"الحج.. رحلة في الذاكرة" معرض لتجسيد التعاون بين المؤسسات الثقافية
المعرض يقدم أكثر من 182 قطعة أثرية معارة من 15 جهة ومجموعات خاصة ودولية
يجسد معرض "الحج.. رحلة في الذاكرة" تعاونا خلاقا بين المؤسسات الثقافية، حيث ينظم تحت رعاية الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي وزير شؤون الرئاسة، بالتعاون بين مركز جامع الشيخ زايد الكبير ودائرة الثقافة والسياحة–أبوظبي.
ويسرد المعرض تفاصيل تتعلق بالرحلة المقدسة إلى بيت الله الحرام من خلال عرض أكثر من 182 قطعة نادرة معارة من 15 مؤسسة محلية وأفراد من أصحاب المجموعات الخاصة، إلى جانب القطع المعارة من مؤسسات دولية.
وتتضمن المعروضات التي تم جمعها من مؤسسات وأفراد من أبوظبي، والعين، ودبي، والشارقة، وأم القيوين، مخطوطات إسلامية وصورا فوتوغرافية وآثارا وتذكارات شخصية، بالإضافة إلى أعمال فنية قديمة ومعاصرة. وتسلط هذه المعروضات الضوء على تنوع وثراء المقتنيات التاريخية الخاصة برحلة الحج، وتجسد مهمة المؤسسات الثقافية وعشاق جمع المقتنيات في حفظ التراث المحلي والاعتزاز به.
يضم المعرض في أقسامه المتعددة مختارات من الصور التاريخية والقطع الأثرية التي تبيّن عصور فجر الإسلام، وتروي قصة وصوله إلى المنطقة، وأهمية القرآن الكريم ونصوصه السماوية، وأركان الإسلام الخمسة المختومة بفريضة الحج ومناسكها المقدسة، كما يتطرق المعرض إلى تاريخ مكة المكرمة وبيت الله الحرام، والمدينة المنوّرة والمنزلة العالية التي تشغلها في قلوب المسلمين.
وأكد الدكتور يوسف العبيدلي مدير عام مركز جامع الشيخ زايد الكبير، أن هذا المعرض هو الأول من نوعه الذي يحكي تاريخ رحلة الحجاج من الإمارات إلى مكة المكرمة، والتي تهدف إلى وصف شعائر الرحلة المقدسة وسرد تاريخها، وتأمل المسارات التاريخية التي قطعوها سيرا على أقدامهم، منذ وصول الإسلام إلى المنطقة.
واعتبر العبيدلي المعرض فرصة لتعزيز التسامح والتلاقي والتواصل بين الأجيال المختلفة وزوار الدولة من مختلف الثقافات للتعرف على الإرث التاريخي العريق لدولة الإمارات وروحانيات وجماليات الدين الإسلامي وفريضة الحج بشكل خاص؛ ما استدعى تضافر الجهود من جميع القطاعات الثقافية داخل الدولة وخارجها، للعمل على إيصال رسالة المعرض للعالم.
وبهذه المناسبة قال سيف سعيد غباش مدير عام دائرة الثقافة والسياحة–أبوظبي: يجسد معرض "الحج.. رحلة في الذاكرة"، التعاون والتنسيق القائم بين المؤسسات الثقافية في الدولة، وجهودها التي أثمرت عن جمع مجموعة رائعة من المقتنيات الفريدة والنادرة التي أسهمت في توضيح أبعاد مختلفة عن رحلة الحج، وذلك بما ينسجم مع جهودنا في دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي لحفظ التراث، والترويج للغنى الحضاري والتاريخي لبلادنا وذلك بالتعاون مع مختلف الشركاء والداعمين، حيث أظهرت المعروضات غنى المقتنيات المرتبطة برحلة الحج في المؤسسات المحلية، والتي تحرص على مشاركتها مع الناس لتحقيق المزيد من الوعي بتاريخنا الحضاري.
وتضم قائمة المؤسسات المحلية المساهمة في معرض "الحج.. رحلة في الذاكرة" كلا من: متحف زايد الوطني (دائرة الثقافة والسياحة–أبوظبي)، وشركة أبوظبي للإعلام، ومركز زايد، وبلدية دبي، ومتحف الشارقة للحضارة الإسلامية (إدارة متاحف الشارقة)، ودائرة الآثار والتراث بأم القيوين، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية.
بالإضافة إلى المقتنيات المعارة من المؤسسات الثقافية، شارك أيضا عدد من الشخصيات البارزة من هواة جمع التحف بإعارة مقتنيات تاريخية، من بينهم الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان مؤسس مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، والشيخ أحمد بن سيف آل نهيان، ومعالي محمد المر رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، إلى جانب أرشيف نور علي راشد.
ومن بين الأعمال المعارة من المؤسسات الثقافية، قطع من المجموعة الدائمة الخاصة بمتحف زايد الوطني، تتضمن مخطوطات نادرة ومهمة، مثل ورقة من المصحف الأزرق يعود تاريخها إلى العام 900 ميلادي، ومصحف نُسخ في الصين في 30 مجلدا يرجع تاريخه إلى عام (1156ه - 1743م).
أما بلدية دبي فتشارك بمجموعة متنوعة ومهمة من المعروضات، تتضمن عملات إسلامية من عصر الخلافة العباسية يعود تاريخها إلى بين عامي 900 و 1200 ميلادي، ومصباح زيتي برونزي عثر عليه في منطقة جميرا ، وقطعة جص من موقع مسجد جميرا مزينة بنقوش إسلامية يعود تاريخهما إلى الفترة نفسها أيضا.
وقال حسين لوتاه مدير عام بلدية دبي: "تعد مشاركتنا في معرض "الحج.. رحلة في الذاكرة" داعمة لجهود المؤسسات الثقافية في الدولة وذلك لإبراز الوجه الحضاري الذي تتمتع به بلادنا، ومساهمة منا في التوعية بثراء تاريخنا وموروثنا، فالمعرض يكشف عن تفاصيل دقيقة من رحلة الحج التي تعد أمرا محوريا في حياة المسلم في كل مكان، وتوجد في الإمارات العديد من الآثار الإسلامية التي نقدم بعضها في المعرض إسهاما في دعم الوعي الثقافي بموروثنا".
وشارك متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، بـأعمال فنية أثرية، من بينها قطعة من الحرير بنقوش إسلامية، يعود تاريخها إلى بين عامي 1700 و1800 ميلادي، وقطعة من الحرير نقش عليها الشهادة واسم "الجلالة" يعود تاريخها إلى عام 1800 ميلادي، وقطع أخرى من الحرير يعود تاريخها إلى الفترة نفسها.
وقالت منال عطايا مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف: "يتقاطع معرض "الحج.. رحلة في الذاكرة" مع توجهات متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، في تسليط الضوء على ثراء الموروث الإسلامي في الفنون والعلوم والفكر وغيرها من المكونات الحضارية، ولذلك حرصنا على المشاركة في المعرض لنقل هذه الكنوز إلى أكبر شريحة من الناس ولا سيما زوار جامع الشيخ زايد الكبير في العاصمة الذي أصبح معلما حضاريا لابد من زيارته".
وقدم متحف أم القيوين مجموعة نادرة من المقتنيات، من بينها إناء حجري بنقوش آرامية، ومبخرة من الحجر الجيري يعود تاريخهما إلى العام من 1 إلى 100 ميلادي، وقطع نقدية محلية باسم "أبيئيل" يعود تاريخها إلى 300-100 قبل الميلاد، وتمثالان لنسر دون رأس يعود تاريخهما إلى العام من 1 إلى 100 ميلادي.
وقالت علياء محمد راشد الغفلي مدير عام دائرة الآثار والتراث بأم القيوين: "يزخر متحف أم القيوين الوطني بمجموعة غنية من الآثار والمقتنيات التي تدلل على العمق التاريخي لبلادنا، ومن خلال المشاركة في معرض بحجم "الحج.. رحلة في الذاكرة" نتيح للمهتمين في كل مكان الاطلاع على الموروث الغني المرتبط بزيارة بيت الله الحرام، حيث تعمل المؤسسات الثقافية جنبا إلى جنب لتعميق فهم هذا الموروث والوعي به".
ويرافق معرض "الحج.. رحلة في الذاكرة" عدد من الأنشطة المختلفة، تتضمن ورش عمل وجلسات حوارية مستوحاة من السرد الروائي للمعرض، بالإضافة إلى إصدار خاص يحتوي على مقالات من متخصصين في هذا المجال.
ويستقبل المعرض الجمهور يوميا، من الساعة 9 صباحا إلى 9 مساء، وأيام الجمعة من الساعة 4 عصرا إلى 9 مساء.. لمزيد من المعلومات، ومتابعة مجريات المعرض، يرجى اتباع وسم #معرض_الحج على تويتر و@szgmc_ae على أنستقرام.
aXA6IDMuMTQ0LjIwLjY2IA== جزيرة ام اند امز