الجريمة في غرب وجنوب ليبيا تنذر بكارثة.. تصنيف صادم
ترتفع مستويات الجريمة في ليبيا وخاصة غرب البلاد وبعض المدن الحدودية بالجنوب، وذلك لانتشار المليشيات والمرتزقة.
ووضعت مؤسسة "GLOBAL INITIATIVE" العالمية، ليبيا بالمرتبة الرابعة عربيا، والعشرين عالميا، ضمن البلدان الأعلى في مستويات الجريمة المنظمة.
مؤشر الجريمة
واعتمد مؤشر المؤسسة في أحدث تقرير لها، عن ليبيا على عدة عوامل أبرزها: الاتجار بالبشر وغسل الأموال، وتجارة المخدرات، والجرائم المتعلقة بالحياة الحيوانية، والنباتية، وتهريب البشر، وتجارة السلاح.
وجاءت ليبيا في المرتبة الأخيرة عالميا من حيث درجة الصمود ضد الجريمة المنظمة، وهو مايعكس عدم قدرة الدولة على مواجهة آفة الجريمة.
وبيّن التقرير، أن الجهات الإجرامية التي بنيت عليها الدراسة هي الجماعات على غرار المافيا والشبكات الإجرامية والجهات الفاعلة التابعة للدولة، والجهات الأجنبية.
وتختلف أنواع المليشيات المنتشرة في غرب ليبيا، فمنها الذي يتبع أيديولوجيا دينية متطرفة مثل تلك التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي، وأخرى نشأت على أساس عرقي ومناطقي.
نوع ثالث من المليشيات تأسس لأسباب إجرامية بحتة كعصابات مسلحة، مثل مليشيات الاتجار بالبشر، وتهريب المهاجرين غير الشرعيين، وتهريب المخدرات والسلاح، وقطع الطرق، والخطف والابتزاز وغيرها.
ويأتي التقرير، وسط تأكيدات عسكرية تشادية بتسلل شباب بلادهم إلى ليبيا، من الذين يستخدمون كمرتزقة، وعندما يريدون العودة إلى ديارهم، لا يتمكنون بسبب تورطهم في أعمال قتالية.
وقال محافظ كانم التشادية، الجنرال عثمان إبراهيم جوما، في تصريح لجريدة "الوحدة إنفو" التشادية، أمس الخميس، إن هجرة الشباب من محافظته إلى ليبيا باتت تقلق السلطات.
وتناول جوما الإجراءات المتخذة على مستوى المحافظات لمحاربة هذه الظاهرة التي تشهد انضمام شباب من إقليمه الإداري إلى الجماعات المسلحة في جنوب ليبيا.
معاناة من غياب الأمن
وسبق أن أكدت تشاد والسودان صعوبة استقبال العناصر المسلحة والمتمردين من مواطنيهم الذين ينشطون في الجنوب الليبي؛ بسبب الأوضاع الداخلية الراهنة في بلادهم، حيث يتطلب احتواؤهم استعدادات أمنية كافية.
ويقول أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية جامعة درنة، دكتور يوسف الفارسي والباحث المختص بالشؤون الأمنية، إن معدلات الجريمة مرتفعة في ليبيا نتيجة غياب الأمن وانتشار المليشيات.
وأضاف الفارسي لـــ" العين الإخبارية" أن المليشيات والعصابات مسيطرة على المنطقة الغربية بشكل كبير وتمتهن التهريب والاتجار بالبشر والابتزاز، بالإضافة إلى الجنوب الذي يعاني من العصابات التشادية وتنظيمات داعش.
وتابع أن الجيش الليبي يواجه صعوبات كثيرة رغم محاولته للقضاء على تلك العصابات، خاصة مع من الرواتب من الحكومة السابقة برئاسة عبد الحميد الدبيبة ونقص السلاح وحظره من الخارج.
وأوضح أن الجيش الليبي يعمل على السيطرة الكاملة على الجنوب الليبي، ولكن البلاد تمتلك مساحات حدود شاسعة مع عدة دول خاصة النيجر وتشاد والسودان والتي تعاني من انتشار بعض المسلحين.
وأكد أن أكثر ما يتكون منه المليشيات والجرائم في ليبيا هم مسلحون من تشاد والنيجر، يتم تجنيدهم بأعداد كبيرة في البلاد والمتاجرة بهم واستغلالهم في الحرب والقتل والخطف والاتجار بالبشر.
وشدد على ضرورة دعم الجيش الليبي وتوحيد المؤسسات الأمنية للقضاء على انتشار الجريمة وضبط الحدود وحماية البلاد وحفظ سيادتها.
aXA6IDMuMTQ5LjI3LjMzIA==
جزيرة ام اند امز