الحيوانات المنقرضة تتحدث.. متحف بريطاني يعيد 12 كائنا للحياة
يستعد زوار متحف علم الحيوان بجامعة كامبريدج لتجربة شيء غير عادي، ففي استخدام رائد للذكاء الاصطناعي، سيعطي المتحف صوتا لأكثر من 12 حيونا محميا ومنقرضا، مما يسمح لهم بمشاركة قصصهم، وحتى تقديم وجهات نظر حول الحياة الآخرة.
وبدءا من 15 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، سيطلق المتحف مشروعا لمدة شهر حيث ستشارك المعروضات التي تتراوح من صرصور أمريكي إلى بقايا طائر الدودو وباندا حمراء محنطة وهيكل عظمي لحوت زعنفي، الزوار في محادثات حية من خلال هواتفهم المحمولة، ويهدف هذا الاستخدام المبتكر للذكاء الاصطناعي إلى تعميق فهم الجمهور للتنوع البيولوجي والتحديات البيئية التي تواجهها الأنواع.
ويقول جاك آشبي، مساعد مدير المتحف في تقرير نشرته الجارديان: "كانت المتاحف تستخدم الذكاء الاصطناعي بطرق مختلفة، لكن هذه هي المرة الأولى التي نسمح فيها للحيوانات نفسها بالتحدث، ونأمل أن نتمكن من خلال منح هذه الحيوانات أصواتها الخاصة من تغيير الطريقة التي ينظر بها الناس إليها، فعلى سبيل المثال، هل يمكن أن يؤدي منح صرصور صوتا إلى جعل الناس يفكرون فيه بشكل مختلف؟".
وتم تطوير الذكاء الاصطناعي وراء هذا المشروع بواسطة " Nature Perspectives"، وهي شركة متخصصة في نماذج الذكاء الاصطناعي التي تعزز العلاقة بين الناس والعالم الطبيعي، ويتم تصميم شخصية كل معروض بناء على معلومات محددة حول مكان عيش العينة وبيئتها الطبيعية ورحلتها إلى مجموعة المتحف.
بالإضافة إلى التعرف على الصوت والتفاعل، يقوم الذكاء الاصطناعي بتخصيص نبرته ولغته لتناسب عمر الزائر ويمكنه المحادثة بأكثر من 20 لغة، بما في ذلك الإسبانية واليابانية.
و يمكن للزوار أن يتوقعوا سماع لهجة أسترالية من خلد الماء، ولهجة الهيمالايا من الباندا الحمراء، ولهجة بريطانية من البط البري، وتم تصميم هذه المحادثات لتوفير عمق أكبر من العلامات التقليدية المصاحبة لعينات المتحف.
ومع انخراط الزوار في محادثة مع المعروضات، سيتم تسجيل أسئلتهم وتفاعلاتهم لاكتساب رؤى حول ما يريد الناس معرفته عن العينات.
وفي حين يقترح الذكاء الاصطناعي أسئلة مثل "كيف كانت الحياة في المحيط المفتوح؟" للحوت الزعنفي، يتم تشجيع الزوار على طرح أسئلتهم الخاصة واستكشاف وجهات نظر الحيوانات.
ويقول آشبي: "يمكن على سبيل المثال أن يشرح طائر الدودو نظامه الغذائي من الفواكه والبذور في موريشيوس، بل ويتحدث حتى عما إذا كان ينبغي للبشر محاولة إعادة نوعه من خلال الاستنساخ".
والهيكل العظمي للحوت الزعنفي، الذي يتدلى بشكل مهيب من سقف المتحف، له إجاباته الخاصة، فإذا سألته عن أشهر شخص قابله، سيجيب (ربما لم أقابل أفرادا مشهورين)، لكن أي شخص يقف تحتي، ويشعر بالرهبة والحب للعالم الطبيعي، مهم في حد ذاته".
وتهدف هذه المبادرة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي إلى إثارة روابط أعمق بين الناس والعالم الطبيعي، وتشجيع الوعي الأكبر بأزمة التنوع البيولوجي.