تطرف مناخي "غير مسبوق".. "COP28" قمة عالمية في ظروف استثنائية
في سبتمبر/أيلول الماضي، زار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش باكستان، ووصف ما شاهده هناك جراء الفيضانات بأنها "مذبحة مناخية".
قال غوتيريش وقتها إن الدول النامية تدفع ثمنا مروعا لتعنت الدول المسؤولة عن الانبعاثات الكبيرة المدمرة لكوكب الأرض، واصفا ذلك بأنه يمثل "انتحارا جماعيا".
كانت كلمات غوتيريش ومشاهد الزيارة حاضرة في أروقة قمة المناخ (COP27)، ويرى خبراء أنّها كانت المحرك الرئيسي لحدوث الاختراق الأهم، وهو الإقرار التاريخي لصندوق تمويل الخسائر والأضرار، والذي ستكون مهمته تعويض الدول المتضررة من تغيرات المناخ، فهل سنكون على موعد مع زخم جديد تحصل عليه قضايا المناخ في قمة الإمارات (COP28)؟.
يرى خبراء استطلعت "العين الإخبارية" آراءهم، أن بدايات عام 2023 كانت هي الأسوأ مناخيا منذ عقود، وهو ما سيعطي مزيدا من الزخم لقضايا المناخ، وسيترك أثرة على قمة "COP28"، والتي توصف بأنها ستكون "استثنائية".
ويقول مجدي علام، أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب لـ"العين الإخبارية": "قمة COP28 سيكون مطلوبا منها استكمال إجراءات إنشاء صندوق الخسائر والأضرار، كما أنها ستشهد التقييم العالمي الأول لاتفاقية باريس (Global Stocktake)، وهو عملية لتقييم تنفيذ اتفاقية باريس لهدف تقييم التقدم الجماعي العالمي نحو تحقيق الغرض من الاتفاقية وأهدافها طويلة الأجل (المادة 14)".
وأضاف "كما ستشهد مراجعة للهدف العالمي للتكيف، حيث تم الاتفاق في قمة غلاسكو (COP26) على مراجعة هذا الهدف كل عامين، وبالتالي سيكون موعد المراجعة في قمة الإمارات (COP28)، وستسعى الدول المتقدمة التي لم تحقق COP27 أهدافها في ملف تخفيف الانبعاثات، إلى الحصول على مكاسب في قمة الإمارات، وبالتالي فنحن على أبواب قمة استثنائية ستكون كل الملفات مطروحة على طاولتها، وبالطبع فإن الظواهر المناخية المتطرفة التي استقبلنا بها بدايات العام، ستعطي زخما لكل هذه الملفات".
ووفقا لـ"علام"، فإن العالم شهد خلال هذه الأشهر الأربعة من عام 2023 أنماطا غريبة من الطقس غريبة تعزى جميعها إلى تغير المناخ، ومن المنتظر أن يكون الحديث عنها حاضرا في القمة، ليكسب المناقشات زخما لا يقل عن ما حدث مع الحالة الباكستانية في (COP27).
وشهد العالم خلال الشهور الماضية ظواهر غريبة، منها الموجة الحارة غير المعتادة في أوروبا، في شهر يناير/كانون الثاني، كما شهدت منطقة جنوب آسيا دفئا غير عادي، بما في ذلك ثالث أكثر أيام فبراير/شباط سخونة في العاصمة الهندية نيودلهي منذ أكثر من نصف قرن.
وواجهت شرق آسيا "الطقس المتطرف" أيضا وتحديدا في الصين، فبعد أيام من تسجيل أجزاء من شمال البلاد أدنى درجات حرارة على الإطلاق، حطمت مدن جنوب الصين الأرقام القياسية لدرجات الحرارة المرتفعة في يناير/كانون الثاني.
وكانت أمريكا على موعد في شهر فبراير/شباط مع أعاصير ودرجات حرارة دافئة وتساقط ثلوج غير متوقع، وامتد ذلك لشهر مارس/آذار، حيث اجتاحت أعاصير الجنوب الأمريكي، ما أسفر عن مقتل 25 شخصا على الأقل، ووصلت الرياح إلى مستوى سرعة الإعصار وأثرت على 35 مليون شخص في منطقة خليج سان فرانسيسكو، وضرب إعصار شديد كاليفورنيا ما أودى بحياة شخصين وأدى إلى انقطاع الكهرباء عن أكثر من 100 ألف شخص.
وإذا كانت أمريكا والدول الغربية لديها من الإمكانيات ما يعينها على مواجهة هذه التداعيات، فإن محمود بدوي، الأستاذ بجامعة كيل بألمانيا، يشير إلى دول أخرى واجهت ظروفا مناخية قاسية، ولم تكن سببا في حدوث تغير المناخ.
ويقول إن إعصار "فريدي" الذي ضرب دول جنوب القارة الأفريقية في مالاوي وموزمبيق ومدغشقر أواخر فبراير/شباط، يكشف عن "عولمة تغير المناخ"، حيث تمتد تداعياته إلى دول ليست سببا في المشكلة.
ويضيف: "هذا من شأنه أن يساعد على استكمال إجراءات إنشاء صندوق الخسائر والأضرار في COP28، ويدفع باتجاه مزيد من الالتزام بتخفيض الانبعاثات".
وعبرت وزيرة البيئة المصرية الدكتورة ياسمين فؤاد عن هذا المعنى في مقابلة خاصة مع بوابة "العين الإخبارية"، حيث قالت إن "وتيرة العمل المناخي لا تسمح بالرجوع للخلف، فتأثيرات تغير المناخ باتت واضحة، واحتياجات الدول النامية نتيجة هذا التأثيرات تتزايد، وكل ذلك يصب في اتجاه المضي قدما في اتجاه تفعيل آليات عمل الصندوق".
aXA6IDMuMTM4LjEwNS40IA== جزيرة ام اند امز