بلومبرج لأوروبا وأمريكا: "حان الوقت لنبحر معا" ضد تيار العداء الإيراني
التقليص الفعال لسوء السلوك الإيراني وتأمين السفن في المنطقة يتطلب جهدًا دوليا حثيثا
تعد الدول الأوروبية، التي أزعجها احتجاز إيران ناقلة النفط البريطانية، لردٍّ من شأنه حماية السفن التجارية في مضيق هرمز والخليج العربي؛ إذ بدأت البحرية الملكية مرافقة سفن المملكة المتحدة، كما دعمت الدنمارك وفرنسا وإيطاليا مهمة بحرية بقيادة أوروبية لضمان أمن الملاحة بالمضيق.
ورأت وكالة "بلومبرج" الأمريكية خلال افتتاحيتها المنشورة عبر موقعها الإلكتروني في الخطوة بداية واعدة، لكن التقليص الفعال لسلوك إيران العدائي وتأمين السفن في المنطقة سيتطلب جهدًا دوليا حثيثًا، والأكثر أهمية من كل ذلك هو مشاركة البحرية الأمريكية في الخطوة.
كذلك أشارت الوكالة إلى أن الدول الأوروبية قلقة حيال دمج أساطيلها خوفًا من أن تفهم على أنها خطوة مماثلة لحملة "الضغط القصوى" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران.
وقال وزير الخارجية الفرنسي إن هناك حاجة لجهود منفصلة لتقليل التوترات وتهيئة الظروف لمحادثات إقليمية شاملة بشأن الأمن البحري.
وأوضحت "بلومبيرج" أن هذا التلكؤ ينم عن قصر نظر وسذاجة؛ إذ تزيد الجهود البحرية غير المترابطة احتمالية وقوع حوادث وأخطاء في التقدير، كما قد تخلف فجوات يمكن أن تستغلها الزوارق السريعة المغيرة للحرس الثوري الإيراني.
ولفتت إلى أن وجود جبهة موحدة هو الحل الأفضل لمواجهة التهديد الإيراني؛ فمن خلال حشد الموارد، يمكن للأمريكيين والأوروبيين أن يكونوا أكثر قدرة على حراسة الممرات البحرية والرد على الاستفزازات، وفي الواقع، يجب عليهم العمل سويًا لضم دول أخرى، مثل الهند، ضمن تحالف موحد.
وذكرت الوكالة الأمريكية أن على أوروبا أن تتذكر أن احتجاز السفينة البريطانية "ستينا امبرو" لا علاقة له في الأساس بالاتفاق النووي؛ لكنه كان انتقامًا لاحتجاز لندن ناقلة نفط إيرانية كانت متوجهة إلى سوريا، بما يتعارض مع عقوبات الاتحاد الأوروبي.
وأكدت "بلومبرج" أنه كان يتعين على إيران الاعتراض على احتجاز ناقلتها عبر الوسائل القانونية، إلا أنها بدلًا من ذلك، تحتجز السفينة البريطانية رهينة وتطلب فدية تتمثل في إطلاق سراح ناقلتها وحرية نقل النفط إلى سوريا.
وأوضحت أن هذا تذكار آخر على مدى تهديد سوء السلوك الإيراني للمنطقة بأكملها، لافتة إلى الهجمات التي شنها نظام طهران على السفن ومرافق النفط وإسقاط طائرة أمريكية واستئناف برنامج تخصيب اليورانيوم، فضلًا عن الاختبارات الصاروخية الأخيرة، إذ يأتي كل هذا وسط رفض جهود الوساطة الصادقة، على أمل أنها بالهجوم يمكنها تخويف العالم لفعل ما تريد.
واختتمت الوكالة بالتأكيد على ضرورة عدم استسلام الولايات المتحدة وأوروبا لمثل هذا النوع من الأعمال العدائية، وبدلًا من ذلك، عليهم الاتحاد في التصدي له، ومياه الخليج هي أفضل مكان للبدء.
من جانب آخر، سلطت صحيفة "أيريش تايمز" الأيرلندية الضوء على اللقاء الطارئ الذي عقد في فيينا بين إيران والدول الخمسة الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015، لافتة إلى فشله في حل القضايا العالقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاق النووي يتضمن قيودًا على البرنامج الإيراني مقابل رفع العقوبات عن طهران.
وتتبنى واشنطن سياسة "الضغط القصوى" على طهران لدفعها للاستسلام للمطالب الأمريكية منذ إعادة فرض العقوبات عليها، ما أدى لتراجع صادرات النفط الإيرانية بنسبة 90%، وفقدت العملة المحلية قيمتها وسجل الاقتصاد انكماشًا.
وردت إيران على ذلك بتجاوز حدود تخصيب اليورانيوم الواردة بالاتفاق، كما تنوي إعادة تشغيل مفاعل أراد للمياه الثقيلة، الذي يمكنه إنتاج البلوتونيوم، الذي يستخدم في الأسلحة النووية.