حدث تاريخي في بريطانيا بطله «الطاقة المتجددة».. ماذا فعلت «كاثلين»؟
كانت للرياح القوية التي رافقت العاصفة كاثلين فائدة غير متوقعة بالنسبة للمملكة المتحدة، فقد أصبح أكثر من نصف المنازل في البلاد تعمل بالكهرباء المولدة من الرياح وهو ضعف المعدل الطبيعي.
في 6 أبريل/نيسان تم تسجيل هبوب رياح تجاوزت سرعتها 70 ميلا في الساعة في أجزاء من بريطانيا، وهو ذروة العاصفة، مما أدى إلى تعطيل السفر بشكل كبير وتسبب في الفيضانات.
لكن سرعات الرياح العالية تعني أيضا أن توربينات الرياح في البلاد تنتج ضعف كمية الكهرباء التي تنتجها عادة.
شكلت الرياح 61.6% من إمدادات الكهرباء في بريطانيا في 6 أبريل/نيسان، وأنتجت 18 غيغاواط من الطاقة، وهو ما يكفي لتزويد 12.6 مليون منزل بالطاقة يوميا.
وظل هذا ثابتا تقريبا في 7 أبريل/نيسان، حيث شكلت الرياح 60.8% من مزيج الكهرباء في البلاد، وفقا لما ذكرته National Grid ESO.
ويبلغ الرقم القياسي اليومي لكمية الكهرباء القادمة من طاقة الرياح في المملكة المتحدة 70.9%، وهذا الرقم سجل أيضا في العام الجاري وتحديدا في 20 يناير/كانون الثاني.
وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن العاصفة التي ضربت بريطانيا في يناير/كانون الثاني الماضي تسببت في إجمالي 18 يوما توليد الكهرباء من الرياح بنسبة 50% أو أعلى.
بالإضافة إلى ذلك، 87 يوما من أصل 99 يوما، شكلت الرياح 36.5% من مزيج الطاقة في بريطانيا في عام 2024. وهذا مقارنة بـ 29.4% في عام 2023.
وفي فبراير/شباط، كانت هناك فترة 4 أيام حيث شكلت الرياح 50% أو أكثر من مزيج الطاقة، في حين شهدت أيام 5 و6 و7 أبريل/نيسان أيضا أكثر من 50% من توليد الكهرباء من خلال الرياح.
وشكلت طاقة الرياح 29.4% فقط من مزيج الكهرباء في المملكة المتحدة في عام 2023.
الطرق الرئيسية الأخرى لتوليد الكهرباء هي حرق الغاز الطبيعي والفحم والطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية وحرق الكتلة الحيوية.
كانت الرياح العاتية في 6 أبريل/نيسان تعني أن 8.2% فقط من الكهرباء في المملكة المتحدة في ذلك اليوم جاءت من حرق الغاز الطبيعي ومن الوقود الأحفوري، بانخفاض عن المعدل القياسي لعام 2023 البالغ 32%.
وتحتل بريطانيا المركز الرابع في العالم من حيث طاقة الرياح، بعد الصين والولايات المتحدة وألمانيا. يوجد حوالي 11000 توربينة رياح في المملكة المتحدة، نصفها على الأرض ونصفها الآخر في البحر.
وتمتلك هذه التوربينات القدرة على توليد 30 غيغاواط من الكهرباء، بشرط وجود ما يكفي من الرياح لتشغيلها. وفي أوقات الذروة تحتاج المملكة المتحدة إلى حوالي 60 غيغاواط من الكهرباء.
وتخطط الحكومة لزيادة كمية الكهرباء التي يمكن لتوربينات الرياح توليدها إلى 50 غيغاواط بحلول عام 2030.
وكان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون قد أوقف سابقا بناء مزارع الرياح البرية الجديدة في عام 2015، مع قيام رئيس الوزراء الحالي ريشي سوناك بتخفيف هذا الأمر في عام 2023، على الرغم من أن عددا قليلا جدا من مزارع الرياح البرية قيد التنفيذ حاليا.
لكن إنجلترا وحدها يمكن أن تنتج طاقة خضراء أكثر بـ13 مرة من الطاقة الحالية باستخدام أقل من 3% من أراضيها، وفقا لبحث أجرته جامعة إكستر وأصدقاء الأرض.
وقال الباحثون إن 96 غيغاواط من الكهرباء يمكن أن تأتي من الرياح البرية و130 غيغاواط أخرى من الألواح الشمسية.
ومن المقرر إغلاق جميع محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في المملكة المتحدة بحلول نهاية عام 2024.
aXA6IDMuMTQ5LjI0My44NiA= جزيرة ام اند امز