تمديد بعثة الأمم المتحدة بليبيا.. خبراء رجحوا وجود صفقة
أعلن مجلس الأمن الدولي، الجمعة، تمديد ولاية البعثة الأممية في ليبيا بالإجماع إلى 31 يوليو/تموز المقبل، بعد خلافات بين الأعضاء.
وتضمنت المناقشات خلافات حادة حول مصير البعثة الدولية إلى ليبيا، وتسمية المبعوث المرتقب، بعد استقالة المبعوث الأممي يان كوبيتش بعد أقل من عام من توليه المنصب، ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتقدمت بريطانيا بمشروع قرار لمجلس الأمن لتمديد ولاية البعثة الأممية في ليبيا لثلاثة أشهر بعد فشل تمرير مسودتين للتمديد 6 أشهر أو سنة.
وأوصى مشروع القرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بضرورة تعيين مبعوث أممي إلى ليبيا يرأس البعثة بعد فشل أعضاء المجلس الأمن في التوافق على تعيين مبعوث منذ استقالة المبعوث السابق يان كوبيتش.
صفقة خفية
وتعليقا على القرار يقول الخبير السياسي الليبي عز الدين عقيل إن هذا من أغرب الأسرار السياسية لهذه الفترة، فروسيا كانت قد هددت وبشكل كبير بأنها لن تمدد للبعثة ما لم يتم اقتراح مبعوث أممي جديد، ولا أحد يعرف ما الذي دفعها للموافقة على التمديد للبعثة لثلاثة أشهر أخرى، ربما تكون قد حصلت على صفقة ما بالنسبة لأزمتها في أوكرانيا.
وتابع في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن الموافقة على التمديد تعني الموافقة على بقاء ستيفاني وليامز بمنصب المستشار الأممي بصلاحيات مبعوث أممي وتمرير مخططاتها ومخططات التحالف الأنجلو ساكسوني.
ورجح أن يكون هنالك صفقة ما قد عقدت، في هذا الخصوص حتى توافق روسيا على التمديد، واستدرك "بالنسبة لليبيا فسواء تم التمديد أو لا فالبعثة الأممية جسد معطل تتناهبه القوى الدولية المختلفة"، وفق قوله.
وأردف أنه سواء ظلت البعثة أو لا فإن الولايات المتحدة وبريطانيا هما من يقرران كل شيء في ليبيا، بينما روسيا مشغولة في أزمتها في أوكرانيا.
وقال عقيل إن زيارة أنطونيو غوتيريش الأخيرة إلى موسكو ولقاءه الرئيس الروسي بفلاديمير بوتين قد يكون تضمن مناقشة التمديد للبعثة الأممية في ليبيا لـ 3 أشهر وهي المهلة الأقل والتي أعربت واشنطن عن انزعاجها منها كونها مدة غير كافية لإحداث أي شيء في الملف الليبي.
حل مؤقت
من جانبه قال الحقوقي الليبي أحمد حمزة إنه كان من المتوقع عدم التمديد لسنة كاملة لعمل البعثة الأممية بسبب حالة الانقسام الدولي جراء الحرب في أوكرانيا وتباين المواقف بين أمريكا وروسيا.
وتابع رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن هنالك خلافات دولية تجاه تعيين مبعوث أممي جديد لدى ليبيا، وكان القرار إبقاء الوضع على ما هو عليه مؤقتا.
ويرى حمزة أن بقاء منصب مستشار الأمين العام بشأن ليبيا هو الحل الأمثل في هذه المرحلة إلى حين التوافق على مرشح محدد يتولى مهمة رئاسة البعثة الأممية.
وقبل أشهر، منعت روسيا قرارا بتكليف الدبلوماسية الأمريكية السابقة ستيفاني ويليامز، بولاية البعثة بمدة قانونية كبيرة، وسمحت فقط بتمديد تكليفها بالإشراف عليها تحت مسمى "مستشارة الأمين العام"، حتى الاتفاق على مبعوث دولي رسمي.
وتتحفظ روسيا على تولي ستيفاني، قائلة إنها "طرف غير محايد يعمل من أجل مصلحة الولايات المتحدة وتنفيذ أجندتها في ليبيا"، وهو ما نفته الولايات المتحدة التي تصر من جانبها على تمديد عمل ستيفاني بشكل رسمي.