الإمارات والطاقة الشمسية.. قصة النفط الأزرق ورهان الطاقة النظيفة
نجحت دولة الإمارات في تحويل تجربتها على صعيد الاستثمار في الطاقة الشمسية إلى إحدى أبرز التجارب العالمية نجاحًا.
مسجلة أرقاما قياسية وإنجازات غير مسبوقة، لتتحول الطاقة الشمسية إلى نفط جديد سيطول الاعتماد عليه خلال العقود المقبلة بالنظر إلى المشاريع الضخمة التي حولت لون الصحراء الأصفر إلى ألوان ألواح الطاقة الشمسية الزرقاء.
أرقام قياسية عالمية
وشملت تجربة دولة الإمارات في هذا الإطار إلى جانب كثافة وتعدد المشاريع العملاقة من حيث الحجم والطاقة المولدة، النجاح في تقليل تكلفة الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية، مرورًا بتسخير الطاقة الشمسية في خدمة مشاريع الصناعة المتقدمة.
وعلى مستوى التكلفة، حققت دولة الإمارات أرقامًا قياسية عالمية لأقل كهرباء مولدة بالطاقة الشمسية من حيث التكلفة خلال الأعوام الأخيرة، حيث سجلت خلال عام 2015 رقمًا قياسيًا بتكلفة 5.6 سنت أمريكي لكل كيلووات ساعة، ولاحقًا في عام 2016 سجلت رقمًا قياسيًا بسعر 2.99 سنت لكل كيلووات ساعة، وكلاهما في دبي.
أما الرقم القياسي الأخير فسجل في عام 2020 بقيمة 1.35 سنت أمريكي لكل كيلووات ساعة في أبوظبي لمشروع الظفرة للطاقة الشمسية ذي استطاعة 2 جيجاوات، وقد انخفضت التكلفة في وقت لاحق لتصل إلى 1.32 سنت أمريكي، وذلك حسب ماورد في تقرير "الهيدروجين من الخيال إلى الحقيقة" الصادر عن مؤسسة دبي للمستقبل.
إنجازات متدفقة
وتعمل دولة الإمارات على بناء محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، أكبر محطة مستقلة في العالم لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ضمن موقع واحد حيث ستستخدم ما يقارب 4 ملايين لوح شمسي لتوليد طاقة كهربائية كافية لما يقارب 160 ألف منزل في مختلف أنحاء الدولة.
ويقع المشروع على بعد 35 كيلومترًا تقريبًا عن مدينة أبوظبي وستدعم المحطة تنويع مصادر الطاقة المتجددة في أبوظبي من خلال رفع قدرتها الإنتاجية الإجمالية من الطاقة الشمسية إلى حوالي 3.2 جيجاوات، إضافة إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للإمارة بأكثر من 2.4 مليون طن متري سنويًا، أي ما يعادل إزالة نحو 470.000 سيارة من الطريق.
بدوره يمثل مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، والذي من المقرر أن تصل قدرته الإنتاجية إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030 حيث تشكل مشاريع المجمع أحد أهم مسارات استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي تهدف إلى توفير 75 في المائة من إجمالي القدرة الإنتاجية للطاقة في دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050.
وفي يناير الماضي وقعت هيئة كهرباء ومياه دبي وشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، اتفاقية للبدء بإنتاج الألمنيوم في مصهر الشركة باستخدام الطاقة النظيفة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، في إنجاز جديد يجعل دولة الإمارات أول دولة في العالم تنتج الألمنيوم باستخدام الطاقة الشمسية.
وستزود هيئة كهرباء ومياه دبي شركة الإمارات العالمية للألمنيوم بـ 560,000 ميجاوات ساعة من الكهرباء من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية سنويا، ما يكفي لإنتاج 40 ألف طن من الألمنيوم في العام الأول مع إمكانية التوسع بشكل كبير مستقبلا.. وستقوم شركة الإمارات العالمية للألمنيوم بتصدير الألمنيوم الذي يتم إنتاجه باستخدام الطاقة الشمسية للمتعاملين حول العالم.
وتواصل دولة الإمارات خطتها الطموحة في مجال الطاقة النظيفة واستغلال كافة مصادر الطاقة المتجددة مبكرا، وهو ما كان سببا في تدشين أول مفاعل سلمي لتوليد الطاقة النووية في المنطقة، في خطوة استباقية عززت من ريادتها في مجال الطاقة النظيفة، ضمن خطط استراتيجية لمكافحة التغير المناخي.