الاتحاد الأوروبي يواجه واشنطن.. التعاون التجاري أو الرد كتكتل واحد

قال المستشار الألماني أولاف شولتس، الأحد، إن أوروبا تريد التعاون مع الولايات المتحدة لكن الاتحاد الأوروبي مستعد للرد كتكتل واحد إذا لم تترك له واشنطن أي خيار بفرض رسوم جمركية على الصلب والألمنيوم.
وفي حديثه خلال افتتاح معرض هانوفر الصناعي التجاري، أكد شولتس أن كندا دولة مستقلة. وتشارك كندا في فعاليات المعرض هذا العام بوصفها دولة شريكة.
وعبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في ضم كندا ووصفها بأنها الولاية الأمريكية رقم 51.
وقال شولتس "نحن نقف إلى جانبكم!... كندا ليست دولة تابعة لأحد. كندا أمة مستقلة".
وفي رده على عزم ترامب فرض رسوم جمركية، قال شولتس إن رده على سياسات "بلدي أولا" يتمثل في تعزيز التجارة الحرة وزيادة القدرة التنافسية والسيادة في مجال التكنولوجيا.
وأشار إلى أن أوروبا ليست ساذجة أو ضعيفة وأن الحروب التجارية تضر بجميع الأطراف.
وتابع "لذا أقول للولايات المتحدة: سيظل هدف أوروبا هو التعاون. ولكن إذا لم تترك لنا الولايات المتحدة خياراً، مثلما هي الحال مع الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم، فسيرد الاتحاد الأوروبي كتكتل واحد".
- صراع النفوذ في قناة بنما.. واشنطن وبكين ترفعان الرهانات
- ملف النفط الروسي يشتعل.. ترامب يتوعد برسوم إضافية بين 25% و50%
فرض رسوم جمركية على الواردات الأوروبية
منذ بداية الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شهدت العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تصعيدًا ملحوظًا، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب تجارية بين الجانبين.
في فبراير/شباط 2025، أعلن الرئيس ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات والمركبات الخفيفة القادمة من الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن الاتحاد قد أُنشئ لإلحاق الضرر بالولايات المتحدة. هذا القرار أثار استياء المسؤولين الأوروبيين، الذين اعتبروه إجراءً يضر بالشركات والمستهلكين على جانبي الأطلسي.
تهديدات بفرض تعريفات إضافية
بالإضافة إلى ذلك، هددت الإدارة الأمريكية بفرض تعريفات جديدة على مجموعة واسعة من المنتجات الأوروبية، بما في ذلك السيارات، والأدوية، والأخشاب، وأشباه الموصلات، والمعادن. أُبلغ الاتحاد الأوروبي بأنه يجب أن يستعد لهذه الرسوم قبل الدخول في أي مفاوضات تجارية مع الولايات المتحدة.
ردود فعل الاتحاد الأوروبي
ردًا على هذه الإجراءات، تعهد الاتحاد الأوروبي باتخاذ تدابير انتقامية "حازمة ومتناسبة". أعلنت المفوضية الأوروبية عن استعدادها لفرض رسوم على منتجات أمريكية بقيمة تصل إلى 26 مليار يورو (28.1 مليار دولار)، في حال تنفيذ الرسوم الأمريكية على السيارات. ومع ذلك، أكدت بروكسل أنها لا تزال منفتحة على الحوار وتسعى إلى حل تفاوضي لتجنب تصعيد النزاع التجاري.
تأثيرات محتملة على الاقتصاد العالمي
يهدد هذا التصعيد التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بإلحاق ضرر بأغنى علاقة اقتصادية في العالم، حيث بلغ العجز التجاري السلعي للولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي 214 مليار دولار في عام 2024. قد تؤدي هذه التوترات إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة التقلبات في الأسواق المالية، مما يؤثر سلبًا على الشركات والمستهلكين في كلا الجانبين.