إكسبو دبي 2020.. حوار عالمي يناقش أفضل السياسات لتمكين المرأة
نظّم الاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، السبت، حواراً حول عمل المرأة في القرن 21، في إطار زخم إكسبو 2020 دبي.
وناقش الحوار أفضل الممارسات في مجال السياسات العامة التي من شأنها تسريع تمكين المرأة، بمشاركة قادة عالميين في مجالات السياسة والأعمال والمجتمع وصناع تأثير لهم مساهماتهم في إحداث التأثير الإيجابي في المجتمعات حول العالم.
واجتمع المسؤولون الحكوميون وقادة الأعمال وسفراء النوايا الحسنة والمتخصصون في العلوم السلوكية ورواة القصص من جميع أنحاء العالم، في هذا الحوار العالمي الذي عقد بجناح المرأة في إكسبو 2020 دبي تحت مظلة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين بعنوان "المرأة والتقدم الوظيفي: كيفية تسخير كامل الإمكانات البشرية"، بهدف تسليط الضوء على المساهمة الإيجابية متعددة الأبعاد للمرأة في المجتمع، وإيجاد الحلول التي تكافح التمييز القائم على النوع الاجتماعي والصورة النمطية.
وركّزت النقاشات على دور الرجل في دعم التوازن بين الجنسين، إضافة إلى الإجراءات في السياسات العامة لترسيخ بيئات عمل صديقة للأسرة وأكثر مساواة لتحقيق التوازن بين الحياة العملية والحياة الأسرية للآباء العاملين، كما تم تسليط الضوء على الكيفية التي تضع بها الحكومات النساء في صميم برامجها للتعافي من جائحة "كوفيد-19" من أجل إعادة البناء بشكل أفضل، وإنشاء مجتمعات مرنة وشاملة للجميع.
ضمت قائمة المتحدثين أندريا ماتيو فونتانا سفير الاتحاد الأوروبي لدى الإمارات والمفوض العام للاتحاد الأوروبي في إكسبو2020 دبي، ومنى غانم المرّي نائبة رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، والأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود، الأمينة العامة لمؤسسة الوليد للإنسانية وسفيرة النوايا الحسنة والمناصرة لقضية المساواة، وكريستر نيلسون وزير دولة للتجارة الخارجية وشؤون دول الشمال في السويد، وماتيا ريبيتش وزيرة الدولة لوزارة العمل والأسرة والشؤون الاجتماعية وتكافؤ الفرص في سلوفينيا، وشتيفان شلوينينغ، رئيس وحدة في خدمة المفوضية الأوروبية لأدوات السياسة الخارجية، والدكتورة موزة الشحّي مدير مكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة لدول مجلس التعاون الخليجي، وفيرونيكا سكوينزي، الرئيس التنفيذي لشركة ماباي Mapei.
منصة مثالية
ووجهت منى غانم المرّي شكرها للاتحاد الأوروبي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة وشركائهما على تنظيم هذا الحدث الذي يعد منصة مثالية تجمع قادة وخبراء عالميين للانخراط في حوارات ملهمة لتحفيز الفكر الذي من شأنه تعزيز تأثير المرأة، مؤكدةً أن أحد الأهداف الرئيسية لمجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين يتمثل في تحويل المناقشات التي تجري خلال مثل هذه الأحداث الكبرى إلى شراكات فعالة وخطط ملموسة واستراتيجيات عملية للاستفادة من الإمكانات الكاملة للمرأة وتعزيز دورها الحيوي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية حول العالم.
وقالت المري: "أصبحت الحكومات حول العالم اليوم أكثر إدراكاً من أي وقت مضى بأن التمكين الاقتصادي للمرأة وتحقيق التوازن بين الجنسين أمران أساسيان للنهوض بالاقتصادات المستدامة وتحقيق تقدم في التنمية الوطنية وبناء مجتمعات مزدهرة، وبناءً على تجربتنا في دولة الإمارات، وتحديداً مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، عملنا على ترسيخ الحقوق الاقتصادية للمرأة من خلال الرجوع إلى التقارير العالمية وتطبيق أفضل الممارسات للمرأة في الاقتصاد، ومن خلال تضافر الجهود والتعاون المشترك، سنواصل إحراز تقدم مهم نحو تمكين المرأة في جميع أنحاء العالم".
نهج شامل
وفي معرض حديثها خلال الجلسة الأولى بعنوان "تمكين المرأة في جميع مراحل حياتهم المهنية"، قالت ستيلا رونر غروباتشيتش، سفيرة النوع الاجتماعي والتعددية للدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي: "لتحقيق تغيير دائم وتعزيز قيادة المرأة في صنع القرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، نحن بحاجة إلى نهج شامل ومتكامل، بما فيه إشراك الرجال والشباب، كما أننا بحاجة لتعزيز وعينا وقناعاتنا بأننا نريد أن تتغير الأشياء وعلينا أن نبدأ الآن".
السياسات العائلية
وتحدثت ماتيا ريبيتش وزيرة الدولة، وزارة العمل والأسرة والشؤون الاجتماعية وتكافؤ الفرص في جمهورية سلوفينيا في الجلسة الثانية التي أقيمت تحت عنوان "السياسات العامة الصديقة للأسرة وتقاسم أكثر إنصافاً لأعباء رعاية الأطفال"، حيث قالت: "تتمتع سلوفينيا بواحدة من أفضل السياسات العائلية في العالم. تدعم مشاريع مثل فَعِّل الأب لتشجيع مشاركة الوالدين وبالمساواة في تربية الأطفال ورعايتهم. وكذلك، وبفضل نظام رياض الأطفال المنظم بشكل جيد جداً، والذي يمكّن المرأة من الانتقال السريع لسوق العمل، تتمتع سلوفينيا بأكبر حصة من الأمهات العاملات بدوام كامل في الاتحاد الأوروبي منذ عقود، وفي الوقت ذاته تتمتع المرأة أيضاً بمستوى منخفض من الفجوة في الأجور".
وخلال الجلسة الثالثة التي عقدت تحت عنوان "إجراءات السياسات وتبادل أفضل الممارسات"، تحدث كريستر نيلسون وزير دولة للتجارة الخارجية وشؤون دول الشمال في مملكة السويد حول الدور المتقدم في السويد بهذا الشأن، قائلاً إن تمكين المرأة هو مفتاح التنمية المستدامة، وهناك أيضاً أدلة دامغة على أن المساواة بين الجنسين تعزز النمو الاقتصادي.
وأضاف أن لدى الحكومة السويدية حكومة نسوية تنتهج سياسة خارجية نسوية مع تركيز واضح على حقوق النساء والفتيات، والتمثيل، والموارد، وأن منظور النوع الاجتماعي في صميم كل أعمالنا، بما في ذلك السياسة التجارية.
وتابع: "المساواة بين الجنسين ليست مفيدة فقط للمجتمع، ولكنها مفيدة أيضاً للأعمال والتجارة".
وأقيمت الفعالية في جناح المرأة في إكسبو 2020 دبي بالتعاون مع كارتييه، وبالشراكة مع سفارات دول سلوفينيا وإسبانيا والسويد، إضافة إلى المفوضية العامة لإيطاليا في إكسبو 2020 دبي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
وقبل انعقاد الفعالية تم دعوة المشاركين في الحوار لحضور مأدبة غداء استضافها الدكتورة ليزلوت أندرسون سفيرة مملكة السويد لدى الإمارات، والدكتور أندريا ماتيو فونتانا سفير الاتحاد الأوروبي لدى الإمارات، وذلك في الجناح السويدي.
وتزامن ذلك أيضاً مع افتتاحهما معرض صور بعنوان "آباء إماراتيون" للمصور السويدي الشهير يوهان بافمان.
aXA6IDMuMTYuNzUuMTU2IA==
جزيرة ام اند امز