أغضب الساسة وتوعده "يويفا".. ما هو دوري السوبر الأوروبي؟
أجواء ملتهبة تعيشها كرة القدم الأوروبية، بسبب خطط الإعلان عن بطولة جديدة هي "دوري السوبر الأوروبي"، وتضم كبار القارة العجوز.
وكشفت تقارير صحفية أن 12 ناديا من كبار الأندية في أوروبا يخططون لإنشاء بطولة أوروبية خاصة بهم تنافس مسابقة دوري أبطال أوروبا، بعيدا عن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا".
يأتي ذلك بالتزامن مع الخطط التي يعتزم اليويفا إعلانها، بشأن التغييرات الجذرية المرتقبة في دوري أبطال أوروبا اعتبارا من عام 2024.
ما هو دوري السوبر الأوروبي؟
وفقا لصحيفة "تايمز" البريطانية، فإن 12 ناديا قرروا عدم المشاركة في مسابقات الاتحاد الأوروبي، وهم ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد من إسبانيا، ويوفنتوس وميلان وإنتر من إيطاليا، بجانب سداسي القمة في الدوري الإنجليزي، ليفربول ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتشيلسي وتوتنهام وأرسنال.
وحتى الآن، ستخلو البطولة الجديدة من الفرق الفرنسية والألمانية، التي ترفض الفكرة من الأساس.
الخطة غير المعلنة تقوم على لعب البطولة الجديدة بنظام الدوري، على أن تشهد أيضا أدوارا إقصائية ونهائي يتوج به الفائز بطلا.
وحسب التسريبات الصحفية، فإن المسابقة الجديدة سوف تُلعب بمشاركة 20 فريقا، 15 منهم شاركوا في التأسيس، و5 آخرين يتلقون دعوات.
ومن المقرر أن يتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين يتأهل من كل واحدة 4 فرق، يلعبون ربع نهائي ثم نصف نهائي بنظام الذهاب والإياب، وأخيرا مباراة نهائية واحدة، مثل دوري الأبطال.
الأعضاء الدائمين في دوري السوبر الأوروبي سيحصلون على أرباح خرافية، تبلغ 350 مليون يورو بمجرد انطلاق البطولة، وهو ما يبلغ أضعاف ما يحصل عليه الفائز بلقب دوري أبطال أوروبا.
فكرة قديمة
فكرة إنشاء بطولة أوروبية جديدة ظهرت للنور في تسعينيات القرن الماضي، وتحمست لها شركة إيطالية غير أن معارضة الاتحاد الأوروبي عرقلت انطلاقها.
وتحرك الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لإجراء تعديلات في مسابقة دوري أبطال أوروبا وباقي مسابقات الأندية التابعة له، لإغراء الأندية الراغبة في الانفصال بمواصلة اللعب تحت مظلته.
وفي عام 2009، بعد انتخابه رئيسا لنادي ريال مدريد، دافع فلورنتينو بيريز عن الفكرة ليعيد إحيائها مرة أخرى، وانتقد دوري أبطال أوروبا بشكله الحالي، قائلا: "علينا الاتفاق على دوري أوروبي جديد يضمن أن الأندية الأفضل تلعب دائما مع بعضها البعض، وهو أمر لا يحدث في دوري الأبطال".
وفي نفس العام توقع أرسين فينجر، مدرب أرسنال وقتها، أن يظهر "الدوري الأوروبي الممتاز" للنور في غضون 10 سنوات، بسبب الإغراءات المالية التي تقدمها المشاركة في تلك البطولة لأندية القارة.
وبعد 3 سنوات، تنبأ كلارنس سيدورف أسطورة منتخب هولندا، أن تحدث تلك المسابقة ثورة في كرة القدم الأوروبية، وأكد دعمه لها، كما حظيت البطولة اهتماما في اسكتلندا، مع وجود توقعات بمشاركة سيلتيك ورينجرز.
معارضة شرسة
بطبيعة الحال، أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم معارضته الشديدة للفكرة، وتوعد المنخرطين فيها بعقوبات قاسية، فضلا عن حرمان لاعبي تلك الأندية من المشاركة في المباريات الدولية مع منتخبات بلادهم.
وحظى اليويفا بدعم العديد من الجهات، على رأسها نظيره الدولي "الفيفا"، والاتحادات المحلية في إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا، بجانب رابطتي الدوري الإسباني والإنجليزي.
الحكومات في الدول الأوروبية الكبرى دخلت على الخط، حيث أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساندته للاتحاد الأوروبي في موقفه، كما أبدى ترحيبه بموقف الأندية الفرنسية الرافض للمشاركة في مشروع دوري السوبر الأوروبي، الذي "يهدد مبدأ التضامن والجدارة الرياضية".
كذلك، رفض بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا، الفكرة، قائلا في تصريحات صحفية: "خطط إقامة دوري سوبر أوروبي مدمرة لكرة القدم، وندعم سلطات اللعبة في الإجراءات التي تتخذها".
وأضاف: "الأندية المشتركة يجب أن تتحدث لجماهيرها ولمجتمع كرة القدم الأشمل قبل اتخاذ أي خطوات إضافية".
ومن جانبه، قال السير أليكس فيرجسون، مدرب مانشستر يونايتد التاريخي، في تصريحات نقلتها صحيفة "ميرور" البريطانية: "الحديث عن دوري السوبر الأوروبي سيدمر 70 عاما من تاريخ كرة القدم الأوروبية".
وأضاف: "كلاعب لفريق محلي في دنفرملاين الاسكتلندي في الستينيات، وكمدرب فاز مع أبردين بكأس الكؤوس الأوروبية، بالنسبة لنادٍ إقليمي صغير في اسكتلندا كان الأمر أشبه بتسلق جبل إيفرست".
وواصل: "نادٍ مثل إيفرتون ينفق 500 مليون جنيه إسترليني لبناء ملعب جديد، على أمل أن يلعب في دوري أبطال أوروبا".
وأتم: "يحب المشجعون في كل مكان المنافسة كما هي، في الفترة التي قضيتها في يونايتد لعبنا في 4 نهائيات لدوري أبطال أوروبا، وكانت دائما من أكثر الليالي تميزا".
كذلك واجهت فكرة دوري السوبر الأوروبي انتقادات شديدة حتى من قبل المشجعين والنقاد، بسبب تأثيرها المدمر المحتمل على البطولات المحلية ودوري أبطال أوروبا والأندية الأصغر، حيث يُنظر إليها في بعض الأوساط على أنها مجرد "استعراض قوة" من قبل الأندية الكبرى، للحصول على مزيد من المكاسب.
ورغم أن ريال مدريد يتزعم الأندية الراغبة في الانفصال، فإن لاعبه الألماني توني كروس، انتقد تلك الخطط في عام 2020 ، قائلا: "الفجوة بين الأندية الكبيرة والصغيرة ستتسع أكثر، لا يجب أن يكون كل شيء دائما أسرع".
aXA6IDMuMTQxLjMyLjUzIA== جزيرة ام اند امز