«الجمهوريون» مطب سياسي في طريق سيارات بايدن الكهربائية
انتشرت السيارات الكهربائية في جميع أنحاء الولايات المتحدة بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية.
ورغم وجود أنباء عن تباطؤ المبيعات فإن الولايات المتحدة شهدت بيع ما يقرب من 1.2 مليون سيارة كهربائية إجمالا في عام 2023، أي أكثر من أربعة أضعاف العدد في عام 2019.
وتقوم متاجر البقالة العملاقة والاستراحات بتركيب محطات شحن في جميع أنحاء البلاد، تشجعيا على نشر ثقافة التحول الكهربائي، مع توسع الشركات الكبرى في الإنتاج بما يشمل فورد وجنرال موتورز وهيونداي وغيرها الكثير.
في الوقت نفسه، تقول "واشنطن بوست" في تقرير جديد إن تحقيق حلم مستقبل كهربائي بالكامل أمريكا، لا يزال هناك من يقف حائلا دونه، وهو الاستقطاب السياسي.
حيث أظهرت بيانات المبيعات للعام الماضي أنه في حين كان أنصار الحزب الديمقراطي يشترون السيارات الكهربائية الجديدة بأعداد كبيرة، فإن الجمهوريين لم ينضموا بنفس الحماسة لموجة شراء السيارات الكهربائية الموسعة في بلادهم حتى الآن.
ونقلت الصحيفة الأمريكية تصريحات لـ"مايك ميرفي"، خبير استراتيجي جمهوري سابق يدير مشروع EV Politics غير الربحي، الذي يحاول من خلاله علاج الاستقطاب السياسي في مرحلة التحول للطاقة الخضراء، عبر محاربة المعلومات المضللة عن السيارات الكهربائية وتشجيع الجمهوريين على تبني المركبات الخضراء.
وقال "ميرفي" "إن الأسلوب الذي يفكر به مناصرو الحزب الجمهوري كما يلي، إنهم يحاولون حظر سيارات الغاز، ولن أشتري سيارات بايدن الكهربائية".
وكشفت إحصائية جديدة عن أن السيارات الشخصية تتسبب في 20% من الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة، ولا يزال عدد أكبر من الأمريكيين يفضلون السيارات التي تعمل بالغاز رغم ذلك.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة واشنطن بوست بالتعاون مع جامعة ميريلاند العام الماضي أن 46% من المشاركين في الاستطلاع يفضلون سيارة تعمل بالغاز، مقارنة بـ19% يريدون سيارة كهربائية بالكامل.
وإذا لم يتغير هذا النمط من التفكير فسيكون من المستحيل تقريباً أن تتمكن الولايات المتحدة من تحقيق أهدافها المناخية.
ووفقا لاستطلاع آخر، نقلت واشنطن بوست نتائجه، وأجرته مؤسسة تحليل البيانات الأمريكية العريقة "غالوب" في مارس/آذار من هذا العام، فإن 61% من الديمقراطيين يفكرون بجدية أو من المحتمل تفكيرهم في شراء سيارة كهربائية في المستقبل، مقارنة بـ24% فقط من الجمهوريين.
وفي الوقت نفسه، قال 69% من الجمهوريين إنهم "لن يشتروا" سيارة كهربائية في المستقبل بشكل قاطع، مقارنة بـ27% من الديمقراطيين.
وتظهر مؤشرات المبيعات للسيارات الكهربائية في أمريكا اتجاها حزبيا، وفقا لتحليل أجراه باحثون في جامعة كاليفورنيا وبيركلي ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وHEC مونتريال، بين عامي 2012 و2022.
حيث ذهبت نحو نصف جميع السيارات الكهربائية المباعة في هذه الفترة إلى 10% من أكثر المقاطعات الأمريكية المعروفة بانحيازها للحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة.
وذهب نحو ثلث جميع السيارات الكهربائية المباعة إلى 5% من أكثر المقاطعات المعروف تحيزها للحزب الديمقراطي.
وقد تم التوصل إلى هذه النتيجة عندما أخذ الباحثون في الاعتبار الدخل وأسعار الغاز والكثافة السكانية في هذه المقاطعات، وهذا يعني أنه حتى عند النظر إلى المناطق الحضرية الكثيفة، التي من المرجح أن يكون لديها المزيد من رسوم السيارات الكهربائية العامة، تفوقت المقاطعات الديمقراطية على المقاطعات الجمهورية في اعتماد السيارات الكهربائية.
وقال لوكاس ديفيس، أستاذ الأعمال والتكنولوجيا بجامعة كاليفورنيا في بيركلي والمؤلف الرئيسي للإحصائية، "هناك علاقة لا تصدق بين مبيعات السيارات الكهربائية والأيديولوجية السياسية".
وأشار ديفيس إلى أنه خلال السنوات العشر التي أجريت بها الدراسة، تضخم سوق السيارات الكهربائية من عدد قليل من النماذج الكهربائية بالكامل إلى العشرات من هذه النماذج المتاحة للبيع، مع نمو المبيعات السنوية من نحو 50 ألف سيارة كهربائية إلى 750 ألف سيارة.
لكن نسبة تلك المركبات المتجهة إلى المقاطعات الديمقراطية ظلت ثابتة تقريبا.
كما أوضحت الدراسة أن الأمر لا يتعلق بأن المقاطعات التي لديها حصة أعلى من المركبات الكهربائية المطروحة بتوكيلات للبيع، تسهم في أن يلاحظ سكان هذه المقاطعات السيارات الكهربائية بشكل أكبر، ويدفعهم ذلك للتفكير في نهاية المطاف في شراء واحدة بأنفسهم.
ذلك لأن المناطق المعروفة بتجمعات أنصار الحزب الديمقراطي لديها أكثر بكثير من نصيبها العادل من السيارات الكهربائية المعروضة في منافذ البيع.
aXA6IDMuMTUuMTQuMjQ1IA== جزيرة ام اند امز