"المنفي" في طرابلس.. زيارة عابرة أم تأسيس جديد؟
بعد بنغازي وطبرق والبيضاء شرقي ليبيا، يطير رئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد المنفي إلى المنطقة الغربية، وتحديدا إلى العاصمة طرابلس.
ووصل المنفي، مساء الثلاثاء إلى العاصمة في أول زيارة له للمدينة منذ تقلده منصبه في 5 فبراير/ شباط الجاري.
وهبطت طائرة رئيس المجلس الرئاسي في مطار معيتيقة شرقي طرابلس، قادما من مدينة طبرق، رفقة وفد ضم أعضاء بلجنة الحوار من الشرق مثل عبدالمطلب ثابت عضو مجلس النواب.
وكان على رأس المستقبلين للمنفي، نائب رئيس المجلس الرئاسي عبد الله اللافي، وعبدالحميد الدبيبة رئيس الحكومة الليبية الانتقالية.
كما استقبل المنفي عدد من قيادات المنطقة الغربية، بينهم رئيس أركان وأعضاء لجنة (5+5) لقيادات القوات التابعة لحكومة "الوفاق"، وأعضاء بمجلسي النواب والدولة، وشيوخ قبائل وعدد من الشخصيات الاعتبارية بالمنطقة الغربية.
مشاورات الحكومة
ويقيم رئيس المجلس الرئاسي الليبي في أحد أشهر فنادق العاصمة، حيث يجري عددا من اللقاءات والمشاورات الهامة قبل تسلمه السلطة رسميا.
ومؤخرا، طفا إلى السطح جدل واسع حول مقر عمل الحكومة الجديدة، ففي حين نصت مبادرة القاهرة ومبادرة رئيس مجلس النواب الليبي وبعض التصريحات الأمممية، على أن المقر سيكون في سرت الساحلية، إلا أن بعض أعضاء لجنة الحوار من الغرب الليبي أكدوا أن الحكومة ستمارس عملها من العاصمة، وسط مخاوف من سطوة المليشيات وتكرار تجربة حكومة فايز السراج الفاشلة.
ويستمر عبدالحميد الدبيبة في مشاورات لتشكيل حكومته، معلنا في كلمة ألقاها، الثلاثاء، بدء مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة لتكون جاهزة خلال 10 أيام.
كما أكد أهمية التعاون بين الجميع لتحقيق المصالحة وإجراء الانتخابات في موعدها، مشيرا إلى الجهود المبذولة لتوفير لقاح كورونا والوعود التي تحصل عليها من دول صديقة في هذا الشأن.
وشدد على تبني سياسة خارجية تعيد ليبيا إلى مكانتها.
أهمية الجولة
زيارة المنفي إلى العاصمة طرابلس كانت محاطة بتهديدات خاصة بعد جولته في المنطقة الشرقية التي لاقت غضبا واسعا من بعض قيادات المليشيات وتنظيم الإخوان الإرهابي.
وفي حين اكتفى بعض قادة المليشيات برفض لقاءات المنفي مع قيادات عسكرية وسياسية بالشرق الليبي، خاصة المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني، هدد آخرون بإفشال العملية السياسية برمتها حال استمر المنفي بالتواصل معهم.
وتأتي زيارة المنفي إلى المنطقة الغربية بعد جولة أولى قام بها في الشرق بدأها من بنغازي ثم طبرق والبيضاء، في إطار مشاورات توحيد المؤسسات الليبية.
وخلال جولة الشرق، التقى المنفي المشير خليفة حفتر ومشايخ القبائل وأعضاء في مجلس النواب، ورئيس البرلمان، عقيلة صالح، في إطار جهود توحيد المؤسسات ومناقشة ترتيبات عقد جلسة منح الثقة للحكومة الجديدة.
وحصل المنفي على إجماع حول مسألة توحيد المؤسسات في الشرق، وفي حال وجد دعما مماثلا في الغرب، ستكون تلك خطوة مهمة على طريق المصالحة الليبية الوطنية الداعمة للحكومة المقبلة والفترة الانتقالية.
وفي 5 فبراير/ شباط الجاري، أعلنت المبعوثة الأممية إلى ليبيا بالإنابة سابقا ستيفاني وليامز، فوز قائمة محمد المنفي برئاسة السلطة التنفيذية المؤقتة الجديدة في ليبيا، ومعه عبدالحميد دبيبة لرئاسة الحكومة، بعد حصولها على 39 صوتا من أصل 74.
ومن المقرر أن تقود السلطة الجديدة البلاد إلى حين إجراء الانتخابات العامة في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021.
aXA6IDMuMTUuMTQxLjE1NSA=
جزيرة ام اند امز