاء "منطقة حماية جوية متكاملة تُركز على حماية البنية التحتية الحيوية في غرب أوكرانيا، مثل محطات الطاقة النووية ومدينتي أوديسا ولفيف، مع تجنب تغطية المناطق الشرقية لتقليل خطر المواجهة المباشرة مع روسيا".
ويعتقد القادة العسكريون والاستراتيجيون أن هذه الخطة يمكن أن تحقق "تأثيرًا عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا أكبر من نشر 10 آلاف جندي أوروبي على الأرض".
وجرت صياغة الخطة لأول مرة في بداية الحرب عام 2022 من قبل طيارين سابقين في سلاح الجو الملكي البريطاني وخبراء عسكريين بالتعاون مع أوكرانيا، لكنها لم تحصل على الموافقة آنذاك.
ومع تراجع الدعم الأمريكي لأوكرانيا -وبالتالي لأوروبا-، بدأ النقاش حول تنفيذ عملية درع السماء تطفو إلى السطح مجددا.
مخاطر محتملة
المخاوف الرئيسية للقادة الغربيين تتمثل في احتمال حدوث مواجهة مباشرة بين المقاتلات الغربية والقوات الروسية، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد الحرب وإشراك دول الناتو في الصراع.
هل تستطيع أوروبا سد الفجوة؟
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق أن بلاده أنفقت ما بين 300 و350 مليار دولار على المساعدات لأوكرانيا، وهو مبلغ يتجاوز بكثير ما قدمته أوروبا.
لكن معهد «كيل»، الذي يتتبع المساعدات العالمية لأوكرانيا، قال إن هذا الرقم مبالغ فيه بشكل كبير، وإن إجمالي إنفاق الولايات المتحدة الحقيقي يبلغ 119.7 مليار دولار، وهو أقل بكثير مما أعلنه ترامب.
وأوضح أنه حتى في أقصى التقديرات، التي تشمل التدريب وإعادة تزويد المخزونات، يصل إجمالي الإنفاق الأمريكي إلى 182.8 مليار دولار فقط.
في المقابل، قدمت أوروبا بالفعل مساعدات تفوق ما قدمته الولايات المتحدة، فمنذ يناير/كانون الثاني 2022 إلى ديسمبر/كانون الأول 2024، بلغ إجمالي المساعدات الأوروبية لأوكرانيا 138.7 مليار دولار، متجاوزة بذلك المساعدات الأمريكية البالغة 119.7 مليار دولار.
ولا تزال المملكة المتحدة ثالث أكبر داعم لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة وألمانيا، حيث قدمت مؤخرًا قرضًا بقيمة 2.8 مليار دولار (2.26 مليار جنيه إسترليني) في الأول من مارس/آذار.
شحنات مستمرة
على الرغم من تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية، لا تزال أوكرانيا تتلقى دعمًا كبيرًا من الدول الأوروبية، مما يضمن استمرار تدفق الأسلحة والمعدات لتعزيز قدراتها الدفاعية، وهذه أبرز المساهمات الرئيسية من كل دولة:
- المملكة المتحدة: 5 آلاف صاروخ LMM متعدد المهام.
- ألمانيا: دبابات ليوبارد 1A5 وليوبارد 2A4 ومدافع ذاتية الدفع PzH 2000.
- فرنسا: وحدات مدفعية ذاتية الدفع قيصر 8x8.
- هولندا: ناقلات جنود مدرعة YPR-765.
- الدنمارك: دبابات ليوبارد 1A5 وناقلات جنود مدرعة M113G3DK/G4DK.
- فنلندا: ناقلات جنود مدرعة Sisu XA-185، ومدافع ذاتية الدفع 122 PSH 74 (2S1 Gvozdika).
- إستونيا: مدافع هاوتزر D-30 عيار 122 ملم وFH-70 عيار 155 ملم، ومركبات مدرعة Alvis 4، وشاحنات MAN KAT1 6x6
- بلجيكا: ناقلات جنود مدرعة M113. كما تعهدت بروكسل بتقديم 30 مقاتلة F-16 لأوكرانيا بحلول عام 2028، بالإضافة إلى تدريب الطيارين الأوكرانيين.
- النرويج: مدافع ذاتية الدفع ShKH Zuzana 2.
- السويد: مركبات القتال المدرعة CV90.
- بولندا: دبابات T-72.