مذبحة الريف الأوروبي.. النيابة المصرية تأمر بحبس المتهم
لا يزال الرأي العام في مصر يتابع تبعات مذبحة الريف الأوروبي التي راح ضحيتها 5 أشخاص قبل أيام.
وفي هذا الصدد، دخلت النيابة العامة المصرية على الخط، فأمرت بحبس المتهم بقتل مزارع وابنتيه وحفيديه احتياطيًا على ذمة التحقيقات، وهذا عقب ضبطه واستجوابه واعترافه بارتكاب الواقعة، إضافةً إلى الاستماع لأقوال 7 شهود، وإنهاء إجراءات المناظرة والمعاينات اللازمة.
وقالت النيابة العامة، خلال بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية بـ"فيس بوك"، إنها تلقت إخطارًا في يوم 26 من الشهر الجاري بالعثور على جثامين المجني عليهم الخمسة بمزرعة بقرية الريف الأوروبي بمدينة الشيخ زايد المصرية، تزامنًا مع تداول أنباء الجريمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن ثم، باشرت النيابة العامة تحقيقاتها، فانتقلت إلى مسرح الجريمة لمعاينته وإثبات ما بها من آثار: "تبينت تواجد الجثامين بعقار داخل المزرعة وبين المزروعات، وأن إصاباتهم قد تعددت ما بين ذَبحيَّة وطَعنيَّة وقَطعيَّة".
وأشارت النيابة إلى أنها عثرت على "آثار دماء كثيرة متفرقة بمسرح الواقعة، وضبطت سكينًا به آثار دماء"، وعليه، فقد كلفت خبير الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية برفع كافّة الآثار المضبوطة لفحصها، كما كلفت أحد الأطباء الشرعيين بمصلحة الطب الشرعي بإجراء الصفة التشريحية على جثامين المجني عليهم لبيان سبب وكيفية حدوث وفاتهم.
هذا، واستمعت النيابة العامة لعدد من ذوي المجني عليهم، وهنا أوضحت: "شهدوا بأن المزارع المجني عليه كان يعمل بالمزرعة، ويعاونه في عمله ابنتا المجني عليهما، وفي رفقتهم الحفيدان، وأنهم قد اعتادوا التواجد بالمزرعة طيلة أيام الأسبوع ومغادرتها في نهايته عائدين لمسكنهم، وكان يشاركهم في العمل رجل آخر يتولى بيعَ ثمار المزرعة، ويُقيم معهم بها، ولما ارتاب ذوو المجني عليهم في أمرهم يوم الواقعة لعدم عودتهم إلى مسكنهم، وظنوا أن مكروها أصابهم، قصدوا المزرعة واكتشفوا حينئذٍ مقتلَهم جميعًا".
ومن ثم، كلفت النيابة العامة الشرطة بإجراء التحريات حول الواقعة، والتي تمكنت من تحديد هوية مرتكبها، وأنه ذلك الذي كان يشارك المجني عليهم في العمل بالمزرعة والإقامة بها معهم، وبينت تحريات الشرطة تفاصيل ارتكابه الجريمة، وأن باعثه عليها هو ضبطه حال شروعه في التعدي على إحدى المجني عليهما وافتضاح أمره، الأمر الذي دفعه لقتلهم جميعًا.
وأوضحت النيابة أنها استجوبت المتهم، الذي بدوره أقر بقتله المجني عليهم الخمسة، بعدماب رفض المجني عليه زواجه بابنته: "أوغر ذلك صدره وقرر الثأر لنفسه بالتعدي عليها جنسيًا، لعلمه باستقامتها وحسن أخلاقها رغبة في إذلالها وذويها، فاشترى مخدرًا لوضعه في شراب في متناول أيديهم، حتى يتحين فرصة للنيل من المجني عليها، وادعى أنه خلال ذلك حدثت مشادة بينه وبين المزارع المجني عليه، فطعنه خلالها بسكين ونحر عنقه، وقتل الباقين خشية افتضاح أمره، ثم ألقى السكين بمسرح الحادث حيث ضبطتها النيابة العامة، وقد اصطحبته للمزرعة محل الجريمة حيث أجرى محاكاة مصورة لكيفية ارتكابها، وأرشد عن المشروب الذي وضع به المخدر".
تحذير
ونفت النيابة العامة شائعات متداولة، أفادت بأن علاقة غير شرعية بين المتهم وإحدى المجني عليهن سببًا في حدوث هذه المذبحة.
وقالت النيابة خلال بيانها: "بإجماع أقوال الشهود، وما أقرَّ به المتهم في التحقيقات، وما توصلت إليه التحريات، كل هذا ينفي ما تداوله البعض في مواقع التواصل الاجتماعي من وجود علاقة غير شرعية بين إحدى المجني عليهما وبين المتهم، وأن تلك العلاقة هي الباعث على ارتكاب الجريمة".
وتابعت: "تُحذّر النيابة العامة من الخوض في ملابسات تلك الجريمة أو غيرها من الجرائم خلالَ مباشرتها التحقيقات؛ صونًا لسلامتها وصحتها، وتجنبًا لرمي الناس بالباطل، مما قد يُعرّض البعض للمساءلة القانونية والعقاب، وتهيب بالكافة إلى ضرورة الالتزام بما تصدره النيابة العامة وحدَها من بيانات رسمية في الجرائم الجنائية في حدود العلانيَة النسبية التي تقدرها، بما لا يضر بسلامة التحقيقات، ويحفظ مبدأ الشفافية، وحق المجتمع في المعرفة والبيان.
عن الواقعة
وكانت الجهات الأمنية قد عثرت على 5 جثامين بمنطقة الريف الأوروبي في مدينة الشيخ زايد المصرية، بعد ورود بلاغ بارتكاب جريمة غامضة داخل إحدى المزارع.
واكتشف رجال البحث الجنائي أن الجثامين الـ5 تخص مزارع و4 من أفراد أسرته، يقيمون في قرية برقاش بمركز منشأة القناطر، لتبدأ في الاستماع لأقوال مكتشف الجريمة، مع البت في مراجعة كاميرات المراقبة وتفريغها، وهو ما انتهى بتحرير محضر وإحالته إلى النيابة العامة.
وعقب الانتهاء من الإجراءات الأولية، انتقلت سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث، ونقلت الجثامين إلى مشرحة زينهم، لتكون تحت تصرف النيابة العامة.
ضبط المتهم
وأصدرت وزارة الداخلية المصرية مساء الجمعة بيانًا عبر صفحتها الرسمية بـ"فيسبوك"، أعلنت فيه ضبط المتهم بارتكاب الواقعة، مع كشفت فيه ملابسات الجريمة.
وقالت الوزارة خلال بيانها، إنه تبين بعد الفحص، نشوب "خلافات بين المجنى عليه وشريكه بمزرعة مؤجرة بذات المنطقة، لارتباط الأخير عاطفيًا بإحدى ابنتي الضحية".
وتابع البيان: "قام على إثرها (الخلافات التي نشبت بينهما) بالتعدي على المجني عليه وقتله، ونظرًا لكونه معروفا لدى بقية الأسرة ولخشية افتضاح أمره، قام بالتعدي بالقتل على كريمتي المجني عليه وحفيديه، وهرب عقب ذلك".
ونوهت النيابة، بأن التحريات التي أجرتها جهات التحقيق أسفرت عن تحديد موقع المتهم، وتبين وجوده داخل محافظة سوهاج في صعيد مصر، وبمواجهته بحريمته أقر بتنفيذها..
اعتراف
وحسب وسائل إعلام محلية، اعترف المتهم، ويُدعى "عاطف"، 49 عامًا، بجريمته، وشرح كيفية ارتكابها.
وأوضح المتهم، أن سبب ارتكابه الجريمة يعود إلى رفض شريكه في المزرعة إتمام خطبته من ابنته، مع علمه بارتباطها بآخر ستتزوج منه بعد أسبوعين فقط، وهنا "استشاط غضبًا" وفق المنقول.
ووفق الاعترافات، تناول المجني عليه سكينًا لإبعاد الآخر عنه، قبل أن ينجح الأخير في سحب السكين من الأول، ومن ثم ذبحه. وهنا، وجد نفسه يطعن الضحية الثانية، قبل أن يتوجه إلى غرفة شقيقتها الأخرى التي رغب في الارتباط بها، ويطعنها وهي نائمة.
بعدها، فوجئ الجاني بخروج حفيدي المجني عليه عقب استيقاظهما من النوم، إثر أصوات الصراخ التي ملأت المنزل، وما أن همّا بالهروب إلى المزرعة المجاورة، انهال المتهم بسكينه على الصغيرين منهيًا حياتهما.
aXA6IDE4LjExNi4xNS4yMiA= جزيرة ام اند امز