الإمارات تستضيف قمة اللغة العربية الثلاثاء.. "اللغة وصناعة الهوية"
تستضيف الإمارات يومي 20 و21 ديسمبر/ كانون الأول، الدورة الأولى من قمّة اللغة العربية، بمشاركة نخبة من الأدباء والمفكرين والأكاديميين.
وتعقد القمة تحت رعاية الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، وتنظّمها وزارة الثقافة والشباب بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وذلك في منارة السعديات أبوظبي.
وتناقش هذه الدورة التي تقام تحت شعار "اللغة وصناعة الهوية"، آفاق تعزيز اللغة العربية ومكانتها في العوالم الجديدة عبر جلسات حوارية من خلال العديد من القضايا ذات الصلة، وتقدّم المزيد من التجارب والرؤى والأطروحات المميزة التي تستشرف مستقبل اللغة في مجتمعاتها العربية وفي عوالمها الجديدة.
وقالت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب الإماراتية، إن "اللغة العربية تشكّل ركيزة أساسية في بناء الأمة العربية ونهضتها، فهي المحور الأساس للهوية المجتمعية، والمنطلق الحقيقي للمعارف والخبرات، والآداب والفنون".
وأضافت: "لهذا حرصنا على تنظيم هذه القمّة بعد نجاح الدورة الافتتاحية منها والتي عقدت على هامش معرض إكسبو 2020 دبي في ديسمبر/ كانون الأول الماضي لنتابع ما خرجنا به من نتائج، ونبقى مطلعين على قضايا لغتنا العربية، منطلقين من شعار يسعى لتعزيز مكوّنات هويتنا المتصلة باللغة، وأن نطرح المزيد من الحلول والرؤى التي تخدم ترسيخ حضورها كلغة تواصل حضاري مع مختلف شعوب العالم".
وتابعت: "تستكمل هذه القمّة الجهود الكبيرة التي تقوم بها وزارة الثقافة والشباب، بالشراكة مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة في العالم العربي، لتقديم كلّ ما يلزم للمحافظة على اللغة العربية وتعزيزها في ظلّ التحديات التي تواجهها. فاللغة هي أهم مظاهر الحضارة العربية، والرابط الأصيل بين الماضي والحاضر، والركيزة الثقافيّة والفكريّة للشُعُوب العربية".
وأوضحت أننا "نسعى إلى تعزيز جهود نشر اللغة العربية وتمكينها، وتوسيع نطاق حضورها عالمياً باعتبارها لغة علم ومعرفة وثقافة، كما نحرص أيضا على رسم معالم حاضر اللغة ومستقبلها، من خلال مناقشة العديد من القضايا التي تسهم في إبراز أهميتها، وتقديم المزيد من التجارب التي تخدم إثراء مكانتها، وتطوير أدواتها، والارتقاء بها في شتى القطاعات المعرفية".
من جانبه قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية:" نتوجه إلى الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان بخالص الشكر والامتنان على رعايته المتواصلة لجهود تطوير اللغة العربية، كما نثمن دعم محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي لجهود مركز أبوظبي للغة العربية وبخاصة في تعاونه مع وزارة الثقافة والشباب لدعم اللغة العربية وقضاياها وتوفير مساحة حوار فاعل وبنّاء يشارك فيه نخبة من المفكرين والأدباء والأكاديميين العرب والأجانب من أجل الوصول إلى حلول فاعلة تدعم اللغة العربية وتعزّز حضورها كركيزة أساسية للهوية والثقافة العربية".
وأضاف: "تطرح القمّة هذا العام برنامجاً متكاملاً يسلط الضوء على أهم القضايا والجهود التي تخدم اللغة العربية وتعزّز حضورها، كما تمهّد القمّة الطريق نحو تقديم المزيد من الحلول التي تسهم في الارتقاء بمكانة اللغة وإبقائها لغة العصر والحوار مع مختلف الشعوب والحضارات الأخرى".
وتابع: "نحن في المركز نعتزّ بالتعاون مع الوزارة ونأمل أن نخرج هذا العام بالتوصيات التي تستكمل ما بنيناه وتراكم لدينا من الخبرات والتجارب لنرسّخ حضور اللغة العربية في الذاكرة الثقافية والاجتماعية، ونضمن قدرتها على مواجهة التحديات التي يفرضها العصر وأدواته، لتبقى للأجيال الجديدة ترِكة أصيلة تعزّز ارتباطهم بهويتهم المعرفية والفكرية العربية".
وتتضمن القمة خلال يومها الأول مجموعة من الجلسات الحوارية وورش العمل المتخصصة التي يشارك فيها نخبة من المفكرين والباحثين والمتخصصين العرب أبرزهم الناقد الأدبي والأكاديمي السعودي عبد الله الغذامي، الحاصل على جائزة شخصية العام الثقافية للدورة السادسة عشرة من جائزة الشيخ زايد للكتاب.
وتستضيف الإعلامية الإماراتية سماح العبّار، الغذامي في الجلسة الأولى التي تحمل عنوان "اللغة والهوية العربية" وتبحث في موضوع شعار القمّة هذا العام، وتسلّط الضوء على العلاقة بينهما وأهمية اللغة في تشكيل الهوية المجتمعية للمنطقة العربية ودورها باعتبارها حاضنة للكثير من المنجزات الحضارية.
كما يطرح اليوم الأول من القمة العديد من القضايا، إذ يستضيف في جلسة تحمل عنوان "صُنّاع الهويات في اللغات الأخرى" قامات أدبية وفكرية عربية وعالمية مثل: المفكر والروائي الفرنسي جيلبير سيونيه، والمفكّر والشاعر السوري اللبناني أدونيس، والدكتور محسن جاسم الموسوي، أستاذ اللغة العربية والدراسات المقارنة بجامعة كولومبيا في نيويورك، الحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها السادسة عشرة عن فئة "الثقافة العربية في اللغات الأخرى".
وتناقش الجلسة التي يديرها الدكتور سليمان الهتلان، تجارب الدبلوماسية الثقافية، وما يطلق عليه اصطلاحاً "دبلوماسية الشتات" من خلال تجربتين أدبيتين رائدتين لمبدعين من كبار مبدعي العرب في العالم العربي وبلاد المهجر، أصحاب الدور الريادي في إيصال المحتوى الأدبي والهوية العربية إلى العالمية فكراً وقيما، نثراً وشعراً. كما تسلط الجلسة الضوء على المعوقات والتحديات التي يجب تذليلها في الحوار مع الآخر، والتواصل معه.
وفي جلسة تحمل عنوان "اللغة والهوية والدراما العربية" تناقش القمّة مع مجموعة من نجوم الدراما العربية، الاهتمام المتزايد باستكشاف آفاق إبداعية جديدة لحضور اللغة العربية في الفنون والدراما بشكل خاص باعتبارها الإنتاج الإبداعي الأكثر تأثيراً والأقرب لجمهور المنطقة العربية والعالم.
ويشارك في الجلسة التي تديرها الإعلامية البحرينية الدكتورة بروين حبيب، الفنان السوري جمال سليمان، ومن دولة الإمارات الفنانان سميرة أحمد وأحمد الجسمي، رئيس مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني، حيث سيقدّمون رؤىً استشرافية، وتطرح تساؤلات عديدة تبحث في العلاقة بين الدراما واللغة والهوية، وآليات تعميق روابط الانتماء للهوية باعتبارها هوية حضارية وإنسانية من خلال الدراما والفنون.
ولمناقشة "مستقبل اللغة العربية"، تستضيف القّمة الدكتور نزار حبش، أستاذ علوم الحاسب الآلي في جامعة نيويورك أبوظبي، وسعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية بالإنابة، ضمن جلسة تديرها أسماء صديق المطوع، مؤسسة ومديرة صالون الملتقى الأدبي.
وتتناول الجلسة الحديث عن مستقبل اللغة العربية من خلال الفنون، والآداب، والعلوم والتكنولوجيا، وتناقش مجموعة من القضايا أبرزها كيف يمكن للغة العربية أن تزدهر بازدهار آدابها، وفنونها، وعلومها، وما هو مستقبلها في عصر التكنولوجيا؟ وغيرها من المحاور.
كما تتطرق أعمال القمّة وضمن عنوان "استعراض تقرير حالة المناهج"، لرصد نتائج تقرير حالة المناهج الصادر عن مركز أبوظبي للغة العربية، والأبعاد الإيجابية التي خرج بها، وتحديات قطاع التعليم المسؤول عن بناء المجتمعات وتنمية مهارات أجيال المستقبل.
ويشارك في الجلسة الدكتورة هنادا طه، أستاذ كرسي اللغة العربيّة في جامعة زايد، والدكتور محمود البطل، أستاذ في دائرة اللغة العربيّة ولغات الشرق الأدنى في الجامعة الأمريكية في بيروت، والدكتور خليل الشيخ، مدير إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في مركز أبوظبي للغة العربية.
وتحاورهم الدكتورة ميساء راشد غدير في العديد من القضايا من بينها آليات التعامل مع مخرجات التقرير، والإضاءة على تجارب رائدة في تعليم اللغة العربية في عوالمها والعوالم الجديدة وغيرها.
وتتواصل أعمال القمة في يومها الثاني، لتبحث في جلسة بعنوان "الخط العربي والأنماط الحداثية" مكانة الخطّ العربي في ظل تجلياته التقليدية والحداثية العديدة في الفنون والعمارة، وتأثيره في التواصل الحضاري والإنساني، ودوره في التعبير عن الهوية العربية وقيمها الجمالية.
ويشارك في الجلسة الدكتور أنطوان أبي عاد، أستاذ مساعد في كلية الفنون والصناعات الإبداعية في جامعة زايد، وسارة العارف، مدير تنفيذي للقسم الإبداعي في شركة توثيرد، يحاورهما الإعلامي إبراهيم استادي.
وللشعر نصيب مما تطرحه القمّة حيث سيبحر جمهور الحدث نحو آفاق القصيدة وعذوبة الكلمات من خلال أصبوحة شعرية تحلّق في فضاءات الإبداع الشعري والإنتاج الجمالي للغة العربية، مستحضرة ما قاله الشاعر الفلسطيني محمود درويش "أنا لغتي.. أنا ما قالت الكلمات: كنّ".. مستضيفة الشعراء روضة الحاج من السودان، والشاعر العراقي علي جعفر العلاق، والشاعر التونسي مُنصف الوهايبي، وتدير الأصبوحة الشاعرة والإعلامية اللبنانية نادين الأسعد.
وفي جلسة بعنوان "اللغة العربيّة في عوالم جديدة" تبحث القمّة في حضور اللغة العربية ضمن عوالم غير الناطقين بها، لتقدّم للجمهور فرصة التعرّف إلى جماليات اللغة العربية، ومكانتها العالمية الثريّة، وتقيس مدى حضورها، وآليات تقريبها إلى المجتمعات الناطقة بغيرها.
ويتحدّث في الجلسة التي تديرها الدكتورة والباحثة الأكاديمية مريم الهاشمي، المستشرق الهولندي مارسيل كوربر شوك، وموريس بوميرانتز، رئيس برنامج الأدب والكتابة الإبداعية في جامعة نيويورك أبوظبي، والدكتور كاشف جمال، أستاذ في مركز الدراسات العربية والإفريقية في جامعة جواهرلال نهرو- نيودهلي – الهند.
وبما يعزّز من تلاقي الفنّ مع اللغة وإيقاعات الموسيقى، تستضيف القمّة في ختام أعمالها الفنانتين اللبنانية ولاء الجندي، والسعودية أروى، ضمن جلسة تحمل عنوان "اللغة والموسيقى العربية" يحاورهم خلالها الفنان الإماراتي ياسر النيادي في العلاقة الوثيقة التي تربط اللغة والموسيقى العربية، وإرثها الحضاري العريق الذي يمتدّ إلى أكثر من ألف عام، والذي استطاع أن يقدّم فنّاً راقياً استلهم جمالياته من اللغة وخصوصية الهوية العربية في بنائه لجسور التواصل الخلّاق مع مختلف الحضارات والشعوب.
وستناقش القمّة العديد من المحاور الأخرى أبرزها التوصيات الصادرة عن تقرير "حالة اللغة العربية ومستقبلها" الذي أصدرته وزارة الشباب والرياضة الإماراتية في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2020 والذي يمثّل إطاراً لترسيخ اللغة العربية لغةً للعلم والمعرفة والهويّة، كما يشكّل التقرير حجر الأساس للأجندة الوطنية للغة العربية وأهدافها وأولوياتها المرتبطة مع مئوية دولة الإمارات.
وتعدّ القمة منصة دولية تخدم قضايا اللغة العربية، وحدثُ يسهم في تعزيز حضورها، ومكانتها، وآدابها وفنونها، ويقدّم مقاربة جديدة تساعد في تطوير أساليب استخدام اللغة العربية وتمكينها بوصفها وسيلة للتواصل واكتساب المعرفة.
كما تشكل قمة اللغة العربية منصّة معرفية وثقافية تجمع تحت مظلّتها خبراء اللغة في جميع المجالات، لرسم مستقبل العربية بناء على القراءة الدقيقة للتحديات الراهنة.