تصعيد أوروبي ضد إسرائيل بسبب غزة.. استدعاء سفراء ودعوات لحظر السلاح

تصعيد دبلوماسي جديد يعكس تزايد التوتر الأوروبي مع إسرائيل، وصل حد استدعاء السفراء والتهديد والانتقاد العلني اللاذع، وسط مخاوف من تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع المحاصر.
وتحذر منظمات الإغاثة من اقتراب خطر المجاعة، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية وتشديد الحصار المفروض منذ أكثر من 7 أشهر.
- «لا أفهم ما تفعلونه في غزة ولن أدعمكم».. ميرتس ينفجر في وجه إسرائيل
- كواليس غضب شولتز من بوريل.. «لا تتحدث باسم ألمانيا عن غزة»
تصعيد يأتي بينما يواصل الجيش الإسرائيلي غاراته المكثفة على غزة، التي أسفرت خلال الساعات الماضية عن مقتل 52 شخصًا على الأقل، بينهم 33 في قصف طال مدرسة تأوي نازحين، في واحدة من أكثر الضربات دموية منذ أسابيع.
السويد تتحرك دبلوماسيًا
رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون صرح الإثنين بأن الخارجية السويدية ستستدعي السفير الإسرائيلي «للاحتجاج على النقص الحاد في المساعدات الإنسانية الموجهة لغزة».
واعتبر أن ما يُسمح بدخوله «جزء ضئيل» من احتياجات السكان المحاصرين.
وأكد كريسترشون لوكالة الأنباء السويدية «تي.تي» أن الضغط الأوروبي على إسرائيل في تزايد، قائلاً: «كنا واضحين جدًا بهذا الشأن، سواء بأنفسنا أو مع الكثير من الدول الأوروبية الأخرى.. ولا شك أن هذا الضغط يتزايد الآن ولأسباب وجيهة للغاية».
وطالب المسؤول السويدي الاتحاد الأوروبي بتكثيف العقوبات والضغوط الدبلوماسية لإجبار إسرائيل على السماح بتدفق المساعدات دون قيود.
إسبانيا تطالب بحظر السلاح
من جهتها، طالبت إسبانيا، على لسان وزير خارجيتها خوسيه مانويل ألباريس، الاتحاد الأوروبي بفرض حظر كامل على مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، في خطوة غير مسبوقة من عضو بارز في الاتحاد الأوروبي.
وقال ألباريس: «يجب وقف هذا الهجوم الذي لا يبدو أن له أي هدف عسكري إلا إذا كان الهدف تحويل غزة إلى مقبرة هائلة»، في إشارة إلى الغارات الإسرائيلية المستمرة على القطاع.
ألمانيا تنتقد
الهجوم الأخير أثار ردود فعل دولية غاضبة، لا سيما من شركاء إسرائيل التقليديين.
ففي موقف نادر من نوعه، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس: «بصراحة، لم أعد أفهم ما يفعله الجيش الإسرائيلي في غزة، وما الهدف منه».
وأضاف: «الطريقة التي يُستهدف بها المدنيون بشكل متزايد لم تعد مبررة بذريعة محاربة حماس».
ورغم هذه الانتقادات، أكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أن بلاده «ستواصل بيع الأسلحة لإسرائيل»، ما يعكس انقسامًا داخل الطبقة السياسية الألمانية بشأن العلاقة مع تل أبيب.
فرنسا: «استفزاز غير مقبول»
أما باريس فقد اعتبرت دخول بن غفير باحة المسجد الأقصى "استفزازا جديدا غير مقبول".
ودانت فرنسا، الإثنين، دخول الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير باحة المسجد الأقصى الذي رأت فيه "انتهاكا للوضع الراهن التاريخي للأماكن المقدسة في القدس"، و"استفزازا جديدا غير مقبول".
ودعت الخارجية الفرنسية في بيان "الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ كل التدابير اللازمة لضمان احترام الوضع الراهن التاريخي في الأماكن المقدسة في القدس".
كارثة إنسانية مستمرة
تأتي هذه المواقف في وقت تشير فيه التقارير الميدانية إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق، مع ارتفاع أعداد القتلى في غزة إلى 53,977 قتيلًا معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في القطاع، بالإضافة إلى أكثر من 122,000 جريح منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي المقابل، تقول إسرائيل إن هجوم «حماس» في ذلك اليوم أسفر عن مقتل 1,218 شخصًا، وخطف 251 رهينة، لا يزال 57 منهم في القطاع، بينهم 34 تؤكد إسرائيل وفاتهم.
وتفرض إسرائيل حصارًا خانقًا أدى إلى تدهور الأوضاع الغذائية والصحية، فيما تقول منظمات إنسانية إن كمية المساعدات التي تدخل غزة لا تكفي سوى لنسبة ضئيلة من الاحتياجات العاجلة لسكان يعانون من نقص شديد في الغذاء والمياه والوقود.
أزمة «مؤسسة غزة الإنسانية»
وفي تطور لافت، أعلن رئيس «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من الولايات المتحدة، جيك وود، استقالته المفاجئة، الأحد، مشيرًا إلى أن المنظمة لم تعد قادرة على تنفيذ مهمتها «وفق المبادئ الإنسانية».
وتواجه المؤسسة، التي تعهدت بتوزيع 300 مليون وجبة خلال 90 يومًا، انتقادات حادة من منظمات إغاثة دولية رفضت التعاون معها بسبب شبهات تنسيقها مع إسرائيل.
وأعرب مجلس إدارتها لاحقًا عن أسفه للاستقالة، مؤكدًا أن عمليات توزيع المساعدات ستنطلق رغم كل العقبات.
استغاثة من «الصحة العالمية»
أعربت مسؤولة كبيرة في منظمة الصحة العالمية عن أسفها لعدم تمكن أي شاحنة تابعة للمنظمة من دخول قطاع غزة على الرغم من بدء دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بعد أكثر من شهرين على منعها من قبل إسرائيل.
وقالت حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط في مؤتمر صحافي في جنيف "لم تدخل أي شاحنة إلى غزة لتسليم المساعدات الطبية منذ أكثر من 11 أسبوعا".
وأضافت "الوضع كارثي. نحن لسنا قلقون فقط بشأن العمل الفوري الذي نأمل في مواصلة دعمه، بل نشعر أيضا بقلق بالغ إزاء عواقب هذا الوضع على مستقبل الأجيال المقبلة".
وحذرت من أن المخزونات وصلت إلى الصفر لـ 42% من الأدوية واللقاحات الأساسية، و64% من المعدات الطبية.
وبحسب بلخي فإنه "سمح لحوالى 400 شاحنة بالدخول إلى غزة.. لكن 115 شاحنة فقط هي التي تمكنت من دخولها، ولم يصل شيء إلى الشمال المحاصر"، علما بأن أيا من الشاحنات المذكورة لم تكن تابعة لمنظمة الصحة العالمية.
وأضافت أن 51 شاحنة محملة معدات طبية تنتظر عبور الحدود.
من جانبه، أكد أحمد زويتن المدير الإقليمي للطوارئ في منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أنه "من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الأمر مجرد مسألة وقت أو ما إذا كانت هناك قضايا نحتاج إلى متابعتها".