خبراء خلال قمّة اللغة العربية: نحتاج لمناهج تجعل "العربية" لغة حياة
استعرضت قمّة اللغة العربية التي تنظّمها وزارة الثقافة والشباب الإماراتية بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية "تقرير حالة المناهج".
وناقشت القمة، خلال جلسة خاصة، نتائج تقرير دراسة حالة مناهج تعليم اللغة العربية من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية، والأبعاد الإيجابية والتحديات لتدريس اللغة العربية في المدارس خلال المراحل التي يتناولها التقرير.
وأدارت الجلسة الدكتورة ميساء راشد غدير، الكاتبة المتخصصة في تحليل الخطاب، وشارك فيها: الدكتور خليل الشيخ مدير إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في مركز أبوظبي للغة العربية والدكتورة هنادا طه أستاذ كرسي اللغة العربية في جامعة زايد، والدكتور محمود البطل أستاذ في دائرة اللغة العربية ولغات الشرق الأدنى في الجامعة الأمريكية في بيروت.
وتناولت الجلسة آليات التعامل مع مخرجات التقرير سعياً لتطوير العملية التربوية من وجهة نظر المختصين والخبراء، كما سلطت الضوء على تجارب رائدة في تعليم اللغة العربية في عوالمها والعوالم الجديدة لما لذلك من أهمية في تمكين العربية وتأصيل الهوية الثقافية.
وأكد الدكتور خليل الشيخ أن القراءة نافذة لتعلم اللغة لكن المدرسة في نظامها الحالي لم توفق في جعل القراءة عادة يهتم بها الطلاب خارج المنهاج، مشيراً إلى ضرورة مراجعة أسباب ضعف معجم الطلاب اللغوي في اللغة العربية مقابل اللغات الأخرى وإيجاد طرق لدعمه وتطويره.
واعتبر أن المسؤولية مشتركة بين النظام المدرسي والنظام الأسري، فالأخير يأتي في المقام الأول. كما نوّه الشيخ إلى ضرورة جعل العربية لغة حياة بالمعنى الحقيقي للكلمة وليست مجرد مناهج ونصوص تجعل الطلاب يغردون خارج السرب.
من جانبها علقت الدكتورة هنادا طه على مسألة عدم تدريس اللغة العربية في رياض الأطفال قائلة: يجب الاهتمام بشكل أكبر بتعزيز اللغة العربية في نفوس الأجيال الجديدة وإيجاد لغة أم للطفل ولا يمكننا أن ننكر وجود قلّة وعي بهذه المسألة.
وأضافت: "إذا أردنا فعلاً أن نسهم في ازدهار اللغة العربية وأن تكون منطلقاً أساسياً في حياة الأطفال اليومية علينا أن نربطهم بلغتهم بشكل أكبر ومنذ النشأة الأولى وأن ننظر إلى مرحلة رياض الأطفال بصفتها الأهم في حياة الطفل وهي التي يتم فيها تدريس اللغة الإنجليزية كلغة أولى وأن نضع اللغة العربية ونصوصها في سياق يجعلها اللغة التي تشكل هوية الطفل.
وأكدت أن الوقت المتاح لتعليم اللغة العربية في المدارس ليس كافياً لتمكين الطلاب من التحدث خلال حصة مدتها 45 دقيقة مضيفة: نحن بحاجة إلى سياسة تربوية وتدريب المعلمين ليكونوا قادرين على تدريس اللغة وإيصال المعلومة بشكل أكثر فاعلية وقبولا لدى الطلاب.
من جانبه أشار الدكتور محمود البطل إلى وجود إشكالية في المناهج التي تقدم محتوى بعيداً عن الطالب، لافتاً إلى أن التحدي الأكبر في رأيه تتمثل في العنصر البشري وهم المعلمين.
وقال: نحن نعاني من نقص في خبرات المعلمين وقدرتهم على تطويع المادة بما يلائم احتياجات الطلاب، فضلاً على أن الأهل أنفسهم يعانون من مشكلة حقيقية في مساعدة أبنائهم على تطوير قدراتهم في اللغة العربية وهي مشكلة ليست مقتصرة على بلد معين بل نعاني منها في جميع أنحاء العالم العربي.
ولفت البطل إلى وجود عقبة أخرى وهي غياب اللغة العربية في مجال البحث العلمي في الجامعات، بحيث أصبحت كأنها تتصل بالماضي والعلوم الإنسانية، مشيراً إلى ضرورة تطوير الاستراتيجيات، والاهتمام بشكل أكبر بتدريس قواعد النحو وتدريب الطلاب على استخدامها وليس المعرفة النظرية وحسب.
واعتبر البطل أن التحدي الأكبر يكمن أن رؤيتنا لتدريس النحو واللغة العربية بشكل عام ما زالت تعيش في قرون سابقة، ولم نستطع تحويل النحو إلى مفهوم يرتبط بالوظائف والمهام التي يحتاجها المتعلمون في كل مرحلة.
aXA6IDE4LjIyMi4xMTMuMTM1IA== جزيرة ام اند امز