قضية خاشقجي سلاح طارئ في معركة موجودة أصلاً على الساحة الأمريكية منذ سنتين بين الجمهوريين حزب الرئيس وخصومه الديمقراطيين.
مصدر مجهول في الاستخبارات الأمريكية قال إن ولي العهد السعودي هو المسؤول، ومصدر آخر أيضاً بلا اسم في وزارة الخارجية نسب له أن هناك تقارير تدين السعودية في الجريمة، بعدها خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو ينفيان.
مواجهة إيران جعلها ترامب مشروعه السياسي الخارجي الرئيسي، وفعلاً بدأ فرض العقوبات حتى تقبل بوقف مشروعها النووي العسكري، وتنهي نشر الفوضى في سوريا ولبنان والعراق واليمن وأفغانستان وغيرها
التسريبات التي كانت تبدو ضمن حملة تبنتها بعض الصحف الأمريكية منسوبة لمجهولين في «سي آي إيه» ووزارة الخارجية وغيرها، بعد أن تقلصت تسريبات المسؤولين الأتراك، كلها دفعت البيت الأبيض للإعلان رسمياً عن وقوفه مع الحكومة السعودية، في الجدل حول مقتل جمال خاشقجي، الموقف يمكن أن يُقرأ على أنه رد على حكومتي قطر وتركيا، وضد خصومه في الحزب الديمقراطي، وضد الإعلام المضاد له، الحملة كانت تريد إحراج الرئيس الأمريكي وإجباره على موقف مختلف.
لهذا اختار ترامب أن يعلن عن موقف إدارته في بيان مكتوب وطويل وصريح، وحتى تصل الرسالة للجميع ظهر الرئيس نفسه أيضاً وتحدث أمام كاميرات التلفزيون عن بيانه، ثم ظهر وزير الخارجية أيضاً وأكد ما ورد في البيان، بذلك أجهض البيت الأبيض لعبة التسريبات والحرب النفسية والإعلامية.
وسبق لترامب أن أوضح موقفه القانوني؛ بأنه لا يوجد هناك ما يلزم الحكومة بالتدخل، فلا القتيل أمريكي ولا الأرض التي ارتكبت عليها أمريكية، فضلاً عن أنه غير مقتنع بالاتهامات، وأن السعودية دولة مهمة للولايات المتحدة، بذلك يحاول إسكات الأطراف الضاغطة، سواء في الكونجرس ومعظمهم من الحزب الديمقراطي المنافس، أو تركيا التي ردَّ عليها بنفس أسلوبها؛ حيث سرَّب معلومات لإحراجها بأنها تستخدم الجريمة للمساومة والحصول على تنازلات منه للإفراج عن مسؤول بنكي تركي متهم، أو تسليمها معارضاً مقابل إيقاف حملتها ضد السعودية.
قضية خاشقجي سلاح طارئ في معركة موجودة أصلاً على الساحة الأمريكية منذ سنتين، بين الجمهوريين حزب الرئيس وخصومه الديمقراطيين، وقد استخدمت فيها اتهامات شخصية ضد الرئيس وضد عائلته وضد مرشحيه، وآخرهم كان تعيينه قاضياً للمحكمة العليا، كما أن الضغوط المستمرة على ترامب بشأن السعودية سبقت قضية خاشقجي، أي الخلاف على دعم حرب اليمن، معارضو الرئيس يطالبونه بوقف التعاون الأمريكي مع السعودية والتحالف العربي في الحرب على المتمردين حلفاء إيران في اليمن، والآن تعود إلى الصورة الضغوط التي تطالب بمقاطعة السعودية، وتحديداً في مبيعات السلاح، والتعاون العسكري الاستخباراتي، وتزويد المقاتلات السعودية بالوقود في الجو.
ما هي مطالبهم؟ وقف الحرب في اليمن، وسحب القوات السعودية وحليفاتها منها، ترامب ظهر برد جديد، قال إن السعودية لا ترغب في الحرب، ومستعدة للانسحاب من اليمن الآن في حال سحبت إيران دعمها للحوثيين، لن يكون هناك منطق في الحديث عن منع السعودية دون إخراج إيران من اليمن، التي كانت وراء الانقلاب في اليمن منذ بداياته، مواجهة إيران جعلها ترامب مشروعه السياسي الخارجي الرئيسي، وفعلاً بدأ فرض العقوبات حتى تقبل بوقف مشروعها النووي العسكري، وتنهي نشر الفوضى في سوريا ولبنان والعراق واليمن وأفغانستان وغيرها.
نقلا عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة