خبراء: لقاء السيسي وترامب صفعة للإخوان
خبراء سياسيون أكدوا أن الرئيس المصري لديه رؤية واضحة لمواجهة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الإخوان الذي يسعى للظهور مجددا.
قال خبراء سياسيون إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لديه رؤية واضحة لمواجهة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الإخوان الذي يسعى للظهور مجدداً بعدما مني بخسائر فادحة في السنوات الأخيرة في مصر وعدد من دول المنطقة.
يأتي ذلك في الوقت الذي أشاروا فيه إلى أن لقاء الرئيس المصري ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، بمثابة صفعة قوية للإخوان.
وخلال لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك، أمس، أرجع السيسي الاضطرابات التي يشهدها الشرق الأوسط إلى مساعي ما يسمى بـ"تيارات الإسلام السياسي" للسيطرة على الحكم، قائلاً: "الإسلام السياسي يسعى للوصول إلى السلطة في بلادنا ويؤثر على استقرار المنطقة الحقيقي".
وأكد السيسي أن الرأي العام في مصر لن يقبل بأن تحكم هذه التيارات الإرهابية، ورفضها عندما تولوا السلطة لمدة عام.
ويشير السيسي إلى أن جماعة الإخوان التي صعدت للحكم في مصر عام 2012، عبّر الرئيس الراحل محمد مرسي، الذي عزل عن الحكم بثورة شعبية، نتيجة سياسات جماعته الإرهابية.
رؤية شاملة لمواجهة الإرهاب
قال حامد المسلمي، الباحث في شؤون الإرهاب وحركات الإسلام السياسي "منذ وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الحكم (عام 2014) وهو يحذر من الدور السلبي لتلك التيارات في نشر الفوضى في مصر ومنطقة الشرق الأوسط".
وأوضح المسلمي، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن الرئيس المصري حمل رؤية واضحة لمواجهة تلك التيار، أشار إليها في خطابه أمام القمة الإسلامية الأمريكية في الرياض في مايو/أيار 2018، التي مثلت استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب.
وأضاف المسلمي أن رؤية السيسي تقوم على عدة محاور؛ أهمها مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز، ومواجهة كل أبعاد ظاهرة الإرهاب فيما يتصل بالتمويل والتسليح والدعم السياسي والأيديولوجي.
مشيراً إلى أن الإرهابي ليس فقط من يحمل السلاح وإنما أيضاً من يدربه ويموله ويسلحه ويوفر له الغطاء السياسي والأيديولوجي، وكذلك تتضمن رؤيته، وفقاً للباحث السياسي، محاربة مساعي تجنيد مقاتلين جدد من خلال مواجهة الفكر الأيديولوجي لتلك الجماعات واستعادة وتعزيز وحدة واستقلال وكفاءة مؤسسات الدولة الوطنية في العالم العربي.
وأكد أنه منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو يثمن الجهود المصرية في هذا الاتجاه ويدعم كل المساعي المصرية سواء في محاربة الإرهاب والعمل على استقرار المنطقة أو التنسيق حول الملفات الأخرى.
من جانبه، يرى الباحث في شؤون تيارات الإسلام السياسي، عمرو فاروق، أن الحديث الذي دار بين الرئيس المصري ونظيره الأمريكي يمثل مدى التفاهمات بينهما حول الرفض التام لإعادة تنظيم الإخوان للمشهد السياسي في المنطقة العربية وإعادة سيناريو الفوضى.
وأشار فاروق خلال حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أن تصريحات الرئيس السيسي تحمل رسالة رافضة قوية لمساعي الإخوان وضغطها المستمر في إتمام قضية المصالحة، والإفراج عن مساجين الإخوان، ودورها في محاولة تهييج الرأي العام المصري والعربي من خلال تحقيق أهدافها.
وأوضح فاروق أن حديث ترامب حول المظاهرات الأخيرة في مصر، باعتبارها مجرد نوع من الفوضى التي تستهدف الاستقرار في الداخل المصري، تمثل صفعة قوية في وجه الجماعة وقيادات التنظيم الدولي الذين اعتقدوا أن الإدارة الأمريكية ستبرر تحركاتهم الفوضوية.
ولفت فاروق إلى أن تنظيم الإخوان يراهن على دعم دوائر صنع القرار الأمريكي في صراعها مع النظام المصري، ومحاولاتها المستمرة في إشعال الأوضاع والاضطرابات، لا سيما الفترة الأخيرة، بهدف إسقاط الدولة المصرية.
وأكد فاروق أن لقاء الرئيس ترامب مع الرئيس السيسي، رسالة قوية للجماعة بدعم الإدارة الأمريكية للنظام المصري الحالي، ورفضها التام لمساعي الإخوان في تصدرها للمشهد السياسي في مصر، وتقديم نفسها على أنها جماعة سياسية سلمية.
وتوقع فاروق أنه ربما يكون هناك خلال الأيام المقبلة تحريك لملف تصنيف الإخوان على قوائم الإرهاب الدولي من قبل الإدارة الأمريكية والكونجرس.