أوروبا تدعم صمود أوكرانيا في مواجهة روسيا.. 1.2مليار يورو مساعدة عاجلة
بعد أسابيع من التصعيد بين روسيا وأوكرانيا، سعى الاتحاد الأوروبي لتقديم الدعم المالي لكييف في خطوة واقعية تؤكد رفضه التام لتصرفات موسكو.
ووافق أعضاء البرلمان الأوروبي مساء اليوم الأربعاء على دعم مالي جديد من الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا بقيمة 1,2 مليار يورو لمساعدة البلد المهدّد بغزو روسي.
وهذا القرض الممتدّ على 12 شهراً والموزّع على شريحتين متساويتين اقترحته المفوضية الأوروبية، في نهاية يناير/كانون الثاني ووافقت عليه الدول الأعضاء الجمعة الماضية.
تعزيز الصمود
والغرض من القرض "توفير دعم سريع في حالة أزمة حادة وتعزيز قدرة البلاد على الصمود"، وفق ما ورد في النص الذي اعتمده البرلمان الأوروبي.
وستحصل كييف على نصف قيمة هذا القرض على الفور إذا ما استوفت شروطاً معينة. ويجب أن تظهر أوكرانيا تقدّماً في تنفيذ برنامج الاقتصاد الكلّي الذي وضعه صندوق النقد الدولي، وكذلك تقديم ضمانات تتعلّق بسيادة القانون.
وصوّت أعضاء البرلمان الأوروبي على القرض بموجب اجراء طارئ بأغلبية 598 صوتاً مقابل 55 صوّتوا ضدّه و41 امتنعوا عن التصويت.
واعتبر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الأربعاء في البرلمان الذي يتخذ مقرا في مدينة ستراسبورغ في شرق فرنسا، أنّه من الضروري "المضيّ أبعد" من هذا القرض الطارئ.
وقال "أريد أن أطلق هنا اقتراحاً لإقامة مؤتمر للمانحين بتعاون وثيق بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي من أجل دعم المتانة الاقتصادية لأوكرانيا".
ووفق رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، قدّم الاتحاد الأوروبي ومؤسساته المالية "17 مليار يورو في شكل منح وقروض" لأوكرانيا منذ ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014.
وبعد نحو ثمانية أعوام على هذا الضمّ الذي يعتبره الاتحاد الأوروبي غير قانوني، ما فتئت العلاقة بين البلدين تزداد سوءا، إذ إنّ روسيا التي تدعم الانفصاليين الموالين لها في منطقتي لوغنسك ودونيتسك في شرق أوكرانيا حشدت مؤخرا أكثر من 100 ألف عسكري على حدود جارتها الموالية للغرب.
توتر العلاقات
وفي وقت وصل فيه توتر العلاقات بين موسكو والغرب إلى ذروته على خلفية التصعيد على حدود أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، أمرت روسيا الثلاثاء بعودة قسم من وحداتها العسكرية المنتشرة قرب الحدود الأوكرانية. لكنّ كييف، مثل حلفائها الغربيين، أكدت الأربعاء أنها لا ترى أي تغيير حقيقي على الأرض.
وأكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، أنّ بلاده "ليست خائفة" و"ستدافع عن نفسها" في مواجهة أيّ غزو روسي محتمل.
وقال زيلينسكي، في خطاب بمناسبة "يوم الوحدة" الوطنية، الذي أعلنه بعدما قال الاستخبارات الأمريكية إنّه اليوم المحتمل لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا: "لسنا خائفين من أيّ توقّع، ولسنا خائفين من أحد، لأننا سندافع عن أنفسنا".
تبديل القوات
وأكد زيلينسكي، من ماريوبول، المدينة الواقعة في شرق البلاد قرب خط الجبهة مع الانفصاليين الموالين لروسيا والمدعومين منها، أنه لم يرَ أيّ دليل على انسحاب القوات الروسية من حدود بلاده، موضحاً أنّ "موسكو تقوم ببساطة بعملية تبديل للقوات".
وتابع: "نشهد عمليات تناوب صغيرة. لن أسمّي ذلك سحب روسيا لقواتها. لا يمكننا قول ذلك، ولا نرى تغييراً".
وأضاف الرئيس الأوكراني: "لدينا قوات مسلحة ممتازة. نحن أقوياء لأننا معا، نحن أوكرانيون".
وحذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، من أنه "إذا انضمّت أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي واستعادت القرم عسكريًا، فإن الدول الأوروبية ستُجرّ بشكل تلقائي إلى نزاع عسكري مع روسيا"، مشيرًا إلى أن بلاده "هي إحدى القوى النووية الرئيسية".
وأكد أن حربًا من هذا النوع لن يخرج منها أحد منتصرًا.
aXA6IDMuMTM4LjE3NS4xNjYg
جزيرة ام اند امز