تبادل السفراء ينعش آمال السودانيين بالتطبيع مع الولايات المتحدة
القرار يعطي مؤشرا إيجابيا بأن مسألة حذف السودان من الدول الراعية للإرهاب قد اقتربت، ويسهم في تغيير صورة البلاد أمام الرأي العام الخارجي
يشهد الشارع السوداني حالة من التفاؤل بمزيد من التقارب والتطبيع مع الولايات المتحدة لاسيما عقب قرارها زيادة التمثيل الدبلوماسي وتبادل السفراء مع الخرطوم، وكذلك رفع كافة العقوبات المفروضة على بلادهم منذ سنوات.
ووصف خبيران القرار الأمريكي بالمهم، وبأنه سيحدث مزيدا من التعاون بين واشنطن والخرطوم، ويعطي مؤشرا إيجابيا بأن مسألة حذف السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، قد اقتربت ويسهم في تغيير صورة البلاد أمام الرأي العام الخارجي.
ويمنّي السودانيون أنفسهم بوداع عهود من التوتر في العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وما صاحبها من عقوبات، جاءت نتيجة للممارسات الإرهابية لتنظيم الإخوان المعزول بقيادة عمر البشير.
وبعد 23 عاماً من التمثيل الدبلوماسي المحدود بسبب توتر العلاقات الثنائية، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الأربعاء، أن بلاده قررت تبادل السفراء مع السودان بترفيع التمثيل الدبلوماسي من قائم بالأعمال إلى درجة سفير.
وقال بومبيو، في تغريدة على "تويتر": "يسُرنا إعلان أن الولايات المتحدة والسودان قرَّرا بدء عملية تبادل السفراء لأول مرة منذ 23 عامًا".
ووصف هذه الخطوة بأنها "تاريخية" لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وجاء القرار الأمريكي بالتزامن مع زيارة رسمية لرئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك إلى واشنطن أجرى خلالها محادثات رفيعة المستوى مع مسؤولين بالإدارة الأمريكية.
وتعليقًا على القرار، قال رئيس الحكومة الانتقالية، عبدالله حمدوك، في تغريدة على "تويتر"، إن "بدء عملية تبادل السفراء بين الخرطوم وواشنطن خطوة مهمة نحو إعادة بناء السودان وتقديمه للعالم بصورته الحقيقية".
واعتبر السفير المتقاعد بوزارة الخارجية السودانية، الرشيد أبوشامة أن ترفيع التمثيل الدبلوماسي بين الخرطوم وواشنطن خطوة مهمة للأمام، وستسهم في مزيد من التقارب بين البلدين، وأنها تعكس حسن نوايا من الإدارة الأمريكية تجاه السلطة الجديدة بالبلاد.
وقال أبوشامة لـ"العين الإخبارية": "بطبيعة الحال فإن وجود سفير للسودان في واشنطن، يمكنه إجراء اتصالات ولقاءات مع كل الجهات الرفيعة في الولايات المتحدة، على عكس القائم بالأعمال الذي يسمح له بتحركات محدودة ويصعب عليه مقابلة الشخصيات الكبيرة، الشيء الذي يكسب هذه الخطوة أهميتها".
وأضاف: "الإجراء يتيح للسودان تعيين سفير سياسي في واشنطن يتبع لرئيس الوزراء مباشرة، ويمتلك دراية واسعة وعلاقات بدوائر القرار الأمريكي، للدفع بعلاقات البلدين نحو التطبيع وإسقاط كافة العقوبات المفروضة على الخرطوم".
وتابع: "ما حدث مهم للغاية، ولكن يلزم الإدارة الأمريكية القيام بإجراءات إضافية في سبيل حذف السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وصولاً للتطبيع الكامل للعلاقات الثنائية بين البلدين".
بدوره، قال رئيس تحرير صحيفة "الجريدة" السودانية (خاصة)، أشرف عبدالعزيز: "ترفيع التمثيل الدبلوماسي خطوة مهمة، وتؤكد أن مسألة رفع الخرطوم من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب قد اقتربت لأن واشنطن إن كانت ترغب في بقاء بلادنا على تلك اللائحة السوداء لما اتخذت هذا القرار الكبير".
وأضاف عبدالعزيز، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية": "قد تـأخذ مسألة حذف اسم السودان من القائمة السوداء بعض الوقت نتيجة للإجراءات التشريعية المطلوب، وظروف الأجواء الانتخابية في أمريكا، لكن الأمر سيكتمل لا محالة من واقع ترفيع التمثيل الدبلوماسي، والذي يعكس توجهات واشنطن تجاه الخرطوم في المرحلة المقبلة".
وتابع: "حالة التوتر التي كانت تخيم على العلاقات الثنائية بين الخرطوم وواشنطن انتهت تماما بعد هذا القرار الخاص بتبادل السفراء، والذي انتقل بالعلاقات إلى مربع جيد ينبئ بتطبيع خلال المدى القريب".
وفي عام 1993، أدرجت واشنطن السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب بسبب إيواء نظام الإخوان لزعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن، ولا تزال تبقي عليها.
ومع تمادي نظام الإخوان بالسودان في الممارسات الإرهابية، وعقب تورطه في محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك في أديس أبابا (1995)، قامت واشنطن بإغلاق سفارتها في الخرطوم كنوع من الحظر الدبلوماسي عام 1996، وألحقتها بعقوبات اقتصادية شاملة بعد عام واحد والتي رفعتها إدارة ترامب في أكتوبر/تشرين الأول 2017.
وتحاول السلطة الانتقالية في السودان التخلص من هذه التركة الثقيلة التي أورثها إياها نظام الإخوان الإرهابي المعزول، وإعادة العلاقات الثنائية مع واشنطن إلى طبيعتها.
وضمن هذه المساعي، يجري حاليا حمدوك محادثات في واشنطن على مدى 4 أيام ماضية، شملت مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية، تصدرها مطلب حذف الخرطوم من القائمة السوداء.
ونهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كشف القائم بالأعمال الأمريكي لدى الخرطوم، براين شوكان، في تصريحات صحفية، عن مساعٍ تجري لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لكنه قال إن "هذا الأمر قد يتطلب بعض الوقت".
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjEzMSA= جزيرة ام اند امز