خبراء صينيون ينصحون بفرض ضرائب على الروبوتات
الخبراء قالوا إن التوسع المخيف في صناعة الروبوتات والذكاء الاصطناعي أصبح أمرا يهدد بالقضاء على البشر، وهو حقيقة لا يمكن إنكارها.
منذ عام 2013 على الأقل، حققت الروبوتات الصناعية في الصين أعلى معدل استخدام في العالم، بينما ارتفعت صناعة الروبوتات في العالم بنسبة 32% بين عامي 2010 و2015، وهي سرعة يمكن وصفها بأنها "مذهلة"، في حين ارتفعت صناعة الروبوتات في الصين وحدها بنسبة 230%، مما يترك بقية العالم وراء ذلك بكثير.
ويرى الخبراء الصينيون أنه استنادا إلى هذا الواقع، يجب علينا كبشر أن نفكر في الآثار التي ستترتب على تلك الطفرة الكبيرة في صناعة هذه الروبوتات على المجتمع والاقتصاد العالمي.
ومما لا شك فيه أن هذا التوسع المخيف في صناعة الروبوتات والذكاء الاصطناعي أصبح أمرا يهدد بالقضاء على البشر، وهو حقيقة لا يمكن إنكارها.
ويظن الخبراء أنه من الصعب توقع "قانون التغيير التكنولوجي"، على سبيل المثال، إذا قرأت مقالا يقول إن الروبوت قد يخلق اختراقا في مجال ما، ولكن لا تزال هناك صعوبات تقنية، بعد بضعة أيام، تكتشف أن روبوتا جديدا قد تم تطويره بالفعل لمعالجة هذه الصعوبات، ولذلك فإن سرعة تطوير الروبوت تحدد سرعة التغير التكنولوجي، وإبدال العمال البشريين سيكون غير مسبوق خلال فترة وجيزة للغاية.
وذكرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية أنه في البداية عندما بدأت عملية إبدال البشر بالآلات، كان ذلك بمثابة تقدم مذهل، وبالنسبة للبشر، كان استخدام الآلات بلا شك أمرا جيدا ومربحا، ولكن مع مرور الوقت، عندما بدأت الآلات تكتسب الخصائص البشرية، مثل الكفاءة المعرفية، وتخزين المعلومات، ومهارات التعلم، أصبحت تتمتع بقدرات تفوق القدرات البشرية.
وقالت الصحيفة في مقال نشرته: إنه في الوقت الحاضر أصبحت الروبوتات لا تشكّل مجرد بديل للعمال فحسب، بل أصبح يمكنها القيام تقريباً بجميع الوظائف التي يمكننا القيام بها، وأن عاجلا أو آجلا سوف نرى الروبوتات ذات الذكاء العاطفي، والتي يكون بإمكانها اتخاذ القرارات على أساس المفاهيم الفلسفية.
ولذلك يقول الخبراء إنه في المستقبل سوف تتمكن الروبوتات على الأرجح من القيام بكل ما يمكننا القيام به الآن، وإنه لن يكون من المنطقي أن نطلق عليهم لقب "الآلات".
كما يرى الخبراء الصينيون أن هناك الكثير من النقاشات التي لا داعي لها في الوقت الحاضر، ففي الماضي، كنا نتساءل باستمرار عما إذا كانت آثار الروبوتات على العمالة حقيقية ومدى ضررها، ويبدو أن هذه المناقشة أصبحت تافهة اليوم، فإن تأثير الروبوتات علينا أمر لا مفر منه، إلا أنهم نوهوا إلى أن ما يجب معرفته في الوقت الحالي هو أي من الروبوتات التي سيكون لها النفوذ الأكبر، في محاولة لمعرفة كيفية التعامل معها، وليس كيفية وقفها، فالمقاومة على حال من الأحوال لن تكون مجدية.
وأضافوا أنه ليس خياليا أبداً أن نفترض أنه في ظل سيادة الروبوتات، سيضطر البشر إلى التسول للحصول على الطعام؛ لأنهم لن يكون لديهم أي وظيفة يقومون بها أكثر من ذلك. هذه ليست مزحة، ومن المرجح جدا إذا لم يصبح البشر استباقيين، أن يضطروا للتسول من الروبوتات في فترة ليست ببعيدة.
وفي إشارة مهمة قال الخبراء: "مع ذلك، نحن من قمنا باختراع الروبوتات، إذاً نحن أذكياء بما فيه الكفاية، يمكننا تغيير التسول من الروبوتات إلى فرض ضرائب عليهم".
وأخيراً حذر العلماء من أن الصين قد شهدت أسرع معدل نمو للروبوت على الإطلاق، وسوف تتعرض قريباً لأكبر تأثير للروبوتات. ولذلك، يتعين على الصين اتخاذ الاحتياطات الاستباقية وتوفير خيارات السياسة المناسبة.
وفي الوقت نفسه، يجب على الاقتصاديين أن يطالبوا بتطوير نظريات اقتصادية جديدة للتعامل مع ما يمكن أن تجلبه الروبوتات على المجتمع البشري، قبل فوات الأوان.