خطاب حالة الاتحاد.. ماذا تريد أوروبا من بايدن؟
يترقب قادة أوروبا خطاب حالة الاتحاد الذي سيلقيه الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال ساعات، وفي أذهانهم كلمة واحدة.. أوكرانيا.
وقبل الخطاب، تحدثت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية إلى عدد من الشخصيات الأوروبية البارزة، الذين حثوا جميعا بايدن على استغلال الخطاب لدفع الكونغرس إلى تمرير حزمة المساعدات العسكرية التي تبلغ قيمتها 60 مليار دولار لكييف.
وقال أحد المسؤولين البريطانيين إنه «وضع حساس وصعب.. نود أن نرى أي شيء يمكن القيام به لإقناع أعضاء الكونغرس بتجاوز الأمر»، فيما اعتبر مصدر دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي أن «هذا الأمر سيكون أهم شيء يجب البحث عنه» في خطاب بايدن، «على الرغم من أننا نعلم أن المشكلة ليست معه».
وبحسب المصدر الدبلوماسي الأوروبي فإن «الحلفاء لا يشككون في عزم إدارة بايدن، لكنهم يشعرون بالقلق من هيمنة الآراء المحافظة الانعزالية».
وقال دبلوماسي أوروبي آخر إن الجميع يدرك أن الخطاب سيركز على القضايا المحلية، إلا أنهم «سيراقبون عن كثب طرح بايدن أهمية القيادة الأمريكية في العالم».
مخاوف أوروبية
يأتي الخطاب في الوقت الذي تثور فيه المخاوف من احتمال عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في عام 2025.
وتأمل النخب السياسية في القارة العجوز أن يتمكن بايدن خلال الخطاب من التخلص من المخاوف بشأن عمره ولياقته البدنية، وإظهار قوته.
وأعرب النائب الفرنسي كريستوفر فايسبرغ، الذي يمثل حزب النهضة الذي يتزعمه الرئيس إيمانويل ماكرون، عن أمله في أن يبني بايدن «كتلة مركزية وتقديم نفسه على أنه المعقل الأخير للديمقراطية الأمريكية»، مشيرا إلى أن الحضارة الغربية «على المحك».
من جانبها، قالت أليسيا كيرنز، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني إن «الإجراء الإيجابي الذي يمكن أن يتخذه بايدن هو إخراج نفسه من ظل ترامب ومضاعفة جهوده لهزيمة روسيا».
ورغم تردد السياسيين الأوروبيين في التعبير عن دعم بايدن علنا، فإن معظم المحللين يؤكدون أن الغالبية في القارة العجوز يأملون خلف الكواليس ألا يعود ترامب إلى البيت الأبيض.
وقالت صوفيا جاستون، رئيسة السياسة الخارجية في مركز أبحاث «بوليسي إكستشانج» في لندن إنه حتى دون ترامب في البيت الأبيض، فإن الكونغرس يتسبب في الكثير من المشكلات.
وصرح روبرت هابيك، نائب المستشار الألماني روبرت هابيك، بأنه «لا ينبغي إعلان فوز ترامب قبل الأوان، أو حتى الموافقة على هذه الفكرة».
مرشح قوي؟
في المقابل، يرى الوزير البريطاني السابق تيم لوتون أن «الوقت حان بالنسبة إلى بايدن للعودة للمنزل وإفساح المجال لمرشح قوي ذي مصداقية».
وبعدما وصف نفسه ذات يوم بأنه «مناهض لترامب»، يسعى زعيم حزب العمال البريطاني المعارض كير ستارمر الذي يقترب من رئاسة الحكومة لتقليل الخلافات مع الرئيس الأمريكي السابق.
وقال أحد مسؤولي حزب العمال إنه يتعين على بايدن استخدام خطاب حالة الاتحاد لـ«طرح تحدٍ قوي للكونغرس».
وإلى جانب أوكرانيا، فإن الحرب في غزة تشغل بال أوروبا التي تريد من البيت الأبيض التدخل بشكل عاجل للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار ونقل المساعدات إلى القطاع.
وقال مصدر دبلوماسي لـ«بوليتيكو» إن الاتحاد الأوروبي يأمل أن يذكر بايدن في خطابه قضايا مثل الشرق الأوسط والصين والتجارة العالمية، التي يعد السلوك الأمريكي تجاهها مؤثرًا على التكتل.
aXA6IDMuMTQ3LjEwNC4xOCA= جزيرة ام اند امز