الثقافة الإماراتية في إكسبو 2020.. تراث وإبداع وإبراز للهوية
كشفت وزارة الثقافة والشباب، الأربعاء، عن أجندة مشاركتها في إكسبو 2020 دبي، المتضمنة مجموعة من المؤتمرات الإقليمية والدولية.
تهدف فعاليات وزارة الثقافة إلى التعريف بتنوع وثراء المشهد الثقافي وتعكس مدى تطور الإنتاج الإبداعي والفكري في الإمارات، وتعزز مكانتها مركزاً عالمياً في هذا المجال.
وتسعى وزارة الثقافة والشباب من خلال مبادراتها التي تتضمن قمماً ومهرجانات عالمية إلى توفير بيئة تدعم وتعزز الحوار البنّاء بين مختلف الثقافات والشعوب انطلاقاً من شعار المعرض "تواصل العقول.. وصنع المستقبل"، بحسب بيان صحفي.
وتستعرض الوزارة دورها الاستراتيجي في إثراء المشهد الثقافي، وتوفير مقومات النجاح كافة، وتبرز مساهمة الإمارات في تطوير الحركة الفنية والثقافية عالمياً، فضلاً عن بناء شبكة علاقات قوية مع المنظمات الإقليمية والدولية في هذا المجال.
كما تهدف الفعاليات التي تنظمها وزارة الثقافة في معرض إكسبو إلى إبراز الهوية الثقافية، والتراث الإنساني والحضاري لدولة الإمارات، وتسليط الضوء على تقدم بنيتها التحتية الداعمة للصناعات الثقافية والإبداعية وتطورها كإحدى ممكنات بناء الاقتصاد المعرفي المستدام، التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة الشاملة.
الإمارات وجهة عالمية
وقالت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب في الإمارات: "يمثل هذا المعرض فرصة للإضاءة على ما تتمتع به دولة الإمارات من تنوع معرفي وثقافي قائم على التسامح والتلاقي الإنساني والتواصل مع العقول والثقافات الأخرى؛ وهو إرث طالما شكل هوية معرفية للإمارات أرسى دعائمها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والآباء المؤسسون، ونهج سارت عليه قيادتنا الرشيدة على مدى الخمسين عاماً الماضية، وتتطلع من خلاله إلى الخمسين عاماً المقبلة، بما يعكس رسالة الإمارات الإنسانية والحضارية وقيمها المستمدة من موروثنا الثقافي".
وأضافت: "مشاركتنا في وزارة الثقافة والشباب في هذا الحدث الاستراتيجي تأتي انطلاقاً من رؤيتنا الهادفة إلى تكريس مكانة القطاع الثقافي والإعلامي والشبابي وتعظيم مساهمته كقطاع منتج وفاعل في الاقتصاد الوطني، من أجل النهوض بالصناعات الثقافية والإبداعية والاستثمار في قدرات الشباب وطاقاتهم وإبداعاتهم، الأمر الذي يكرس مكانة دولة الإمارات كوجهة عالمية في دعم الشباب والإعلام الحديث والثقافة والإبداع بكافة أشكاله".
المؤتمر العالمي للاقتصاد الإبداعي
تنظم الوزارة في إكسبو خلال الفترة من 7 إلى 9 ديسمبر 2021 "المؤتمر العالمي للاقتصاد الإبداعي"، وذلك بالتزامن مع احتفاء الإمارات بالسنة الدولية للاقتصاد الإبداعي من أجل التنمية 2021؛ حيث يسعى إلى مناقشة أفضل السبل الداعمة للابتكار والاستثمار في المشاريع الإبداعية، وتوفير الفرص الجديدة للنمو، وتمكين المواهب الإبداعية على المستوى العالمي.
ويركز المؤتمر على التحديات التي فرضتها جائحة كورونا على قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، وإقامة فرص جديدة تعزز من ريادة الأعمال الإبداعية، حتى تكون الثقافة وسيلة داعمة للتسامح والتماسك الاجتماعي، وتكريس مفهوم التعافي الشامل والتنمية المستدامة، حيث تعمل الوزارة على برنامج وطني لدعم المبدعين والمميزين والموهوبين، بما يجعل الإمارات وجهة رائدة وعالمية في هذا المجال.
وسيجمع المؤتمر العالمي للاقتصاد الإبداعي 2021 ممثلين عن الحكومات وصناع السياسات والمنظمات الدولية والخبراء ورجال الأعمال والمبدعين، حيث من المقرر أن يشهد عقد اجتماعين أحدهما لأصحاب الاقتصاد الإبداعي، والآخر اجتماع وزاري، وسيمثّل منصة للمهتمين بالاقتصاد الإبداعي وأصحاب المصلحة، لتبادل الأفكار ومواجهة التحديات ومناقشة الفرص الجديدة، وبناء شبكات لدعم نمو الاقتصاد الإبداعي العالمي.
جائزة ومهرجان البردة
وخلال الفترة من 19 وحتى 21 ديسمبر، تنظم الوزارة "جائزة ومهرجان البردة" بهدف تعزيز مكانة الإمارات كمركز ثقافي وحاضنة للفنون الإبداعية عبر جلسات حوارية متنوعة، ومعارض فنية، وعروض الأداء التي يشارك فيها نخبة من المفكرين والمبدعين في المشهد الثقافي من مختلف دول العالم، إذ سيوفر المهرجان منصة لتبادل الرؤى والأفكار، وتطوير مشاريع إبداعية مشتركة للاحتفاء بالثقافة الإسلامية، ويهدف إلى تعزيز مكانة الإمارات كمركز ثقافي وحاضنة للفنون الإبداعية عبر جلسات حوارية متنوعة، ومعارض فنية، وعروض الأداء يشارك فيها نخبة من المبدعين في المشهد الثقافي من مختلف دول العالم، بما يوفر منصة لتبادل الرؤى والأفكار وتطوير مشاريع إبداعية مشتركة للاحتفاء بالثقافة الإسلامية.
فيما تهدف الجائزة إلى تكريم المبدعين المتميزين في أربعة فنون إسلامية، هي الزخرفة، والخط التقليدي والحديث، والشعر النبطي والفصيح، والتصميم التيبوغرافي؛ حيث استقبلت الجائزة 1557 طلب تسجيل للمُشاركة في فئاتها الرئيسية وذلك من 56 دولة حول العالم.
قمة اللغة العربية
وتنظم الوزارة أيضاً "قمة اللغة العربية" تزامنا مع اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف 18 ديسمبر/كانون الأوَّل من كل عام، لمناقشة واقع اللغة العربية وتحدياتها، ومعيقات انتشارها في المجتمعات غير الناطقة بها، للخروج برؤية موضوعية لواقعها، كونها من ركائز الهوية وأهم أدوات التفاعل في المجتمعات العربية من جهة، و كونها وسيلة في الانخراط المعرفي نحو المعاصرة الواعية والمستقبل الواعد من جهة أخرى، ولإبراز الجهود الكبيرة التي قامت بها دولة الإمارات كوجهة عالمية للنهوض بلغة "الضاد"، وتعزيز مكانتها عالمياً، وذلك عبر منظومة مسارات لتطويرها، وتكريس أهمية العمل بها عبر مجموعة من المبادرات الفاعلة نظراً لما تمثله اللغة العربية من كونها تعد "قلب الهوية الوطنية"، والحفاظ عليها من الأولويات الاستراتيجية.
وتهدف القمّة التي تقام يومي 19-20 ديسمبر/كانون الأوَّل إلى مناقشة أهمّ قضايا اللغة العربية في مجالاتها وموضوعاتها المختلفة من خلال برنامج ثري سيتم الكشف عنه خلال الأيام المقبلة.
كما ستركّز القمة خلال جلساتها على جملة من الموضوعات أبرزها استشراف موضوعات النسخة الثانية من تقرير حالة اللغة العربيّة ومستقبلها الذي تصدره الوزارة بالشراكة مع المجلس الاستشاري للغة العربية ومناقشة أهم نتائج وتوصيات التقرير الأول الصادر في ديسمبر 2020، وبحث سبل التعاون لإطلاق مشاريع جديدة في مجال اللغة العربية وتطويرها.
اجتماع وزراء الثقافة العرب
كما تستضيف الوزارة "الدورة الـ 22 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي"، يومي 19 و 20 ديسمبر/كانون الأوَّل، والذي سيعمل على مراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية وتطويرها ويتناول التحديات التي تواجه الحفاظ على التراث الثقافي.
ويناقش توحيد الجهود العربية الاستراتيجية لتطوير منظومة الصناعات الثقافية والابداعية، ومجالات العمل المشترك لتعزيز التعاون الثقافي العربي مع مختلف الثقافات في دول العالم من خلال سلسلة من المبادرات والمشاريع المشتركة، كما يلقي الضوء على الجهود الكبيرة التي قامت بها دولة الإمارات في هذه المجالات.
ويأتي الاجتماع في إطار علاقات التعاون بين وزارة الثقافة والشباب في الإمارات والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، وتنفيذا لقرار الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي؛ حيث حقّق المؤتمر خلال دوراته المختلفة رصيدا مهماً من المكاسب والإنجازات، تشمل مجالات العمل الثقافي العربي المشترك. وفتح آفاقاً جديدة لبلورة خطط نوعية ومشاريع ثقافية ترفع الثقافة العربية إلى المنزلة التي هي بها جديرة بها.