"العين الإخبارية" في الطيونة اللبنانية.. سكت السلاح وبقيت أهواله
حالة من الفزع والرعب لا تزال تسيطر على الأطفال والكبار بمنطقة الطيونة في بيروت بعد يوم "أسود" من رصاص متطاير ومشاهد مأساوية خلفت خوفا ودمارا أعاد العاصمة اللبنانية لفترة الحرب الأهلية.
اشتباكات بالرصاص والقذائف الصاروخية شهدتها "الطيونة" أمس خطفت القلوب في لبنان، إثر تحرك نفذه مناصرون لحركة "أمل" ومليشيات "حزب الله"، احتجاجاً على أداء المحقق العدلي القاضي طارق البيطار في التحقيقات بملف انفجار مرفأ بيروت خلفت 7 قتلى وعشرات الجرحى.
"العين الإخبارية" قصدت المنطقة التي كانت بمثابة ساحة حرب لرصد التداعيات والحالة على أرض الواقع في العاصمة التي لم تفق بعد من دمار واسع طالها في انفجار مرفأ بيروت قبل عام.
انتشار أمني واسع للجيش في الشوارع الرئيسية وفي الأحياء الداخلية، زجاج متناثر في كل مكان، سيارات محطمة وواجهات محلات مهشمة.
آثار رصاص في كل مكان، على جدران الأبنية في عين الرمانة المحسوبة على القوات اللبنانية، وفي أحياء الطيونة المحسوبة على الثنائي الشيعي.
مشاهد تنبئ عن معركة حامية الوطيس دارت رحاها لتعيد خط التماس القديم الجديد بين الطرفين.
أصحاب المحلات قصدوا باب رزقهم لتفقد الأضرار، وسكان الأبنية يحاولون تلقف الصدمة، وتناسي الرعب الذي عاشوه لخمس ساعات متواصلة.
في شارع "سيدة لورد"، وقف ميشال يوناني على الشرفة يراقب الوضع ويتبادل أطراف الحديث مع صديقه الذي كان يعاين سيارته بعدما نالها نصيب كبير من الرصاص.
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، قال يوناني: "هذا شارع سيدة لورد، هي المرة الأولى بعد الحرب الأهلية التي يعود فيها إلى خط تماس".
في العادة، والكلام ليوناني، تحدث الإشكالات بين عين الرمانة وشارع أسعد الأسعد، لكن ما حدث أمس يفوق التوقعات.
ما حدث غير مقبول، شعرنا وكأننا أعداء، أعادونا إلى أيام الحرب، ونحن عزّل لا نملك سلاحاً في وقت كان عناصر حزب الله وحركة أمل مدججين بالأسلحة رغم زعمهم بأن الاعتصام سلمي، وفق المصدر ذاته.
وعما فعله عند بدء الاشتباكات، قال: "اختبأنا في مدخل المنزل وصليت إلى الله كي ينقذنا ونحمده أنه حمانا".
وحول إمكانية وقوع جولات قادمة، أضاف: "إذا كان لدينا مسؤولون صالحون لا تتكرر".
في حين قال جاره أنطوان: "ثلاث ساعات بقينا في ملجأ صغير يحتوي على خزانات المياه، المنطقة كلها تدمرت، أطفالنا كاد يتوقف قلبهم من الرعب، مشاهد الحرب الأهلية عادت إلى أذهاننا، كل ذلك بسبب اعتقاد عناصر حزب الله أنهم الأقوى كونهم يمتلكون أسلحة تفوق ما تمتلكه الجيوش، يريدون أن يخضعوا اللبنانيين، ونحن نؤكد أن الموت لنا أفضل من أن تحكمنا هذه المليشيات".
منزل في الطيونة آخر كان له نصيب من النيران، قصدته "العين الإخبارية" حيث ظهر أن عدة رصاصات اخترقت واجهة غرفة الجلوس والجدران والأثاث.
محمد بكري صاحب المنزل قال: "اختبأنا طوال مدة إطلاق النار داخل غرفة النوم، لم نعلم ما علينا فعله أو إن كنا سنبقى على قيد الحياة، شعرت أن الموت سيخطفني أو يخطف أحداً من أفراد عائلتي".
"كان الرصاص والقذائف ينهمران من كل حدب وصوب، لم نصدق أن المعركة انتهت من دون أن نصاب، وما نخشاه أن يتكرر المشهد فلم يعد بإمكاننا أن نحتمل خوفا، والرعب الأكبر من خسارة عزيز"، وفق بكري.