ناشرون عرب: استمرار "كورونا" يؤثر على أسواق الكتب حول العالم
ناشرون يعتبرون أن البديل المؤقت الآن أمامهم أن يكون هناك تنشيط كبير لعملية النشر الإلكتروني وتسويق المحتوى الإلكتروني للكتب
أكد عدد من الناشرين العرب أن استمرار تفشي فيروس "كورونا" يؤثر سلبا على أسواق الكتب في العالم، ويهدد بعدم إقامة عدد من المعارض العربية التي كان من المقرر تنظيمها خلال شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان، وهو ما يمثل خسارة كبيرة لاقتصاديات النشر.
وأوضحوا أن البديل المؤقت الآن أمام الناشرين أن يكون هناك تنشيط كبير لعملية النشر الإلكتروني وتسويق المحتوى الإلكتروني للكتب.
وقررت اللجنة العليا لمعرض بغداد الدولي للكتاب تأجيل المعرض الذي كان من المقرر افتتاحه، الثلاثاء، وتم تأجيله إلى المدة من ١٤ إلى ٢٣ أبريل/نيسان ٢٠٢٠، انتظارا لما ستسفر عنه محاولات السيطرة على المرض.
وبالمثل، قررت إدارة مهرجان الشارقة القرائي للطفل إلغاء دورة هذا العام ضمن إجراءات الوقاية من المرض والحد من انتشاره.
"العين الإخبارية" استطلعت رأي بعض الناشرين العرب حول الموضوع، حيث أكد سعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين أن انتشار فيروس كورونا حول العالم له تأثير سيئ جدا على الناشرين المصريين والعرب بصفة عامة، لأن هذا الوقت من العام هو موسم المعارض التي لا بد أن تنتهي قبل حلول شهر رمضان.
وأضاف أنه "بعد تأجيل بعض المعارض وإلغاء أخرى سيكون الموسم عمليا قد تعرض للانكماش وتراجعت فرص البيع، وهذه مشكلة كبيرة ومن الصعب تعويض الناشرين".
وأوضح عبده أن عملية تأجيل المعارض تأتي من الدول وليس من الاتحاد، لأن إدارات المعارض ترفع للوزارات المعنية ويكون قرار الدولة وفقا للحالة الموجودة أو حالات الإصابة أو الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة، وهي مسائل خاصة بكل دولة، وهناك دول أغلقت الحدود ودول منعت الخروج والدخول لدول أخرى؛ مثلا من إيران إلى بعض دول الخليج، وهناك دول أجلت الشحن لمدة أسبوعين حتى يتم اتخاذ قرار.
ولفت عبده إلى أن الكتب جرى شحنها بالفعل لبعض المعارض ومنها معرض بغداد وعدم إقامة المعرض، يكلف الناشرين أعباء تخزين ولدينا العراق بها كتب وكذلك معرض أربيل وغيرها وهذه خسارة للجميع.
من جهته، قال الدكتور محمد صالح المعالج رئيس لجنة المعارض العربية والدولية باتحاد الناشرين العرب إن تأثر الناشر العربي جراء "كورونا" بدأ منذ إقامة معرض مسقط الدولي للكتاب الذي انطلق في 22 فبراير/شباط الماضي، واختتم أعماله، الإثنين، ورغم أن سلطنة عمان لم يظهر بها حالات كثيرة، فإن الشائعات أثرت بشكل كبير على زوار المعرض، وهذا أثر على المردود التجاري للناشرين المشاركين.
وأمام هذا الوضع، قامت لجنة المعارض العربية الدولية باتحاد الناشرين العرب بمراسلة كل مديري المعارض التي لم تنظم بعد؛ وهي بغداد وأربيل البحرين والرياض وتونس وأبوظبي والشارقة للطفل، "وطلبنا في إطار التنسيق المتبادل بين اتحاد الناشرين العرب وإدارات هذه المعارض تنظيم هذه المعارض أو إمكانية تأجيلها ودارسة الوضع الذي يمكن أن يكون في كل بلد على حدة".
وتابع المعالج: "هناك معارض تفاعلت مثل معرض الشارقة للطفل، وقامت بإلغاء المعرض، وباريس ألغت المعرض أيضا وطلبنا من بعض المعارض تأجيلها مثل معرض بغداد، وننتظر رد المعارض الأخرى مثل البحرين وأبوظبي والرياض، ونحن في حوار معها من أجل التأجيل بحيث يكون التأجيل في الوقت المناسب كي لا يقع خسارة على الناشر، لأن الخسارة على الناشرين كبيرة جدا، لأن المعارض العربية هي النافذة الوحيدة للناشر لبيع وعرض الكتب، والمعارض المتبقية معارض مهمة؛ مثل الرياض وأبوظبي وعدم المشاركة أو تأجيل تلك المعارض خسارة كبيرة للناشر".
ويرى علي عبدالمنعم رئيس لجنة التطوير المهني والنشر الإلكتروني باتحاد الناشرين المصريين أن انتشار فيروس كورونا خلق أضرارا كبيرة على الاقتصاد العالمي وليس صناعة النشر فقط، وسيكون تأثيره مباشرا على الأماكن التي بها تجمعات وفعاليات ثقافية ومعارض كتب، وهذا ظهر جليا، فنجد معرض باريس تم إلغاؤه، وكل الفعاليات الثقافية في فرنسا تم إلغاؤها، وكذلك معرض بولونيا تم تأجيله وأيضا معرض لندن كبار الناشرين الأمريكيين علقوا المشاركة فيه والمعارض العربية تم تأجيل معرض بغداد إلى شهر أبريل/نيسان المقبل.
وأشار عبدالمنعم إلى أن البديل لما هو موجود الآن أن يكون هناك تنشيط كبير لعملية النشر الإلكتروني وتسويق المحتوي الإلكتروني للكتب، سواء ذلك كان صوتيا أو إلكترونيا، ويرى أنها مرحلة وستمر، وفي حالة تكرارها هناك دروس مستفادة لكل القائمين على صناعة النشر حول كيفية الحلول لو تكرر ذلك.
المدير العام لـ"الآن ناشرون وموزعون في الأردن" الكاتب جعفر العقيلي، قال إن معارض الكتب في المنطقة العربية هي النافذة الرئيسية للناشرين كي يلتقوا مع القراء، وأيضا نافذة للكتاب لكي يلتقوا مع القراء وأيضا يتاح لقاء المؤلفين مع القراء، أي أن الأمر يتعلق بجانبين مادي ومعنوي؛ المادي هو المتعلق بالبيع والمردود، والمعنوي وهو إتاحة الفرصة للقاء الكتاب والمؤلفين بالكتاب مباشرة.
وأشار العقيلي إلى أنه لا بد من الاعتراف أن هناك ترتيبات صحية حول السلامة العامة ولا بد من الأخذ بها، ولهذا لا يمكن الاعتراض على فكرة إلغاء المعارض أو تأجيلها، ولكن كثيرا من الناشرين العرب الذين يعتمدون على المعارض الكبيرة وليست لهم قنوات تسويقية أو توزيع جيدة سوف يتكبدون خسائر كبيرة وواضحة.
وأضاف أن "المعارض هي الفرصة الوحيدة المتاحة للنجاة لكي تستمر عملية النشر، وكما نعلم صناعة النشر العربية في خطر بسبب الجمارك والحدود والرقابة وارتفاع الأسعار والتكلفة، وأيضا قلة إقبال القارئ على الكتاب، وإذا كانت هذه النافذة الوحيدة ستغلق بالتأكيد ستكون هناك خسائر وسوء أوضاع للناشرين، خصوصا دور النشر الناشئة أو الصغيرة أو بإمكانات محدودة".
aXA6IDMuMTQ0LjEwOC4yMDAg جزيرة ام اند امز