قمّة اللغة العربية.. منصّة معرفية وثقافية تجمع خبراء لغة الضاد
تناقش الدورة الأولى من قمّة اللغة العربية، التي انطلقت صباح الثلاثاء في أبوظبي، العديد من المحاور.
أبرز هذه المحاور هي التوصيات الصادرة عن تقرير "حالة اللغة العربية ومستقبلها" الذي أصدرته وزارة الثقافة والشباب في الإمارات في ديسمبر/كانون الأول من العام 2020 والذي يمثّل إطاراً لترسيخ اللغة العربية لغةً للعلم والمعرفة والهويّة.
كما يشكّل التقرير حجر الأساس للأجندة الوطنية للغة العربية وأهدافها وأولوياتها المرتبطة مع مئوية دولة الإمارات.
وتعدّ القمة التي تستمر لمدة يومين منصة دولية تخدم قضايا اللغة العربية وحدثُ يسهم في تعزيز حضورها ومكانتها وآدابها وفنونها ويقدّم مقاربة جديدة تساعد في تطوير أساليب استخدام اللغة العربية وتمكينها كوسيلة للتواصل واكتساب المعرفة.
كما تشكل القمة، منصّة معرفية وثقافية تجمع تحت مظلّتها خبراء اللغة في جميع المجالات لرسم مستقبل العربية بناء على القراءة الدقيقة للتحديات الراهنة.
وقالت شذى الملا، الوكيل المساعد لقطاع التراث والفنون في وزارة الثقافة والشباب الإماراتية، لوكالة أنباء الإمارات (وام): "نتواجد اليوم في منارة السعديات احتفاء بالدورة الأولى لقمة اللغة العربية".
وأضافت: "خلال الفترة الماضية وتحديدا في إكسبو 2020 تم إطلاق القمة الافتتاحية والآن نعمل على عدد من الملفات المهمة ومخرجات القمة الافتتاحية".
وأشارت إلى مشاركة أكثر من 30 خبيرا ومفكرا واديبا وأكاديميا على مستوى العالم يناقشون مجموعة من التحديات التي تواجه مستقبل اللغة العربية، حيث يعد ملف اللغة العربية ملفا استراتيجيا مرتبطا بعدد من الملفات وأهمها "الهوية والفنون والتعليم".
ونوهت إلى أن "من المهم جدا الاطلاع على أهم العناصر التي يمكن أن تؤثر على لغتنا منها الممارسات والمعارف وغيرها".
وينظّم الحدث الذي يرفع شعار "اللغة وصناعة الهوية" سلسلة من الجلسات والحواريات التي تناقش العديد من القضايا المتعلّقة باللغة العربية وتقدّم المزيد من التجارب المميزة التي تستشرف مستقبل اللغة في مجتمعاتها العربية وفي عوالمها الجديدة بمشاركة نخبة من الأدباء والمفكرين والأكاديميين أبرزهم الناقد الأدبي السعودي الدكتور عبد الله الغذامي الحاصل على جائزة شخصية العام الثقافية للدورة السادسة عشرة من جائزة الشيخ زايد للكتاب والذي سيشارك في جلسة تحمل عنوان "اللغة والهوية العربية".
وأكد الغذامي: "إن ما يوحدنا من الخليج إلى المحيط هي اللغة العربية، فهي عنصر التوحيد، وهي التي تجعلنا عربا بناء على مفهوم الحديث الشريف (ليست اللغة العربية من أحدكم بأمٍّ ولا أب وإنما هي اللسان فمن تكلم العربية فهو عربي) فالعربية هي لسان ومن تكلم العربية فهو عربي وهذا المعنى الذي يجعل من اللغة العربية هوية".
وأضاف: "أما بالنسبة للعرقيات فلكل عرق له عرقيته ولا يمكن إلغاء عرقيات الأمم والشعوب، لكن الشيء الذي نجتمع عليه هو اللغة وهي التي تجمع ولا تفرق بمعنى أنها ليست ضد أي لغة أخرى وليست عرقا ضد عرق آخر بل هي عنصر اتحاد واحد. جميعاً ننتمي إلى اللغة نفسها وبما أن اللغة هي التي توحدنا من المحيط إلى الخليج فهي عنصر وحدتنا أما بالنسبة إلى العناصر الأخرى فهناك تنوع ولكل شخص له تنوعاته الخاصة".
وتابع: "في حالة اللغة هي حالة توافق وفي حالة القضايا الأخرى فهي في حالة تنافر وأحيانا الحقوق مع الحقوق يصبح هناك تصادم ولكن في النهاية الشيء الذي لا صدام فيه ولا حروب فيه هي اللغة فهي التي لم تكن سببا لأي حرب كانت في التاريخ كله فاللغة العربية لم يشهد التاريخ قط أن أحدا قاتل أحدا بسبب اللغة العربية وعادة تحصل الحروب عقائدياً أو طوائف أو مذهبياً فاللغة هي عنصر توحيد وبالتالي هي الهوية التي لا خلاف عليها".
من جهة أخرى تناقش القمّة مع مجموعة من نجوم الدراما العربية الاهتمام المتزايد باستكشاف آفاق إبداعية جديدة لحضور اللغة العربية في الفنون والدراما بشكل خاص باعتبارها الإنتاج الإبداعي الأكثر تأثيراً والأقرب لجمهور المنطقة العربية والعالم.
واختارت القمة مجمع اللغة العربية في دمشق أقدم مجمع للغة العربية في العالم ضيف شرف لهذه الدورة نظراً لما قدّمه من جهود ملموسة في رعاية ودعم اللغة وحمايتها وصونها باعتبارها لغة علم ومعرفة كما تحتفي القمّة هذا العام بمكتبة الإسكندرية كشخصية اعتبارية لجهودها ومساهماتها الرائدة في نشر اللغة العربية والتعريف بها عالمياً إلى جانب ما قدّمته من خيارات معرفية وفكرية وثقافية أثرت الحِراك الثقافي على المستويين العربي والعالمي.
aXA6IDEzLjU4LjQwLjE3MSA= جزيرة ام اند امز