دعوة مصر لاجتماع عربي طارئ.. هل يردع الأفعى التركية؟
خبراء سياسيون وحقوقيون توقعوا أن تسعى مصر إلى تمرير عقوبات عربية على تركيا بقطع العلاقات معها، وإيصال الصوت العربي إلى مجلس الأمن
تلقت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية طلبا من وفد مصر لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا، عبر تقنية "الفيديو كونفرانس".
وقال السفير حسام زكى، الأمين العام المساعد للجامعة، إنه يجرى حاليا التنسيق مع رئاسة الدورة الحالية (سلطنة عمان) لتحديد موعد الاجتماع، والمتوقع له أن يكون خلال الاسبوع المقبل، بعد أن حصل الطلب المصرى علي التأييد المنصوص عليه في النظام الداخلي من جانب عدة دول.
ويرى خبراء سياسيون وحقوقيون أن الانتهاكات التركية أصبحت تهدد دول الجوار الليبي بظهور الرغبة التركية في إقامه قاعدتين عسكريتين في الوطية وفي مصراته (غرب ليبيا) وكذلك قيام تركيا بالتنقيب غير القانوني عن الغاز في شرق المتوسط.
واتفق الخبراء في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية" على أن تركيا تعمل على استنزاف ثروات ومقدرات الليبيين وهو ما تكشف في الاتفاقات التي عقدت مؤخرا لإدخال شركات تركية لإنشاء محطات توليد الطاقة وغيرها، لسرقة الأموال الليبية ودعم الليرة التركية.
وتوقع الخبراء أن تسعى مصر إلى تمرير عقوبات عربية على تركيا بقطع العلاقات معها، وإيصال الصوت العربي إلى مجلس الأمن باعتبار أن الجامعة هي كونفيدرالية لها صوت مسموع في المجتمع الدولي.
وحدة وسيادة ليبيا
يرى المستشار حامد فارس، الخبير في الشؤون العربية، أن طلب مصر من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لبحث الأوضاع في ليبيا يأتي في ظروف استثنائية تمر بها المنطقة العربية بأكملها وليبيا على وجه الخصوص.
وتابع فارس، وهو مستشار سابق للجامعة العربية، أن هذا الاجتماع يأتي أيضا في ظل تزايد وتصاعد وسيله التدخل التركي فيها وأصبح التواجد التركي يمثل تهديدا صريحا ليس لليبيا فقط بل لدول الجوار.
وأضاف فارس في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية: أن مصر وتونس والجزائر أصبحوا مهددين بظهور الرغبة التركية في إقامه قاعدتين عسكريتين في الوطية وفي مصراته وكذلك قيام تركيا بالتنقيب عن الغاز في شرق المتوسط ومحاوله أخذ مالا تملك بفرض سياسة الامر الواقع على الجميع.
وأشار إلى أن مصر ستسعى إلى تمرير إعلان مبادرة القاهرة لحل الأزمة الليبية وهي المبادرة الذي توافقت عليها أغلب الدول الإقليمية والدولية لكون هذه المبادرة شاملة وجامعة لحل المشاكل والمعوقات بين الفرقاء الليبيين.
ورجح فارس أن تكون مخرجات هذا الاجتماع "التاكيد على الالتزام بوحدة سيادة ليبيا وسلامة أراضيها وعلى رفض التدخل الخارجي التركي أيًّا كان نوعه ودعم العملية السياسيو وفقا للمبادرة المصرية ومؤتمر برلين وأهمية أن يكون لدور لدول الجوار الليبي دور قوي وفعال لحل الأزمة الليبية".
ونوه إلى أنه سيتم العمل على الاتصال بكافه الأطراف الدولية المعنية بالأزمة الليبية بما فيها التنسيق مع الأمم المتحدة لصنع مواقف إيجابية ومتسقة لحل الأزمة ومنع أى تدخل عسكري خارجي في ليبيا يهدد السلم والأمن الدوليين، في إطار السعي نحو حل ليبي ليبي ورفع تقارير دورية لمجلس الجامعة لمتابعة تنفيذ هذه القرارات.
الاحتلال التركي
"الجزء الغربي من ليبيا تحول إلى ولاية عثمانية، بالإضافة إلى تعالي النغمة عن وجود ليبيين من أصل تركي والتدخل التركي السافر لاحتلال ليبيا بذريعة هذا الإدعاء" هكذا يرى الدكتور محمد الزبيدي أستاذ القانون الدولي الليبي
وتابع الزبيدي في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" أن ذلك تزامن مع خطاب الكراهية والتحريض ضد القبائل العربية الليبية، ولا يستطيعون حكم بلادهم إلا من خلال الجالية التركية.
وأضاف أن هذه التحرك المصري العربي مهم لكي لا تسقط ليبيا في يد المحتل التركي الذي بدء في تفعيل اتفاقية التعاون الأمني مع حكومة فايز السراج والتي تقتضي إنشاء قواعد تركية على الأراضي الليبية.
واستطرد: تركيا بدأت فعليا في إرسال قواتها إلى ليبيا بحجة نزع الألغام، كما أرسلت العديد من قواتها إلى قاعدة الوطية الليبية قرب الحدود التونسية.
وأضاف: الاتفاقية الأمنية بين السراج أشارت في السطر الثاني من ديباجتها إلى الاتفاقية الأمينة المعقودة سنة 2012 والتي منحت تسهيلات عسكرية وقواعد عسكرية لتركيا في المنطقة الشرقية - على الحدود مع مصر".
ونوه إلى أن الأتراك بدؤوا فعليا في إنشاء قاعدة بحرية في مصراتة، بتحويل أحد مواني المدينة الخمسة إلى قاعدة بحرية تركية.
وأشار إلى أن تركيا تعمل على استنزاف ثروات ومقدرات الليبيين وهو ما تكشف في الاتفاقات التي عقدت مؤخرا لإدخال شركات تركية لإنشاء محطات توليد الطاقة وغيرها، لسرقة الأموال الليبية ودعم الليرة التركية.
دور مصري فاعل
من جانبه يرى الحقوقي والسياسي الليبي، محمد صالح جبريل اللافي، أن الدور السياسي المصري الفاعل في المنطقة والقراءة الصحيحة للسياسة المصرية وقراءة المشهد والمدى الذي تقوم به تركيا هو ما يدفع لضرورة عقد هذا الاجتماع لإيجاد حل للتدخل التركي الذي يهدد المنظومة العربية بالكامل.
وتابع في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن الهدف التركي من دعم المليشيات أصبح واضحا أمام الجميع بزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو ما يضر دول الجوار وأيضا دول الجنوب الأوروبي، إضافة إلى التوغل في المتوسط والسيطرة على ثرواته.
وأشار إلى أن الدول العربية أيقنت أن تركيا تريد التمدد وأنه إن لم تتصدى لهم فإن اليوم ليبيا، وغدا قد تكون أي دولة أخرى تحت الانتهاكات والاحتلال التركي.
ويرجح اللافي أن تكون الخطوة التالية للجامعة العربية، نقل الملف الانتهاكات التركية في ليبيا، إلى مجلس الأمن الدولي، لاتخاذ تدابير خاصة أن ليبيا لا تزال تحت الفصل السابع، وحماية للمدنيين، ودفاعا عن سيادتها المنتهكة من قبل تركيا.
وتوقع أن تسعى مصر إلى تمرير عقوبات عربية على تركيا بقطع العلاقات معها، وإيصال الصوت العربي إلى مجلس الأمن باعتبار أن الجامعة هي كونفيدرالية لها صوت مسموع في المجتمع الدولي.