كارثة أوروبية.. عصابات سرقة الكابلات تعزل فرنسا وتُعطل قمة الناتو

أدت حادثة سرقة ضخمة لكابلات في فرنسا إلى شلل في خدمات قطارات يوروستار لم تقتصر على المواطنين بل هددت بتعطيل قمة الناتو في هولندا.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة الغارديان، تم حث الركاب الذين حجزوا تذاكر للقطارات على إلغاء أو تأجيل رحلاتهم، بينما يعكف المهندسون على إصلاح الخط السريع بعد سرقة أو قطع 600 متر من الكابلات في محطة ليل يوروب، وهي نقطة التبادل الرئيسية للقطارات بين لندن وباريس، وكذلك بين باريس وبروكسل وأمستردام.
وقالت يوروستار إن خدماتها من المرجح أن تتعرض لتأخيرات كبيرة وإلغاءات في اللحظة الأخيرة. ومحطاتها مزدحمة للغاية، ونصحت الركاب بإلغاء أو تأجيل رحلاتهم.
من جهتها، فتحت الشرطة تحقيقًا في الحادث، فيما تعمل فرق الأدلة الجنائية في الموقع بالقرب من مدينة ليل، حيث تسببت الحادثة في تعطيل العشرات من خدمات القطارات عالية السرعة.
وفي هولندا، تحقق السلطات في انقطاع كهربائي حدث يوم الثلاثاء أثر على نحو 30 كابلًا للسكك الحديدية، ما أدى إلى تعطيل حركة القطارات القادمة من مطار شيفول، والذي يبعد حوالي 50 كيلومترًا عن موقع انعقاد قمة الناتو في لاهاي.
وقال وزير العدل الهولندي ديفيد فان ويل إن الأضرار قد تكون محاولة لتخريب الاجتماع الذي استمر يومين لقادة حلف الناتو. وأضاف أن السؤال الآن هو من يقف وراء ذلك، مشيرًا إلى أن الفاعل قد يكون جماعة ناشطة أو حتى دولة.
إصلاحات في فرنسا
من جهتها، قالت شبكة القطارات الإقليمية الفرنسية TER Hauts-de-France إنها قامت بتعبئة 15 فنيًا ومتخصصًا في تركيب الكابلات للعمل على إصلاح الخط في محطة ليل يوروب.
وأوضحت الشركة أن التأخيرات والإلغاءات متوقعة لعدة ساعات، مشيرة إلى أن السرقة وقعت على طول السكة قرب محطة مون دو تير، بين ليل وليزين، حيث تم استهداف كابلات الإشارات المثبتة في قنوات أرضية.
وأضافت أن فرق الإصلاح التابعة للشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية SNCF تقوم بتركيب كابلات جديدة، موضحة أن هذا النوع من الإصلاح يتطلب توصيل نحو 15 سلكًا مكونًا لكل كابل، واحدًا تلو الآخر، وهو عمل دقيق للغاية.
ويأتي هذا التعطيل بعد اضطرابات وقعت يوم الثلاثاء، حين توفي شخصان في حادثتين منفصلتين على الخط بين ليل وباريس، ما أدى إلى إغلاقه معظم اليوم.
وقال المستشار أليكس دين، الذي كان على متن قطار متجه إلى باريس من محطة سانت بانكراس الدولية في لندن الساعة الثالثة والنصف عصر أمس الثلاثاء، إن القطار تأخر ساعتين، وتوقف في منطقة نائية قبل أن يعود إلى لندن، بحسب منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي.
مواعيد ثابتة للظلام
ومما يمكن ملاحظته صدفة تتمثل في آن حوادث انقطاع الكهرباء تتجدد في الأسبوع الأخير من كل شهر في دول أوروبية. فقد تسبب انقطاع كهربائي واسع النطاق، هو الأكبر في أوروبا منذ أكثر من 20 عاماً، في فوضى استمرت ساعات في إسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا، قبل عودة التيار تدريجياً في أواخر أبريل/نيسان الماضي.
وقبل تلك الأحداث بنحو شهر، وبالتحديد في أواخر مارس/آذار الماضي، تعرض مطار هيثرو في لندن لوقف عملياته بكامل طاقته بعد يوم من الفوضى التي سببها انقطاع التيار الكهربائي نتيجة حريق في محطة كهرباء فرعية قريبة، ما أدى إلى إغلاق واحد من أكثر مطارات العالم ازدحامًا. وكان الحريق قد اندلع في محطة "نورث هايد" الفرعية بعد الساعة 11 مساءً بقليل يوم 20 مارس/آذار، مما أدى في نهاية المطاف إلى انقطاع الكهرباء عن مباني الركاب في المطار، إضافة إلى آلاف المنازل، لعدة ساعات.
وتسبب الحريق في توقف الأنظمة الحيوية داخل المطار، ما تطلّب إيقافها ثم إعادة تشغيلها بطريقة آمنة ومنهجية، بحسب إدارة المطار.
وأوضح الرئيس التنفيذي للشبكة الوطنية، جون بيتيغرو، أن وجود محطتين فرعيتين قادرتين على تغذية المطار يثبت مرونة شبكة الكهرباء. وقال المحققون إن سبب الحريق الذي اندلع في محطة الكهرباء الفرعية وتسبب في انقطاع التيار الكهربائي في مطار هيثرو لا يزال مجهولًا .
وفي حادث مشابه في مايو/أيار الماضي، أعلن وزير النقل الإسباني أن شبكة السكك الحديدية في البلاد تعرضت لعمل تخريبي خطير بعد سرقة كابلات إشارات مهمة خلال عطلة نهاية أسبوع مزدحمة، مما تسبب في تأخيرات كبيرة في خدمات القطارات السريعة بين مدريد وإشبيلية، وأثر على أكثر من عشرة آلاف راكب.
ونهاية مايو/أيار الماضي أيضا، شهد جنوب فرنسا سلسلة من الانقطاعات في التيار الكهربائي لعدة أيام وتسببت في اضطرابات واسعة النطاق. و انقطعت الكهرباء عن نحو 45,000 منزل في مناطق نيس، كاجن-سور-مير، وسان لوران دو فار.
وبدأت الانقطاعات بوقوع ثلاثة حوادث منفصلة في أقل من 48 ساعة، وأدت إلى انقطاع الكهرباء عن أكثر من 200,000 منزل في منطقتي الألب-ماريتيم وفار، ما أثّر على الحياة اليومية، ووسائل النقل العامة، وحتى على اليوم الأخير من مهرجان كان السينمائي.