الأسواق العالمية تترقب قرارات "المركزي الأمريكي".. هذه توقعات الخبراء
تترقب أسواق العالم والمستثمرون صدور قرارات لجنة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عقب انتهاء اجتماعها يومي 27 و28 من أبريل/نيسان الجاري.
تشمل القرارات المرتقبة بيان أسعار الفائدة الأمريكية ثم تعليق محافظ البنك جيروم باول، على القرارات من خلال مؤتمر صحفي يعقب القرارات، والتي سيكون لها تأثير قوي على تحركات الدولار بسوق العملات، ومن ثم التأثير على كافة الأصول الأخرى وأسعار صرف عملات الأسواق الناشئة بشكل ملحوظ.
الوضع الاقتصادي
خلال الاجتماع الأخير لبنك الاحتياطي الفيدرالي في مارس/آذار الماضي، توقع المركزي الأمريكي حدوث قفزة سريعة في النمو الاقتصادي مع انحسار أزمة كورونا، بتسجيل نمو قدره 6.5% هذا العام، وتراجع معدل البطالة إلى 4.5% بنهاية السنة، مقارنة مع نمو متوقع 4.2%، وبطالة بنسبة 5% في تقديرات اجتماع ديسمبر/ كانون الأول.
وبات من المتوقع أن تتجاوز معدلات ارتفاع الأسعار هدف مجلس الاحتياطي البالغ 2 في المئة هذا العام، لتصل إلى 2.4% بنهاية 2021، ثم تتراجع في 2022، وفق محضر الاجتماع.
على الرغم من هذه التغييرات، كان متوسط توقعات الاحتياطي الفيدرالي عدم رفع أسعار الفائدة حتى عام 2023، وجدد تعهده بإبقاء هدفه لسعر الفائدة قريباً من الصفر لأعوام مقبلة.
وقال الاحتياطي الفيدرالي إنه سيحافظ على هذا الموقف السهل حتى يعود الاقتصاد إلى التوظيف الكامل.
في الوقت نفسه، يشتري بنك الاحتياطي الفيدرالي سندات خزانة بقيمة 80 مليار دولار و40 مليار دولار من الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري لمساعدة الاقتصاد.
وأكد أنه سيواصل عمليات الشراء هذه حتى يكون هناك تقدم كبير آخر في الوصول إلى معدلات البطالة المنخفضة وأهداف التضخم الثابتة.
كما قال مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي إنهم سعداء بالتوجيه الحالي لسعر الأموال الفيدرالية وشراء الأصول.
سعر الفائدة
قررت لجنة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في اجتماع الشهر الماضي إبقاء هدف سعر فائدة ليلة واحدة في نطاق الصفر إلى 0.25%.
توقعات الخبراء
توقع الخبير الاقتصادي محمد العريان، أن يتبع الفيدرالي الأمريكي المركزي الأوروبي بالإبقاء على الفائدة والسياسة النقدية دون تغيير، وألا يتبع بنك كندا في تقليص حجم مشتريات السندات أو تعديل الجدول الزمني لرفع الفائدة.
ورجح أن يعدل الفيدرالي الأمريكي توقعاته للنمو الاقتصادي ولكنه سيتبعها بتحذيرات حول فيروس كورونا وحالة عدم اليقين، وأنه سيذكر الأسواق بأنه مستعد لبذل المزيد في حالة حدوث المزيد من المخاطر السلبية.
وتابع: سيقلل الفيدرالي من مخاطر ارتفاع التضخم، وارتفاعه بأعلى من المتوقع، وسيؤكد صعوبة العودة إلى السياسات النقدية الطبيعية خلال الفترة المقبلة.
هذا، وقالت كاثي بوستانسيك، كبيرة الاقتصاديين الماليين الأمريكيين في أكسفورد إيكونوميكس، إن السوق بنسبة 80٪ زيادة مقدارها ربع نقطة مئوية في عام 2022، وليس الآن.
فيما أشارت مذكرة بحثية صادرة عن شركة ماس للاستشارات إلى أن الأسواق حاليا هي من يقود وليس الفيدرالي.
وتوقعت ألا يغامر الفيدرالي بإزعاج الأسواق باتجاه رفع الفائدة، ولن يشير الى التخفيف من شراء الأصول على الأقل ليس الآن.
ولفتت ماس للاستشارات إلى أن الفيدرالي الأمريكي سيرفع توقعاته للنمو، وهو ما يعني استمرار شهية المخاطر، والتي ستؤدي إلى رفع العوائد على سندات الخزينة الأمريكية مجددا.
وتابعت: من المتوقع عودة العوائد على سندات الخزينة الأمريكية 10 سنوات إلى 1.75%، وهو ما يؤثر بالسلب على الذهب.
تأثيرات الفائدة الأمريكية على الأسواق الناشئة
تشير كاثي بوستانسيك، إلى أن سوق السندات يسبق في التسعير بزيادات أسعار أكبر وأسرع من الاحتياطي الفيدرالي، ما يعني ارتفاع أسعار العائد على السندات الأمريكية بشكل أسرع.
وتقول رضوى الشربيني، رئيسة قطاع البحوث ببنك الاستثمار فاروس، في تصريحات صحفية، إن أوضاع سوق أدوات الخزانة الأمريكي غير مستقرة، ويكون لها تبعات تتمثل في سحب استثمارات الأجانب من أسواق الدين ورأس المال الناشئة.
وأضافت أن البنوك المركزية في هذه الحالة تحافظ على جاذبية أسعار الفائدة على إصدارتها من السندات وأذون الخزانة بالعملة الأجنبية بزيادتها أو تثبيتها من أجل تعزيز تدفقات النقد الأجنبي، وتدعيم سعر الصرف.
وأكدت أن أي ارتفاع في أسعار الفائدة على إصدارات الأسواق الناشئة يؤدي إلى ارتفاع التكاليف التي تتحملها على الأموال الأجنبية.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xMzQg جزيرة ام اند امز