علوم وفضاء
الأفضل في هذا القرن.. توقعات بعاصفة من الشهب فجر الثلاثاء
توقع مركز الفلك الدولي بالإمارات العربية المتحدة، أن تشهد السماء زخة جديدة وشديدة من الشهب قد ترتقي لمستوى العاصفة الشهابية.
وتشير التوقعات إلى أن هذه الزخة قد تكون أفضل زخة شهب في القرن الحادي والعشرين، وتسمى الزخة الشهابية بالعاصفة إذا زاد عدد الشهب عن ألف شهاب في الساعة، وهذا غير مستبعد لهذه الزخة، وبالتالي فإن هذه الظاهرة تستحق الترقب والمتابعة.
وتحدث ذروة الزخة الشهابية يوم الثلاثاء 31 مايو في الساعة الخامسة صباحا بتوقيت جرينتش، وأفضل الدول هي تلك التي سيكون هذا الوقت هو الفجر بالنسبة لها، وهي غرب أوروبا وغرب أفريقيا وشرق أمريكا، أما بالنسبة لآسيا فإن موقعها ليس مثالي لرصد هذه الزخة من الشهب وقت الذروة، ولكن على الرغم من ذلك فقد ترى العديد من الشهب ابتداء من الساعة العاشرة مساء، وأن يزداد العدد تدريجيا ليصل ذروته عند طلوع الفجر.
وتسمى زخة الشهب هذه باسم "تاو هرقل"، نسبة إلى النجمة "تاو" الواقعة في المجموعة النجمية "هرقل"، وخلافا لما هو شائع بأن تسمى الزخة الشهابية باسم المجموعة النجمية التي تبدو شهبها منطلقة منها، فإن نقطة الإشعاع لهذا الزخة هذه السنة تقع في مجموعة العواء، على بعد 8 درجات إلى الشمال الغربي من النجمة اللامعة السماك الرامح، وإن حدثت الزخة أو العاصفة المتوقعة، فلا يشترط النظر إلى تلك المنطقة تحديدا، فالشهب تظهر في أي مكان في السماء، وإن كان من الأفضل النظر بعيدا بمقدار 45 درجة من نقطة الإشعاع و45 درجة من الأفق.
والمذنب المسبب لهذه الزخة اسمه "شوازمان واتشمان3، نسبة إلى مكتشفيه اللذين اكتشفاه عام 1930، وهو يدور حول الشمس مرة كل 5.4 سنة، وقد انقسم هذا المذنب في خريف 1995 إلى عدة قطع، بلغ عددها مطلع عام 2006 ما يربو عن السبعين قطعة، وقد ترك خلفه حزاما من الحبيبات الترابية الصغيرة، وستدخل الأرض المنطقة الأكثف من هذا الحزام فجر لثلاثاء لتصطدم وتتساقط هذه الحبيبات على الأرض مكونة زخة الشهب المتوقعة.
وفي حين أن التوقع الأرجح هو أن تحدث زخة نشطة من الشهب تقارن بزخة شهب التوأميات أو البرشاويات، إلا أن هناك توقعات بأن ترتقي عدد الشهب إلى مستوى العاصفة وأن نشاهد أكثر من ألف شهاب في الساعة، وفي الجهة المقابلة لا تستبعد توقعات أخرى عدم حدوث أي شيء، وألا تري أي شهب مميزة تلك الليلة، وإن حدثت الزخة، فمن المتوقع أن تكون شهبها بطيئة وتميل إلى اللون الأحمر والبرتقالي، وحيث إن سرعة الحبيبات الترابية هذه بطيئة جدا (16 كيلومتر في الثانية)، فقد تدخل الأرض بهدوء وبدون ملاحظتها بالعين المجردة، ولأن زخة الشهب هذه لم تحدث من قبل، فمن الصعب التنبؤ بما سوف يحدث.
شروط الرؤية
ويوجه مركز الفلك الدولي، المهتمين برؤية هذه الشهب، بضرورة الرصد من مكان مظلم والنظر إلى السماء من بعد منتصف الليل وحتى طلوع فجر يوم الثلاثاء، وفي العادة يزداد عدد الشهب وقت الذروة ويزداد أيضا كلما اقتربنا من موعد الفجر، وبالتالي فإن أفضل المناطق لرؤية زخة الشهب هي تلك المناطق التي تحدث فيها الذروة وقت الفجر حسب توقيتها المحلي.
ولأن شهب هذه الزخة بطيئة وبالتالي فإن معظم شهبها ستكون خافتة، فعليه من الضروري جدا الرصد من مكان مظلم جدا بعيدا عن إضاءة المدن، إذ أن الإضاءة تختفي معظم الشهب، ومن الجدير بالذكر أن القمر مساء يوم الذروة لن يكون موجودا في السماء، وهذا يزيد من فرصة رؤية شهب أكثر.
والشهب عبارة عن حبيبات ترابية تدخل الغلاف الجوي الأرضي، فتنصهر وتتبخر نتيجة لاحتكاكها معه وتؤين جزء منه، ونتيجة لذلك نراها على شكل خط مضيء يتحرك بسرعة في السماء لمدة ثوان أو جزء من الثانية.
ومن النادر أن يزيد قطر الشهاب عن قطر حبة التراب، حيث يتراوح قطر الشهاب ما بين 1 ملم إلى 1 سم فقط، وتبلغ سرعة الشهاب لدى دخوله الغلاف الجوي ما بين 11 إلى 72 كم في الثانية الواحدة، ويبدأ الشهاب بالظهور على ارتفاع 100 كم تقريبا عن سطح الأرض، ويبلغ عدد الشهب التي تسقط على الأرض بحوالي 100 مليون يوميا، معظمها لا يرى بالعين المجردة.
نوعان للشهب
وبشكل عام تنقسم الشهب إلى نوعين، النوع الأول هو الشهب الفردية وهي تظهر بشكل عشوائي لا يمكن التنبؤ به مسبقا، ويترواح عددها ما بين 2 إلى 16 شهاب في الساعة، والنوع الثاني يسمى الزخة الشهابية، وهي تحدث كل عام في نفس الموعد تقريبا، وذلك عندما تدخل الأرض الحزام الغباري لأحد المذنبات.
وبعض الزخات الشهابية ضعيفة يبلغ عدد شهبها 5 شهب فقط في الساعة، وبعضها نشيط قد يصل إلى 100 أو 200 شهاب في الساعة، وفي أحيان نادرة قد تصل إلى مستوى عاصفة شهابية وذلك إن زاد عدد شهبها عن 1000 شهاب في الساعة، وكانت آخر عاصفة شهابية شهدتها الأرض يوم 18 نوفمبر 1999م.
وغالبا ما يميل لون الشهاب إلى الأصفر، ويعتبر لون الشهاب مؤشرا لمكوناته: فذرات الصوديوم تعطي للشهاب اللون البرتقالي-الأصفر، والحديد يعطي اللون الأصفر، والمغنيسيوم يعطي اللون الأزرق المخضر، والكالسيوم يضفي اللون البنفسجي بعض الشيء، والسيليكون يعطي اللون الأحمر.
وبشكل عام، فإن الشهب لا تصدر أصواتا، إلا أنه قد يسمع للشهاب اللامع (الكرة النارية) صوتا أحيانا يشبه الهسيس، ويعتقد أن هذا الصوت ناتج عن أمواج راديوية ذات ترددات منخفضة، وفي أحيان نادرة قد يصدر الشهاب صوتا يشبه صوت الطائرة لدى اختراقها حاجز الصوت، وقد يترك الشهاب خلفه ذيلا دخانيا، غالبا ما يميل لونه إلى الأخضر بسبب ذرات الأكسجين، وعادة ما يدوم الذيل الدخاني من 1-10 ثواني، وقد يدوم من 1-30 دقيقة أحيانا.
هذا ولا تشكل الشهب أي خطر على سطح الأرض إطلاقا حتى وإن كانت على شكل عاصفة، فجميع الشهب تتلاشى قبل وصولها إلى سطح الأرض، إلا أن هناك خطرا حقيقيا قد تشكله الحبيبات الترابية على الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض، والتي يبلغ عددها حوالي 5000 قمر صناعي عامل، حيث قد تصل سرعة الشهاب إلى 72 كم في الثانية الواحدة (200 ضعف سرعة الصوت)، واصطدام جسيم بهذه السرعة قطره أقل من قطر شعرة الإنسان بإمكانه تكوين شرارة كهربائية كفيلة بأن تعطل أجهزة القمر الصناعي الحساسة، وبالتالي إيقافه عن العمل، فعلى سبيل المثال تعطل قمر الاتصالات أولومبوس أثناء زخة شهب البرشاويات عام 1993 بسبب اصطدامه مع إحدى الحبيبات الترابية.