مساع أوروبية لتفادي مخاطر الحرب التجارية بين ترامب والصين
أوروبا تحاول إقناع الرئيس دونالد ترامب بدحر الرسوم التي فرضها من جانب واحد على التكتل المكون من 28 دولة
تبدأ الثلاثاء، في نيويورك مفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان، حيث تسعى الأطراف الثلاثة إلى إيجاد طريقة لإنهاء سياسات الصين التجارية غير العادلة - وفقا لما يرونه - والتخفيف من حدة التوترات العالمية.
ووفقا لتقرير نشرته وكالة بلومبرج أمس الإثنين، تتمثل خطتهم في وضع اتفاق لمحاولة إجبار الصين على إنهاء "السياسات غير الموجهة نحو السوق" التي تخلق ظروفا تنافسية غير عادلة وتعرقل التطور التكنولوجي - وفقا لوصفهم -.
وينخرط الاتحاد الأوروبي في عملية توازن دقيقة، حيث يعمل مع الولايات المتحدة لمعالجة الشكاوى الشائعة في الوقت الذي يحاول فيه إقناع الرئيس دونالد ترامب بدحر الرسوم التي فرضها من جانب واحد على التكتل المكون من 28 دولة هذا العام وإقناعه بعدم فرض عقوبات أخرى.
وتسعى سيسيليا مالمستروم، المفاوض التجاري الأوروبي، التى وصلت إلى نيويورك، إلى وقف الهجوم الأمريكي على النظام الأوروبي متعدد الأطراف من خلال دعم منظمة التجارة العالمية.
وقال تشاد باون، وهو زميل بارز في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطن "إنها فترة طويلة سوف تستغرقها المحادثات، وهذه المحادثات في مرحلة مبكرة للغاية"، "لكن قد يكون هذا أفضل طريقة لحل النزاع التجاري المتصاعد مع الصين و ترامب ومعالجة بعض أوجه القصور الرئيسية في منظمة التجارة العالمية."
وتلتقى مالمستروم مع الممثل التجارى الأمريكى روبرت لفايزر ووزير التجارة الياباني هيروشي جي سيكو اليوم، بينما تواصل الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعاتها، ويسعى الأطراف الثلاثة إلى إرساء الأساس لتطوير قواعد أقوى للدعم الصناعي.
يأتي الاجتماع بعد أن قام ترامب بفرض تعريفات على 50 مليار دولار من واردات الصين، وأعلن عن رسوم على 200 مليار دولار أخرى من السلع القادمة من البلاد، التي دخلت حيز التنفيذ أمس الإثنين، وهدد برسوم أخرى بقيمة 267 مليار دولار إذا ما قامت الصين بالرد وتعهدت بكين بالفعل القيام به، وألغت الصين محادثات التجارة التي تم التخطيط لها بين البلدين.
على الجانب الآخر نما التصنيع العام في منطقة اليورو بأبطأ وتيرة في عامين خلال سبتمبر/ أيلول الجاري، حيث يشعر الاقتصاد بالألم من حرب التجارة العالمية، كما أن صناعة السيارات، التي استهدفها ترامب وهي حساسة بشكل خاص للدول الأكبر في الاتحاد الأوروبي، هي التي تتحمل وطأة التباطؤ في الطلب، وفقاً لآخر مسح شهري أجرته.
قال سكوت ميلر، أحد كبار مستشاري مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ومقره واشنطن: «إذا نجحت هذه المبادرة، فإنها يمكن أن توفر تصعيدًا، وهو أمر جيد، لأن العلاقات الثنائية والمحادثات بين الولايات المتحدة والصين لا تحرز تقدما».
كما أن المخاطر كبيرة بالنسبة للاتحاد الأوروبي واليابان أيضا، الذين يخشون من أن تقوم إدارة ترامب بتفعيل تعريفات الأمن القومي على السيارات وقطع غيار السيارات.
ورغم أن وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس قال إن وكالته ستعلق أي رسوم جديدة على السيارات، في الوقت الذي يتفاوض فيه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على اتفاقية تجارية جديدة، يخشى المصدّرون الرئيسيون للسيارات من أن ترامب ما زال بإمكانه المضي قدماً بواجباته إذا اعتقد أن هناك نقصا في التقدم.
aXA6IDE4LjIyNS45Mi42MCA= جزيرة ام اند امز