قناة السويس تتألق في "إكسبو دبي".. إيرادات قياسية وخدمات جديدة ورقمنة
نالت قناة السويس اهتماما كبيرا يليق بمكانتها الدولية خلال الحدث العالمي "إكسبو 2020 دبي"، بينما كشف المسؤولون بالمرفق عن خطط المستقبل.
وخلال فعالية احتضنها الجناح المصري في منطقة الفرص تحت عنوان "قناة السويس ودعم التجارة العالمية في ظل التحديات الراهنة"، أعلنت هيئة قناة السويس التي تشرف على المجرى الملاحي، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس التي تدير مناطق اللوجستيات والاستثمار، عن الخطط المستقبية لتطوير المرفق الدولي الهام.
إطلاق خدمات التموين
وأعلن المهندس يحيى زكي، رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، عن إطلاق خدمات تموين السفن والخدمات البحرية بالمنطقة الاقتصادية خلال الشهور المقبلة.
وأضاف زكي أن المنطقة تضع اللمسات النهائية لتفعيل هذه الخدمات ودراسة العروض التي قدمت إليها في هذا القطاع، لافتاً إلى أن الخدمات البحرية وتموين السفن هي أحد القطاعات المستهدف تحقيقها في استراتيجية المنطقة الاقتصادية 2020-2025، كما سيتم الإعلان عن مشروعات ستقام لصناعة الهيدروجين الأخضر داخل المنطقة في وقت قريب، بالتزامن مع استضافة مصر لقمة المناخ COP27 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
شريان يغذي التجارة العالمية
فيما قال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن الهيئة والشركات التابعة لها تمتلك إمكانيات وقدرات تنافسية.
وأكد استعدادية وجاهزية الهيئة للتعاون والاستثمار مع كل الشركات الأجنبية، مشيرًا إلى وجود 7 شركات في الوقت الراهن لديهم قدرات فائقة للعمل في صناعة وإصلاح السفن ومختلف المجالات، مثل المواد الغذائية.
وأفاد بأن هناك شركة التحدي لأعمال التكريك البحري والتي تم تأسيسها بشراكة مع شركة الجرافات الإماراتية وذلك بنسبة 51% لمصر و49% للشركة الإماراتية، ولفت إلى أن تلك الشركة تعمل بمشروعات وعمليات التطوير جنوب المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، كما أنها تعمل في تطهير وتكريك البحيرات المصرية بالكامل.
فيما أفاد "ربيع" بأن التحول الرقمي في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس آخذ في التصاعد، وهناك 5 خدمات قيد التشغيل الرقمي، وهي؛ العبور أو التسجيل الإلكتروني، الخدمات المقدمة في الترسانات، المناقصات، الخطوط الطويلة.
وهناك نحو 16 محطة مراقبة تواكب التحول الرقمي على طول القناة؛ وذلك لتسهيل حركة عبور السفن.
إتمام توسعة القناة في 2023
فيما أعلن رئيس هيئة قناة السويس، إنه من المتوقع الانتهاء من مشروع توسعة قطاعات من القناة بعد عامين من العمل في يوليو/تموز 2023.
وكانت الهيئة أعلنت عن التعجيل بخطط لتوسيع القناة بعد أن جنحت سفينة الحاويات إيفر جيفن وأغلقت الممر المائي لمدة 6 أيام العام الماضي.
وقال رئيس الهيئة أسامة ربيع على هامش الندوة "المشروع سيكتمل في 24 شهرا. بدأنا في يوليو 2021 وبإذن الله سننتهي في يوليو 2023".
وتمر السفن عبر القناة في قافلتين وقال ربيع إن تمديد القناة الثانية سيسمح بزيادة القدرة الاستيعابية للقناة بواقع 6 سفن لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى.
ومن المقرر وفقا للخطط المعلنة من قبل توسعة 30 كيلومترا في أقصى جنوب القناة وهي المنطقة التي جنحت فيها السفينة إيفر جيفن، وذلك بمقدار 40 مترا في اتجاه الشرق وزيادة عمقها من 66 قدما إلى 72 قدما.
وقال ربيع إن ذلك سيؤدي إلى تحسن قدرة السفن على المناورة بنسبة 28% في هذا الجزء الصعب من القناة. وأضاف أن هيئة القناة وشركاتها تتولى المشروع بالكامل.
7 مليارات دولار
وفي ذات السياق، قال رئيس هيئة قناة السويس في مقابلة مع تلفزيون الشرق إنه يتوقع بلوغ إيرادات القناة 7 مليارات دولار في 2022، مقارنة مع 6.3 مليار في 2021.
قناة خضراء
كما صرح الفريق أسامة ربيع بأن الهيئة تتخذ كافة الإجراءات والتدابير التي تكفل الإعلان عن قناة السويس "قناة خضراء".
وأضاف أن العمل جار للحد من الانبعاثات الكربونية للسفن العابرة من خلال تقديم حوافز متنوعة للخطوط الملاحية التي تراعي المعايير البيئية، وفقا لما نقلته عنه الصفحة الرسمية للهيئة على موقع "فيسبوك".
مركز صناعي ولوجستي
ومن جانبه، أكد المهندس يحيى زكي رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس على نجاح المنطقة الاقتصادية في تحقيق وتنفيذ مستهدفاتها في خطتها الاستراتيجية للخمس سنوات والتي تركزت على تحديد وخلق الفرصة في جذب الاستثمارات المتنوعة، مشيرًا إلى استهداف المنطقة الاقتصادية لنحو 15 قطاعا صناعيا ولوجيستيا تم تفعيل وتعاقد على أرض الواقع مع ثلاثة منهم، وهي صناعات البتروكيماويات التي تقام بالسخنة وصناعات مستلزمات عربات السكك الحديدية وكذلك المشاركة في خطة الدولة المصرية لاستراتيجية توطين صناعات السيارات، بجانب صناعة الهيدروجين الأخضر والخدمات البحرية.
وأضاف رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في كلمته خلال الفعالية الهامة بمعرض إكسبو دبي، قال: "في الواقع، لقد كان حلمنا ورؤيتنا دائمًا منذ الأيام الأولى من عام 2015، تحويل ممر قناة السويس من مجرد طريق شحن بحري إلى محور اقتصادي مهم يخدم التجارة العالمية ويعزز خريطة الاستثمار الدولية، بهدف جذب مختلف الاستثمارات في القطاعات المستهدفة".
وفي هذا السياق، وعلى مدى السنوات السبع الماضية، نفذت مصر العديد من المشروعات القومية الضخمة التي تقدم الكثير من الفرص الاستثمارية، وكانت مبارزة قناة السويس نفسها وإدخال المنطقة الاقتصادية على رأس هذه المشاريع التي تهدف إلى تحويل منطقة قناة السويس إلى منطقة مركز صناعي وتجاري ولوجستي يوفر إمكانات استثمارية ضخمة للشركات والدول في جميع أنحاء العالم.
المنطقة الاقتصادية لقناة السويس
المنطقة الاقتصادية لقناة السويس هي وجهة استثمارية واعدة بمساحة إجمالية قدرها 461 كيلومترا مربعا تشمل 4 مناطق صناعية و6 موانئ بحرية تقع حول الطريق البحري الدولي الرئيسي، قناة السويس.
وتعد المنطقة منصة جاذبة لعدة أنواع من الصناعات من خلال مناطقها المتكاملة من الموانئ والمناطق اللوجستية والصناعية المدعومة ببنية تحتية عالمية المستوى وشبكات المرافق من الطاقة الكهربائية وتحلية المياه وإمدادات المياه ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي بالإضافة إلى الاتصالات والغاز الطبيعي.
وتتمتع هذه المناطق المتكاملة في بورسعيد والسخنة بربط ممتاز بين الضفتين الشرقية والغربية لقناة السويس، وهو إنجاز آخر تديره هيئة قناة السويس من خلال إنشاء 6 أنفاق تحت القناة وكذلك الربط من خلال آلاف الكيلومترات من الطرق السريعة وشبكة الطرق الحديثة في جميع أنحاء مصر.
لقد تم ترجمة الدور التكاملي والمتناغم بين هيئة قناة السويس والمنطقة الاقتصادية في وضع استراتيجية مشتركة لتعزيز دورنا لمواجهة التحديات الحالية ودعم التجارة العالمية، هذا وتهدف استراتيجية 2020-2025 إلى خلق نسق متكامل يعتمد على الصناعة والشحن والخدمات اللوجستية، وتحويل المنطقة الاقتصادية إلى منصة قوية للتصدير إلى الأسواق العالمية وخدمة سلسلة التوريد للعالم بأسره بالإضافة إلى إمكانية الوصول إلى السوق المحلي.