الاتحاد الأوروبي ينوي تحويل بريطانيا لعبرة "مخيفة"
قمة زعماء الاتحاد اتفقت "بالإجماع" على شروط قاسية تجعل بريطانيا تدفع ثمنا قاسيا لتكون عبرة تمنع آخرين من تقليدها
وضع زعماء الاتحاد الأوروبي شروطًا قاسية على بريطانيا لإتمام خروجها من الاتحاد؛ لتكون درسا يمنع بقية الأعضاء من التفكير في تقليد لندن.
وفي قمة الاتحاد ببروكسل، السبت، أعلن الزعماء الاتفاق على نقاط التفاوض مع بريطانيا، والتي تضمها 8 صفحات صاغها دبلوماسيون خلال الشهر الماضي.
وهذه أول قمة أوروبية منذ أن أعلنت رئيس وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، نهاية مارس/آذار الماضي أنها بدأت عملية الخروج من الاتحاد "بريكست"، ومستعدة لبدء التفاوض حول شكل علاقة بريطانيا بالاتحاد في المستقبل.، وهي العملية المسماة "بريكست".
وفي تغريدة على "تويتر"، ظهر السبت، أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن قادة الدول الـ27 في الاتحاد تبنوا "بالإجماع" الخطوط العريضة لمفاوضات بريكست.
وقال: "االتفويض الحازم والمنصف لأعضاء الاتحاد الـ27 حول مفاوضات بريكست جاهز".
ومن النقاط المتوقع أن تشهد خلافاً شديداً بين الاتحاد وبريطانيا هو مستقبل وحقوق 3 ملايين أوروبي يعملون في بريطانيا، وتعتزم تيريزا ماي تقليل أعدادهم والحد من دخول عمالة أوروبية جديدة، ضمن خطتها لإنهاء سياسة الحدود المفتوحة.
كما ستضغط القمة على تيريزا ماي باستبعاد مناقشة اتفاق التجارة الحرة الذي تريده ماي إلى أن يحدث تقدم في الاتفاق على الشروط الرئيسية المتعلقة بخروج بريطانيا من التكتل.
كذلك يتحتم على الطرفين التوصل إلى توافق حول تسديد الحسابات العالقة، وهو أكثر المواضيع السياسية حساسية، وتنبأ بأن فاتورة الخروج فادحة على بريطانيا، وتقدر بنحو 60 مليار يورو.
ويرى الاتحاد الأوروبي أن من المهم ألا يسود الشعور بأن بريطانيا تنتفع من الخروج من التكتل لتفادي تشجيع دول أخرى على أن تحذو حذوها.
وفي هذا قال أحد الزعماء الذين سيجلسون على طاولة التفاوض لـ"رويترز" الأسبوع الماضي: "نحن متحدون بشكل ملحوظ... ولكن دائما يكون من السهل أن نتحد على ما نريد قبل أن يبدأ التفاوض".
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول أوروبي كبير قوله مبتسماً: "ثمة مواضيع لا تتفق عليها الدول الأعضاء (...) لكن يبدو أن الدول الـ27 لديها الموقف ذاته بشأن بريكست"، في إشارة منه إلى توحد هذه الدول في الرأي تجاه الضغط على بريطانيا.
واتهمت ماي بعض دول الاتحاد الأوروبي بـ"التكتل ضد" بريطانيا.
وجاء ذلك بعد أن حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الخميس، بريطانيا من أن "تتوهم" أنها ستحصل على الحقوق نفسها التي يتمتع بها دول الاتحاد الأوروبي بعد خروجها منه.
وسبق أن رفضت ميركل الشهر الماضي دعوة ماي لإجراء المفاوضات بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد بالتزامن مع المحادثات بشأن تحديد العلاقة المستقبلية بين لندن وبروكسل.
وانضم الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، إلى هذه اللغة الجافة قائلًا لتيريزا ماي في اتصال هاتفي 30 مارس/آذار الماضي إنه لن يكون هناك اتفاقيات ومباحثات ثنائية بين البلدين قبل التوصل إلى شروط الانسحاب البريطاني من الاتحاد.
وميركل وهولاند متحدان ضد أي محاولات تحارب العولمة أو سياسة فتح الحدود والتجارة الحرة، فقد اتفق الاثنان أيضاً على رفض وصول ماري لوبان زعيمة جبهة اليمين لرئاسة فرنسا؛ بسبب رفضها للعولمة وفتح الحدود.
وسترسي "توجيهات المفاوضات" هذه النهج "التدريجي" الذي يدعو إليه الأوروبيون، والمبدأ القاضي بإحراز "تقدم كاف" في المفاوضات حول اتفاق الانسحاب قبل الانتقال إلى بحث "العلاقة المقبلة" بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.
وحذر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك في رسالة إلى القادة الـ27 من أنه "قبل البحث عن مستقبلنا، علينا تسوية مسائل الماضي".
ويتوقع الأوروبيون بدء المفاوضات بعد الانتخابات العامة التي دعت تيريزا ماي إليها في 8 يونيو/حزيران لكي تحصل على دعم شعبي يساندها في المفاوضات.