إكسبو 2030.. الرياض اختيار العالم نحو تجربة أكثر استدامة على الإطلاق
فازت المملكة العربية السعودية بحق استضافة معرض "إكسبو 2030" العالمي.
وقد أعلنت الجمعية العامة للمكتب الدولي للمعارض، الثلاثاء 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، فوز المملكة العربية السعودية بتنظيم معرض "إكسبو 2030" في العاصمة الرياض، بعد اقتراع سري في العاصمة الفرنسية باريس.
وكانت المدن المرشحة لتنظيم الحدث العالمي الأبرز، إلى جانب الرياض، العاصمة الإيطالية روما، ومدينة بوسان في كوريا الجنوبية.
وشهدت الجمعية العامة الـ173 للمكتب الدولي للمعارض، تقديم العروض النهائية لمشروعات المعرض الخاصة بكل مدينة مرشحة للاستضافة.
وقدمت الدول المتنافسة ملفاتها عبر مقاطع فيديو ترويجية وكلمات لعدد من المشاهير والفاعلين في مجالات السياسة والفن والثقافة قبل أن يتم الإعلان عن الدولة الفائزة.
ويُعد معرض إكسبو، حدثاً عالمياً يقام كل 5 سنوات ويجذب ملايين الزوار واستثمارات بمليارات الدولارات.
وتنافست العاصمة السعودية، الرياض، مع نظيرتها الإيطالية روما، ومدينة بوسان الواقعة جنوب شرقي كوريا الجنوبية، على مدى أشهر قليلة مضت للفوز بأصوات الدول الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض، البالغ عددها 182.
وكانت أنظار العالم قد اتجهت، الثلاثاء 28 نوفمبر/تشرين الثاني، 2023، نحو العاصمة الفرنسية باريس، لإعلان اسم المدينة الفائزة بتنظيم معرض "إكسبو 2030"، من بين المدن الثلاث المتنافسة هي: الرياض، وروما، وبوسان.
ويختار المكتب العالمي للمعارض المدينة الفائزة، عبر الاقتراع الإلكتروني للدول الأعضاء الـ 182 وفق مبدأ صوت واحد لكل بلد، وفي خضم تنافس ملفات الدول الثلاث، كانت المملكة العربية السعودية الأوفر حظاً لاستضافة نسخة إكسبو 2030، لمعطيات عدة.
- قبيل COP28.. أصوات الاستدامة تنطلق من مؤتمر الشباب «COY18» في إكسبو دبي
- السعودية وأوزبكستان.. توقيع 20 مذكرة تفاهم واتفاقية بـ12.3 مليار دولار
تتويج لرؤية 2030 الطموحة
ويأتي فوز السعودية تتويجا لرؤية 2030 الطموحة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يهدف إلى تأسيس اقتصاد نوعي تنافسي.
والموضوع الرئيسي للرياض في إكسبو 2030 - حقبة التغيير: معًا نستشرف المستقبل- يعد بمثابة دعوة للتضافر والتعاون الدولي وبناء الخطط لتحقيق غدٍ أفضل، والتعامل بفاعلية مع التحديات والآفاق الناشئة عن عصر التغيير الذي يعيشه الكوكب.
وخصصت السعودية مبلغ 353 مليون دولار لتقديم الدعم لأكثر من 100 دولة نامية للمشاركة في معرض الرياض إكسبو 2030، بالإضافة إلى وعود القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية بتقديم المزيد من الدعم للدول ذات الحاجة، الأمر الذي يعبر عن التزام المملكة بتقديم نسخة استثنائية وغير مسبوقة من إكسبو.
وسيكون لدى السعودية نحو 70 ألف غرفة فندقية جديدة في الرياض خصيصًا للمعرض، ترتبط بمحطة قطار من مطار الملك سلمان إلى محطة القطار.
تجربة عالمية استثنائية.. عنوانها الاستدامة
ويهدف المخطط الرئيسي لمعرض الرياض إكسبو 2030، إلى معايشة زوار العالم لتجربة استثنائية في تاريخ معارض إكسبو.
سيقام المعرض بالقرب من مطار الملك سلمان الدولي الجاري تطويره حالياً ما يسّهل على الزوّار القادمين عبر المطار الوصول إلى موقع المعرض خلال دقائق معدودة، وذلك من خلال استخدامهم شبكة "قطار الرياض" التي تغطي كافة أرجاء مدينة الرياض، إلى جانب شبكة الطرق الحديثة، والتي تتصل بأحد مداخل المعرض الثلاثة.
وقد جرى تصميم أجنحة المعرض المقدّر عددها بـ 226 جناحاً ضمن تصميم يشبه الكرة الأرضية، ويتوسطها خط الاستواء؛ في توجه يضمن فرصاً متساوية لجميع المشاركين في المعرض.
وسيتم تحديد مواقع أجنحة الدول في المعرض بطريقة مرنة وفقاً لخطوط الطول لكل دولة وذلك في ترتيبٍ يجمع دولاً من شمال الكرة الأرضية وجنوبها في خطوة ترمز إلى الدور المهم الذي تلعبه المملكة في تسهيل التعاون بين دول العالم، ويضمن التصميم سهولة سير الزائرين بمسافاتٍ قصيرةٍ جداً للتنقل بين الأجنحة والساحات العامة والمرافق المخصصة للثقافة والابتكار، ومرافق خدمات الطعام بشكل سلس ومرن في ممرات مظللّة بالكامل ذات تصاميم من التراث المعماري المستوحى من تاريخ الرياض.
وفي ختام المعرض سيتم اختيار 100 دولة من أجل إعادة استخدام أجنحتها بما يخدم المدارس والعيادات ومراكز الأبحاث في بلدانها.
السعودية أعلنت سابقا عن هدفها لجعل معرض الرياض إكسبو 2030 أكثر معرض إكسبو استدامة وتأثيراً على الإطلاق، بما يتماشى مع التزاماتها المناخية، وهو هدف ينعكس بشكل واضح في المخطط الرئيس للمعرض الذي يقدم تصورات ترتبط بالمعايير العالمية للاستدامة، مثل تشجير المناطق الحضرية، واستخدام المياه المعالجة، وتوفير مصادر للطاقة الجديدة، إلى جانب إعادة استخدام الموقع بعد الانتهاء من فترة انعقاده وذلك بهدف تطوير نموذج حضريّ مبتكر يضمن الاستدامة، ويعزّز من الابتكار والإبداع في المملكة.