يعود لـ151 عاما.. مصحف أثري في صعيد مصر يبوح بـ10 أسرار
ليس جديدا أن تجري دراسة على أحد المصاحف الأثرية، ولكن الجديد هو أن يكون هذا المصحف ملكا لأفراد وليس جهات حكومية أو إقليمية أو دولية.
وهذا ما تتفرد به الدراسة التي أجريت على مصحف يعود تاريخه إلى 151 عاما مضت، وتحديدا في (1287هـ/1870م)، وهو مملوك لمواطن من صعيد مصر يدعى عبدالمنعم عبدالباقي الجلايلي، حيث يعتبر امتلاك هذا المصحف بجانب مكانته السامية، أثرا يخلد ذكرى أجداده ويعتبر نوعاً من التأكيد على أصالة عائلته ومكانتها في المجتمع.
والمصحف، كما وصفه الباحث علاء الدين الخضري، أستاذ الكتابات والآثار الإسلامية المساعد، بكلية الآثار جامعة جنوب الوادي (جنوب مصر)، في دراسة نشرت بالعدد الأخير من دورية "اتحاد الأثاريين العرب"، بحالة جيدة من الحفظ وقد نسخ بالخط النسخ غير المتقن وتمت كتابته بالرسم العثماني.
واعتمد الباحث في دراسته على المنهج الوصفي والتحليلي للمصحف، واستهل البحث بمقدمة ثم الدراسة الوصفية للمصحف الشريف، وتلا ذلك الدراسة التحليلية، ثم اختتم بعرض موجز لأهم ما توصل إليه البحث من نتائج، والتي قام بتلخيصها في 10 نقاط.
وكانت أول نقطة أثارها الباحث في نتائجه أن دراسته هي الأولى التي تجري على مصحف شريف مملوك ملكية خاصة.
وتناولت النقطة الثانية خلو المصحف من أخطاء التكرار أو النسيان والإبدال، وأكدت النقطة الثالثة في نتائج الدراسة أن الخط المستخدم في نسخ المصحف هو خط النسخ غير المتقن حيث لم يراع فيه ميزان الخط العربي.
وكشفت الدراسة في النقطة الرابعة عن خلو المصحف من الزخارف في متنه أو هوامشه، واقتصرت الزخرفة على عنصر البخارية في جلدة المصحف في الوجه والظهر وقد نفذت بطريقة الضغط ويبدو أنها كانت مذهبة ولكن لا أثر للتذهيب فيها الآن.
وعلى غير المعتاد في المصاحف المملوكة لأفراد، أشارت النقطة الخامسة إلى أن أمر التمليك للمصحف لم يرد فيه انتقاله إلى ذريته من بعده، واكتفى الخطاط بكتابة صيغة: "ملـك الفقيـر الحقيـر الذليل لربه أحمد محمد مصطفى حسن الجرجاوي".
وكشف هذا المصحف عـن اسـم الخطـاط الـذي قـام بنسخه وهـو الخطـاط صـالح عمـران العســيري، وقال الباحث في النقطة السادسة من النتائج إنه على ما يبدو مــن الخطــاطين المغمــورين فخطــه متوسـط الجــودة لا يسير علــى ميــزان الخــط العربــي.
وعلى عكس المصاحف الأخرى، لم يرد في المصحف الشريف موضوع الدراسة ذكر اسم من تعلم الخطـاط علـى يديـه، فـى حـين نراهـا في مصاحف أخرى، وهي النقطة السابعة من النتائج التي نوه إليها الباحث في دراسته.
ولم يكن هذا هو الاختلاف الأخير مع المصاحف الأخرى، فقد أشار الباحث في النقطة الثامنة إلى أنه ورد توقيع خطاط المصحف بخط النسخ، في حين نجد التوقيع في مصاحف أخرى بخط الإجازة، وورد في النقطة التاسعة من النتائج اختلاف آخر، وهو أنه لم يرد في المصحف موضوع الدراسة ذكر لمن قام بتذهيب جلدة المصحف، ولم يرد في مضمون خاتمة المصحف سوى اسم صاحبه والخطاط الذي قام بنسخه.
وكان اللافت في النقطة العاشرة من نتائج الدراسة، أن خطاط المصحف حرص علـى ذكـر موطنـه، ومذهبـه المـالكي، وعقيدتـه الأشعرية، وذكر طريقتة الصوفية وهى الطريقة الحفنية التي سار عليها.
aXA6IDE4LjExNi4xMi43IA== جزيرة ام اند امز